أكبر موجة تسريح منذ 2022.. أمازون تقلص قوتها العاملة للتحول نحو الأتمتة
الاستغناء عن 30 ألف موظف
في خطوة تُحدث صدى واسعًا في قطاع التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية الأمريكي، كشفت تقارير إعلامية أن شركة أمازون تخطط لتسريح نحو 30 ألف موظف خلال الأيام المقبلة، في أكبر موجة استغناء عن العمالة منذ عام 2022.
ويأتي القرار في ظل تحديات اقتصادية متصاعدة، أبرزها تصاعد الرسوم الجمركية الأمريكية، وتأثيرات الذكاء الاصطناعي الذي يعيد تعريف مستقبل الوظائف في كبرى الشركات العالمية، وفقًا لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
وتستعد أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية العالمي، لتقليص عدد موظفيها بشكل كبير ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى التحول نحو الأتمتة والاعتماد المكثف على الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف التشغيلية.
وأفاد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الشركة ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة بتسريح نحو 30 ألف موظف، أي ما يعادل نحو 10% من العاملين في مقرها الرئيسي بمدينة سياتل، وتشمل عمليات التسريح قطاعات الموارد البشرية والحوسبة السحابية والتسويق.
وتعد هذه الموجة الأضخم منذ عام 2022، عندما استغنت أمازون عن 27 ألف موظف بعد التوسع المفرط في التوظيف خلال مرحلة ما بعد جائحة كورونا، التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على الخدمات الرقمية والتجارة الإلكترونية.
وتأتي عمليات التسريح الجديدة في وقت يواجه فيه عملاق التكنولوجيا الأمريكي تحديات اقتصادية معقدة، إذ أدت الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ارتفاع الأسعار وتقليص هوامش الأرباح التشغيلية للشركة.
كما يعاني سوق العمل الأمريكي من ضغوط متزايدة، في وقت تتسارع فيه وتيرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، ما يقلل الحاجة إلى العمالة البشرية في عدد من القطاعات.
في رسالة وجهها لموظفي الشركة في يونيو/حزيران الماضي، أوضح آندي جاسي، المدير التنفيذي لشركة أمازون، أن الشركة تستعد لمرحلة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.
وقال جاسي: "الذكاء الاصطناعي سيمنحنا القدرة على إنجاز المزيد باستخدام موارد أقل"، مشيرًا إلى أن بعض الوظائف التقليدية "لن تكون ضرورية مستقبلًا بالشكل الحالي".
ووصف جاسي التحول الجاري بأنه "تغيير غير مسبوق يحدث مرة واحدة في كل جيل"، مؤكدًا أن "نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير جذريًا الطريقة التي نعمل بها".
ويرى محللون أن هذه الخطوة تمثل مؤشرًا مبكرًا لتحولات أوسع في قطاع التكنولوجيا الأمريكي، إذ يُتوقع أن تبدأ آثار السياسات الجمركية الجديدة بالظهور مطلع عام 2026، بعد نفاد المخزون الذي تم شراؤه قبل تطبيق الإجراءات الحمائية.
كما يُتوقع أن يشهد سوق العمل الأمريكي منافسة أشد وجمودًا في الأجور، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا، وفقًا لتقديرات عدد من الخبراء الاقتصاديين.
وسجلت أمازون خلال عام 2024 أرباحًا بلغت 59 مليار دولار (نحو 50 مليار يورو)، أي ما يقارب ضعف أرباحها المسجلة عام 2023 البالغة 30 مليار دولار.
ورغم هذه النتائج القياسية، يبدو أن الشركة تتجه نحو إعادة هيكلة عميقة استعدادًا لعصر الأتمتة والذكاء الاصطناعي الذي سيغير شكل القوى العاملة العالمية.
ومن المقرر أن تعلن الشركة نتائجها المالية للربع الثالث من عام 2025 في 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وسط ترقب واسع من المستثمرين والمحللين لمعرفة ما إذا كانت موجة التسريح الحالية ستقتصر على أمازون، أم ستكون بداية لسلسلة من الخطوات المشابهة في شركات التكنولوجيا الكبرى.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA==
جزيرة ام اند امز
