سفير الإمارات لدى بكين: نتطلع إلى شراكة استراتيجية شاملة مع الصين
السفير علي عبيد علي الظاهري، قال إنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات المهمة بين البلدين.
أكد علي عبيد علي الظاهري، سفير الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، أن زيارة شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة للبلاد ستكون علامة بارزة في تاريخ العلاقات الثنائية، خصوصا أنها أول زيارة دولة يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد تجديد الثقة فيه من قبل الشعب الصيني، وفي ذلك دلالة على المكانة الكبيرة لدولة الإمارات في سلم أولويات القادة الصينيين.
- الصحف الإماراتية: زيارة الرئيس الصيني "تاريخية"
- قرقاش: زيارة الرئيس الصيني مؤشر لمكانة الإمارات السياسية والاقتصادية
وقال السفير علي عبيد علي الظاهري، في تصريح خاص لصحيفة الشعب اليومية الصينية أونلاين، الجمعة، إنه "سيتم خلال الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات المهمة، تغطي مجالات مختلفة، وستسهم في رفع مستوى العلاقات إلى مستوى أعلى، وستفتح صفحة جديدة وواعدة في كتاب العلاقات الثنائية".
وأشار إلى أن العلاقات الإماراتية الصينية تقوم على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل والشفافية في التعامل، وتتميز بتطورها الإيجابي السريع، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والاستثمارية المشجعة لدولة الإمارات والصين، التي أسهمت بشكل كبير في تسريع تطور العلاقات الثنائية، حيث تعد الإمارات أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دون احتساب النفط، وقد استطاعت الدولتان تحقيق العديد من الإنجازات منذ إقامة علاقاتهما الدبلوماسية من خلال التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتأسيس الصندوق الاستثماري المشترك، كما تعد الإمارات من الدول المهمة الواقعة على جانبي الحزام والطريق وعضوا مؤسسا في البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية، وتعتبر دولة الإمارات اليوم شريكا تجاريا استراتيجيا مهما للصين والوجهة الأولى للصادرات الصينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث إن 60% من صادرات الصين لهذه الدول تمر عبر الإمارات، وسوقاً مهمة للاستثمارات والمقاولات الخارجية التي بدورها ستخلق تكاملاً اقتصادياً مع الصين.
وأشاد السفير علي عبيد علي الظاهري بمستوى العلاقات الثنائية الذي وصل في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين، والزيارات المتبادلة لقادة البلدين، التي لعبت دوراً محورياً في دفع العلاقات السياسية بين الجانبين الإماراتي والصيني نحو مزيد من الشراكة الاستراتيجية، خاصة أن البلدين يشهدان نمواً غير مسبوق عالمياً على الأصعدة كافة.
وأكد أن دولة الإمارات تواصل بالتعاون مع الصين استكشاف السبل الكفيلة بإضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات الثنائية وبناء مستواها الأعلى، ونحن نتطلع إلى شراكة استراتيجية شاملة مع الصين في المستقبل.
وشدد على أن التعاون بين الإمارات والصين تعاون مثمر للغاية، ليس فقط فيما يتعلق بمجال الطاقة، ولكن في مجالات مختلفة أخرى تشمل الاستثمار والصناعة والطاقة المتجددة والشركات الصغيرة والمتوسطة والصحة والتعليم والسياحة والبنية التحتية والخدمات المالية والطيران وغيرها، ومن بين المشاريع الرئيسية بين البلدين إنشاء صندوق الاستثمار الذي يلعب دوراً محورياً في تعزيز الاقتصاد، وتعميق الروابط في إطار التعاون الاستثماري ودعم التنمية المستدامة في مجالات الطاقة والصناعة والبنية التحتية والاقتصاد الأخضر، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الكبرى الأخرى مثل ميناء خليفة، ومشروع منطقة التعاون في القدرة الإنتاجية ومشروع زراعة الأرز في المنطقة الصحراوية بالتعاون مع مجموعة من الخبراء الصينيين، وموانئ أبوظبي، وشركة الاستثمار والتعاون في الخارج التابعة لمقاطعة جيانغسو المحدودة، كما وقعت 15 شركة صينية اتفاقيات استثمار بقيمة مليار دولار في منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة التي تعد أكبر منطقة حرة من نوعها في الشرق الأوسط، كذلك أكبر مشروع استثماري للطاقة الشمسية المُركَّزة في العالم بقدرة 700 ميجاوات في دبي، وغيرها من المشاريع التي تغطي مجالات مختلفة .
وحول مبادرتي "الحزام والطريق" و"بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية" الصينيتين، قال السفير علي عبيد علي الظاهري إن هذه المبادرات كلها مبادرات رائدة تدعو في جوهرها إلى النهوض بالأمم والشعوب على اختلافها في كنف من السلام والأمن والاحترام المتبادل، وإن هذه المبادرات تعالج بشكل مباشر وغير مباشر أهم القضايا التي تؤرق دول الشرق الأوسط الآن وهي التنمية ومكافحة الإرهاب، كما تكمن أهمية وقيمة مبادرة "المجتمع المشترك المصير للبشرية"، حيث إنها تربط بين أحلام الشعب الصيني وأحلام الشعوب الأخرى حول العالم بشكل وثيق، وتعتبر أن جميع الشعوب على اختلافهم هم أفراد لنفس العائلة، ومصير الأمة الصينية يتقاطع مع مصير كل الأمم، وبالتالي فإن التوافق والتصالح والانفتاح على الآخر، كلها شروط أساسية لتحقيق أحلام جميع الشعوب ولتأمين مصيرها المشترك.
ونبه إلى أن هذا الحلم قد يصعب تحويله إلى واقع في غياب بيئة يسود فيها السلام ويستقر فيها النظام الدولي، وعليه، فإن العالم اليوم أمام تحديات كبيرة لتحقيق هذا الحلم وعلى رأسها محاربة الارهاب وتحقيق التنمية والسلم العالميين.
وقال: "ومن هنا نلمس الرؤية الاستشرافية في مبادرة المجتمع ذي المصير المشترك في كونها تمثل بدرجة كبيرة صمام أمان يساهم على المدى المتوسط والبعيد في مواجهة هذه التحديات بحكمة وفعالية"، معربا عن سروره بما تم تحقيقه حتى الآن بين الصين والدول العربية والافريقية في هذا الإطار، متطلعاً إلى مزيد من الإنجازات التي تترجم هذه المبادرة إلى ثمار يطيب أكلها للشعوب العربية والصينية وكل شعوب العالم.
وأضاف أنه بات من الضروري تكاتف جهود المجتمع الدولي من أجل توفير الآليات وبسط الأرضية المناسبة لتفعيل كل المبادرات الإيجابية والحكيمة على غرار مبادرة "الحزام والطريق"، التي تمثل بشكل واضح آلية جدية للدفع المشترك للتنمية العالمية وجوهر فلسفة "المصير المشترك للبشرية".
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA== جزيرة ام اند امز