"عامر منيب".. عندما يأتي الموت في قمة المجد
في قمة المجد والشهرة غافل المرض عامر منيب واحتل جسده، إذ اكتشف في عام 2010 إصابته بسرطان القولون.
رغم رحلة العمر القصيرة استطاع المطرب المصري عامر منيب أن يحجز لنفسه مكانة رفيعة في قلوب الجماهير وأصدقائه بالوسط الفني، إذ منحه الله بجانب الموهبة قدرا كبيرا من دماثة الخلق والتواضع لذا كان رحيله عام 2011 مصدر حزن لكل محبيه.
وفي ذكرى ميلاده التي تحل اليوم احتفى به النجوم الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفنان رامي صبري الذي نشر صورته وكتب عليها "من أكثر الأشياء اللي أثرت فيّا يوم ما روحت.. كنت غالي عليا أوي".
كما نشر الفنان تامر حسني صورته عبر "أنستقرام"، معلقاً: "ذكرى ميلاد حبيبي الخلوق الحاضر الغائب".
وُلد عامر محمد بديع منيب في مثل 2 سبتمبر/أيلول 1963 بحي الدقي بمحافظة الجيزة، نشأ وسط أسرة فنية، جدته هي الفنانة الكبيرة ماري منيب التي احتضنته في سن الطفولة وتولت مسؤولية تربيته، أحب الفن من خلالها وكان رحيلها مؤلما لطفل في سن الـ8 من عمره.
كان عامر منيب يشعر بأن دخول الوسط الفني صعب ويحتاج إلى مجهود كبير، لذا قرر أن يهتم بدراسته فقط وألا يطارد حلما صعب المنال.
وفي عام 1985 تخرج في كلية التجارة بجامعة عين شمس بتقدير جيد جداً، وتم تعيينه معيداً، وكان من الممكن أن يظل بعيداً عن الفن لولا الصدفة التي لعبت دورها في حياته وأعادته إلى حلمه القديم.
وشاءت الأقدار أن يجتمع مع أصدقائه لتناول السحور في شهر رمضان بأحد الفنادق الكبرى وسط القاهرة، وتصادف وجود نجوم كبار داخل المطعم أبرزهم محمود ياسين وفاروق الفيشاوي والموسيقار حلمي بكر.
وفي هذه الليلة غنى عامر منيب استجابةً لضغط زملائه، وكانت النتيجة أن صوته الجميل لفت الأنظار ونصحه الموسيقار حلمي بكر بالابتعاد عن فكرة التدريس بالجامعة ودراسة الموسيقى.
تحمس عامر لتطبيق نصيحة الموسيقار حلمي بكر واستعان بعدد من المتخصصين كي يتعلم العزف على البيانو والعود، ودرّب صوته كثيراً، وفي عام 1990 نجح في إصدار أول ألبوماته الغنائية بعنوان "لمحي"، وحقق نجاحاً كبيراً.
بعد ذلك توالت أعماله ليصل إنتاجه الغنائي إلى 12 ألبوما، منها: "أول حب، أيام وليالي، حب العمر، كل ثانية معاك، حظي من السما".
كما اقتحم عالم التمثيل وقام ببطولة 4 أفلام، هي: "كامل الأوصاف، الغواص، كيمو وأنتيمو، سحر العيون".
وفي قمة المجد والشهرة غافل المرض عامر منيب واحتل جسده، إذ اكتشف في عام 2010 إصابته بسرطان القولون وفشلت محاولات العلاج في السيطرة على المرض.
ثم سافر إلى ألمانيا عام 2011 لإجراء عملية جراحية لاستئصال جزء من القولون، وشاءت الأقدار أن يتوفى إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، مات عامر منيب عن عمر 48 عاماً، تاركا خلفه سيرة طيبة وأعمالا فنية رائعة.