بعد 16 سنة منذ الغزو.. أمريكا لن تنسحب من أفغانستان
16 عاما مرت منذ الحرب الأمريكية في أفغانستان ويبدو أن الولايات المتحدة لن ترحل
16 عاماً مرت منذ الحرب الأمريكية في أفغانستان، والتي تركت المتمردين أقوياء كما كانوا دائماً، ومستقبل البلاد متزعزعاً.
- ترامب يرفض الانسحاب من أفغانستان ويحذر باكستان من إيواء الإرهابيين
- طالبان تتوعد ترامب: أفغانستان ستصبح مقبرة لأمريكا
وفي خطاب له، أمس الاثنين، أوجز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجيته للانتصار في أفغانستان، تلك الدولة التي يصفها تقرير وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية بأنها نصبت تاريخياً الفخ للقوى العظمى وتحدت الحلول السهلة.
وبدأت الحرب الأمريكية الأطول بعد أقل من شهر من هجمات 11 سبتمبر 2001، وسرعان ما أسقطت القوات بقيادة الولايات المتحدة حكومة طالبان وعرقلت قادة تنظيم القاعدة ولكن القتال لم ينتهِ أبداً.
ويشير تقرير أسوشيتدبرس إلى أنه في السنوات الأخيرة تدهور الأمن تدريجياً، بحصول متمردي طالبان -الذين يتمتعون بالملاذ الآمن في باكستان- على موطئ قدم في أنحاء البلاد.
ويعد ترامب هو الرئيس الأمريكي الثالث الذي يتعامل مع التحدي الأفغاني، ومن هذا المنطلق استعرض التقرير مراحل التدخل الأمريكي في أفغانستان حتى الآن.
تغيير النظام
بعد أقل من شهر من هجمات 11 سبتمبر 2001 استهدفت حملة جوية أمريكية ضخمة مقاتلي القاعدة وقوات طالبان ومعسكرات التدريب والدفاعات الجوية، بينما دخلت قوات التحالف الشمالي المناهضة لطالبان كابول مع فرار طالبان، وفقاً للتقرير.
بحلول ديسمبر/كانون الأول 2001 وافقت جماعات أفغانية على عقد اتفاق في مدينة بون الألمانية لتشكيل حكومة مؤقتة.
مع تحرير أفغانستان من سيطرة طالبان زادت القوة العسكرية الأمريكية إلى 2.500 مع تمشيط القوات منطقة تورا بورا الجبلية بحثاً عن قائد القاعدة آنذاك أسامة بن لادن، وبحلول عام 2002 كان هناك 9.700 من القوات الأمريكية في البلاد.
الديمقراطية والإلهاء
في نوفمبر/تشرين الثاني 2004 أصبح حامد كرزاي الفائز في أول انتخابات مباشرة بمنصب الرئيس في أفغانستان، وقتها أشادت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بالتصويت كخطوة رئيسية في تحول البلاد.
عادت ملايين من الفتيات إلى المدارس بعد منعهن في ظل حكم طالبان، ومع تفتح البلاد ساعدت المساعدات الغربية على نمو الاقتصاد في المناطق الحضرية على الأقل.
لكن أظهرت طالبان علامات لعودة الظهور، وذلك بشن هجمات متفرقة على قوات الحكومة في شرق أفغانستان.
على الرغم من أن كرازي ينتمي إلى مجموعة البشتون العرقية مثل أغلب مجندي طالبان، إلا أن حكومته استبعدت ما يعتبر المجموعة العرقية الرئيسية في أفغانستان، وهيمن قادة سابقون للتحالف الشمالي على إدارة كرازي.
تضخمت أعداد القوات الأمريكية إلى 20 ألفا، ولكن اهتمام واشنطن تحول بشكل متزايد إلى العراق، فغزت الولايات المتحدة العراق في مارس/آذار 2003، مسقطة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
مزيد من القوات الغربية.. مزيد من العنف
في 2006 تولى حلف الناتو مسئولية الأمن في أفغانستان، وضخ القوات في معاقل طالبان في جنوب البلاد، بينما رفعت الولايات المتحدة عدد قواتها في البلاد إلى 30 ألفا، وعززت بريطانيا وكندا وغيرهما من إسهاماتهم، ولكن ازداد العنف والخروج على القانون سوءاً.
في خريف عام 2008 اعترف رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق آدم مايك مولن قائلًا "لست متأكداً أننا نفوز".
100 ألف من القوات الأمريكية في البلاد
في 2009 يتولى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رئاسة البلاد، مؤيداً إجراء تحولات في استراتيجية مكافحة التمرد، مصممة حماية المدنيين الأفغان بدلًا من مطاردة طالبان.
وسرعان ما أرسل 21 ألفا من القوات، وبعد استعراض مطول للسياسات أصدر أوباما أمراً بزيادة إضافية، ليصل مستوى القوات إلى 100 ألف بحلول أغسطس/آب 2010، وقال إن الولايات المتحدة سوف تبدأ في سحب القوات بحلول 2011.
في مارس/آذار 2011 يُقتل بن لادن في غارة شنتها العمليات الخاصة الأمريكية في باكستان، ثم يمضي أوباما قدماً في خطط تهدف لتسليم المسؤوليات الأمنية لأفغانستان بحلول 2014.
وبحلول نهاية 2014 ينهي الناتو مهمته القتالية في البلاد، وتتدهور العلاقات الأمريكية مع كرزاي، وتستبدله الانتخابات بقائد موال للولايات المتحدة وهو الرئيس الحالي أشرف غني، ولكن عانت حكومته من الانقسام المرير.
الولايات المتحدة لا تنسحب
مع وصول العنف إلى أعلى مستوياته بعد عام 2001، وتحمل قوات الأمن الأفغانية خسائر فادحة يتراجع أوباما عن خطط سحب جميع القوات الأمريكية بحلول نهاية 2016، ويترك منصبه مخلفاً 8.400 من القوات في أفغانستان.
تقتل الولايات المتحدة قائد طالبان الجديد الملا منصور في هجوم جوي في باكستان في مايو/أيار 2016، مما يعرقل محادثات السلام.
ولكن في ساحة المعركة تحقق طالبان انتصاراً وتهدد عواصم المقاطعات في الشمال والجنوب، ويحصل تنظيم داعش الإرهابي على موطئ قدم في شرق أفغانستان.
دخول ترامب
في الشهور السبعة الأولى من توليه السلطة لا يتحدث ترامب كثيراً عن أفغانستان بينما ينفد صبر الجيش.
يقترح البنتاجون إرسال حوالي 4 آلاف آخرين من القوات الأمريكية لزيادة تدريب القوات الأفغانية وعمليات مكافحة الإرهاب، ولكن تنقسم الإدارة على الاستراتيجية.
يرى الجميع تقريباً أن المعركة هي طريق مسدود، ويقترح البعض في إدارة ترامب الانسحاب أو تسليم الجهد الأمريكي بأكمله إلى مقاولين أمنيين خاصين.
تبدأ المشاعر المناهضة للغرب في النمو بين الأفغان، ويبدأ الاقتصاد في المعاناة، ويعزى ذلك جزئياً إلى تراجع القوات الأجنبية.
ومع استعداد ترامب لإعلان خطته تسيطر الحكومة الأفغانية على نصف البلاد تقريباً فقط، وبعد أشهر من الجدال يكشف ترامب أخيراً النقاب عن استراتيجيته في خطاب تلفزيوني، ويقول إن الولايات المتحدة سوف تنتصر في النهاية، وتقهر مقاتلي القاعدة وداعش وتضمن عدم سقوط الحكومة في طالبان.
وأبدى ترامب، اعتراضه على أي انسحاب سريع من أفغانستان، خوفا من أن تصبح ملاذاً آمناً للإرهابيين، ومن جانبها توعدت حركة طالبان بأن أفغانستان ستصبح "مقبرة" للولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز