لقاحات "الرنا المرسال".. لمواجهة كورونا والإيدز والسرطان وغيرها
أعلنت السلطات الصحّية الأمريكية، الأربعاء، عزمها على إنتاج مليار جرعة إضافية من لقاحات الرنا المرسال سنوياً، بدءاً من العام المقبل.
والحمض النووي الريبوزي المرسال أو رنا مرسال (mRNA) عبارة عن جزيء رنا يحمل الشيفرات الوراثية من جزيئات الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين، أو الشيفرات الوراثية الموجودة في نواة الخلية، إلى مواقع تصنيع البروتين في السيتوبلازم بالخلية.
ولعب رنا مرسال دوراً مهما جداً في إنتاج لقاحات فيروس كورونا المستجد، حيث تعتمد هذه اللقاحات على إعطاء تعليمات لخلايا الجسم البشري من خلال رنا مرسال لإنتاج جزء غير مؤذي من بروتين يتواجد على سطح الفيروس ويدعى بروتين الشوكة (Spike Protein). ثم يميز الجهاز المناعي البروتين على أنّه جسم غريب، فيبدأ بالاستجابة وإنتاج الأجسام المضادة.
أهم ما يميز لقاحات الرنا المرسال إمكانية تعديلها بسهولة وسرعة في حال استمرار الفيروس بالتحور. كما أن تكنولوجيا الرنا المرسال تحمل إمكانات كامنة كبيرة كأساس لإصلاحات جينية رخيصة لمرض فقر الدم المنجلي وفيروس الإيدز. إضافة إلى ذلك، فإن العلماء يعملون أيضاً على استخدام الرنا المرسال لمساعدة الجسم على محاربة السرطان بأنواعه.
وقال جيف زينتس، منسّق مكافحة الجائحة في البيت الأبيض إن الهدف من زيادة القدرة الإنتاجية هو مكافحة "الجائحة الحالية" وضمان "الاستجابة سريعاً لأي تهديدات وبائية مستقبلية".
وأضاف زينتس خلال مؤتمر صحفي: "الهدف هو زيادة القدرة الحالية بمقدار مليار جرعة إضافية سنوياً، على أن يبدأ الإنتاج بحلول منتصف عام 2022".
وأوضح أنّه لتحقيق هذه الغاية تعتزم وزارة الصحة الأمريكية التواصل مع "الشركات التي أنتجت لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال لتحديد طرق لزيادة طاقتها الإنتاجية".
ولفت المنسّق إلى أنّ هذه الخطة ستتيح توفير المزيد من الجرعات لسكان الولايات المتّحدة كما ستساهم في "إنتاج المزيد من اللّقاحات المضادّة لفيروس كوفيد-19 والمخصّصة للعالم".
وتابع زينتس أنّ الولايات المتّحدة وهبت حتى اليوم 110 دول ما مجموعه 250 مليون جرعة لقاح مضادّ لكوفيد-19، أي "أكثر مما قدّمته جميع البلدان الأخرى مجتمعة".
وبالإضافة إلى مكافحة الجائحة الحالية فإنّ الولايات المتّحدة تطمح من خلال زيادة قدرتها على إنتاج لقاحات الرنا المرسال إلى رفع جاهزيتها للتصدّي للأوبئة المستقبلية.
وقال زينتس إنّ "هذا البرنامج سيساعدنا أيضاً على إنتاج جرعات لقاحية في غضون 6 إلى 9 أشهر من تاريخ تحديد ممراض (أي العامل أو البكتيريا المسببة للمرض) مستقبلي".
وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن الذي تراجعت شعبيته منذ الصيف تكثيف جهودها لمكافحة الجائحة. ووفقاً لوسائل إعلام أمريكية فإنّ الإدارة ستعلن قريباً عن شرائها 10 ملايين علاج مضادّ لكوفيد-19.