رؤساء خارج البيت الأبيض.. 5 مرشحين فازوا شعبيا وخسروا الانتخابات
لن تجد هذا إلا في أمريكا، فقد يكون المرشح الرئاسي فائزا على المستوى الشعبي لكن لا يصبح رئيسا وهو ما تكرر 5 مرات.
ويعود السبب الرئيسي في ذلك، إلى فكرة المجمع الانتخابي الذي يضم عددا من المندوبين المنتخبين خصوصا لاختيار ساكن البيت الأبيض، وعددهم يعبر عن وزن كل ولاية في الكونغرس بغرفتيه، أي أنه بالأساس يعبر عن عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
وفيما يلي ترصد "العين الإخبارية" 5 حالات تاريخية عبرت عن هذه الأزمة التي تتجدد على فترات متباعدة وتقوم فكرة الانتخاب على أن الرئيس الذي يفوز بأصوات ولاية ما يحصل مباشرة على كتلة مندوبيها في المجمع الانتخابي، لكن هذه الطريقة واحدة من أسوأ عيوبها الأصوات المهدرة بين الولايات على المستوى الإجمالي والتي تمنح مرشحا ما أصوات المجمع، حتى لو كان الأقل على مستوى التصويت الشعبي.
1- أندور جاكسون:
في سنة 1842، فاز أندرو جاكسون بالتصويت الشعبي لانتخابات الرئاسة، لكنه حصل على أقل من 50% من أصوات المجمع الانتخابي، ليفوز في المقابل منافسه جون كوينسي آدامز بالرئاسة.
2- صامويل تيلدن:
في انتخابات 1876 فاز صامويل تيلدن بالتصويت الشعبي، لكن رذرفورد ب. هايز حصل على 185 صوتا انتخابيا في المجمع مقابل 184 صوتا لتيلدن، لينطلق إلى البيت الأبيض.
3 - جروفر كليفلاند:
أيضا في انتخابات سنة 1888 فاز المرشح جروفر كليفلاند بالتصويت الشعبي، لكنه حصل على 168 صوتا انتخابيا فقط داخل المجمع الانتخابي مقابل 233 صوتا لبنجامين هاريس الذي فاز بالرئاسة.
4- آل جور:
أشهر انتخابات أثارت هذه الإشكالية كانت عام 2000 عندما فاز آل جور بالتصويت الشعبي، لكنه خسر الانتخابات أمام جورج دبليو بوش، بعدما حصل على 255 صوتا في المجمع مقابل 271 للثاني.
5- هيلاري كلينتون:
انتخابات 2016 كانت أيضا شاهدة على إشكالية المجمع الانتخابي، إذ كانت المرشحة هيلاري كلينتون الأكثر حصولا على الأصوات شعبيا، لكن دونالد ترامب استطاع الفوز بالرئاسة بعدما تغلب عليها في إحدى الولايات التي منحته أصواتا أكثر في المجمع الانتخابي.
دعوات لتغيير نظام الانتخابات
ومن وقت لآخر تظهر دعوات لإعادة النظر في طريقة انتخاب الرئيس الأمريكي، لا سيما بعد فوز ترامب بانتخابات 2016، وتأكيد البعض على أن هذه الآلية ظلمت كثيرا من المرشحين.
إلا أن هناك من يرون أن هذه الآلية هي جزء من إرث الولايات المتحدة، كما أن هناك من يرى أن المجمع الانتخابي هو ضمانة لحفظ النظام واستقرار الدولة أوقات الأزمات.
وعلى مستوى الدستور لا يوجد ما يلزم المندوبين بمنح أصواتهم في المجمع الانتخابي للمرشح الفائز بكتلة الولاية بغض النظر عن التصويت الشعبي، لكن جرت العادة على أن الفائز يحصل على أصوات المجمع مباشرة.
كيف ينتخب الرئيس الأمريكي؟
على سبيل المثال، لو كانت هناك ولاية (أ) عدد مندوبيها في المجمع 30 وكتلتها التصويتية 3 ملايين، فاز المرشح (س) بمليون و600 ألف صوت، فإنه يحصل على أعداد المندوبين بالكامل في مواجهة منافسه (ص) الذي حصل شعبيا على مليون و400 ألف.
المرشح (ص) الذي خسر في الولاية السابقة ربح في ولاية أخرى (ب) عدد مندوبيها في المجمع 25، وكتلتها التصويتية مليونين ونصف، فاستطاع أن يحصل على 2 مليون صوت، مقابل نصف مليون لمنافسه (س).
على صعيد التصويت الشعبي في الولايتين حصل المرشح (ص) على 3 مليون و400 ألف صوت، فيما حصل (س) على 2 مليون و100 ألف صوت، لكن وفق المجمع فإن الأخير يفوز بالرئاسة لأنه حصل على ولاية لديها عدد مندوبين أكبر في المجمع.