ترامب.. هل يتلقى «المرشح المتهم» إحاطة أمنية سرية رغم «قضية الوثائق»؟
مع اتجاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بات مسؤولو المخابرات الأمريكية في مأزق.
فقد اعتادت المخابرات الأمريكية مشاركة بعض المعلومات السرية الأمنية مع المرشحين لرئاسة البلاد عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ولكن ترامب متهم في قضية سوء التعامل مع وثائق سرية، فهل سيسري عليه هذا التقليد الذي بدأ عام 1952؟
مجلة بوليتيكو الأمريكية نقلت عن مسؤولين بالمخابرات الأمريكية أنهم يعتزمون إطلاع دونالد ترامب على تلك الإحاطة الأمنية السرية إذا حصل على ترشيح الحزب الجمهوري هذا الصيف، على الرغم من الاتهامات التي يواجهها.
وقال مسؤول كبير بالمخابرات الأمريكية وشخص مطلع على المحادثات الداخلية لـ"بوليتيكو" إن إدارة بايدن تعتزم تبادل المعلومات الاستخبارية مع الرئيس السابق بغض النظر عن نتيجة محاكمته في فلوريدا.
وعلى مدار 72 عاما، قامت الإدارات الأمريكية المختلفة بالتعاون مع وكالات المخابرات بإحاطة مرشحي كل من الأحزاب السياسية الرئيسية ببعض أخطر التهديدات التي تواجه البلاد، وعلى الرغم من أن هذا الأمر غالباً ما يكون اجتماعًا واحدًا فقط، إلا أن بعض المرشحين يتلقون في بعض الأحيان عدة معلومات أمنية.
وعادة ما تتم الإحاطات الإعلامية، التي يديرها مكتب مدير المخابرات الوطنية ويوافق عليها البيت الأبيض، بعد المؤتمرات الوطنية في أواخر الصيف.
قضية الوثائق السرية
ومن غير الواضح متى ستُعقد محاكمة ترامب أو ما إذا كان سيتم البت في القضية قبل الانتخابات.
ورغم ذلك قال العديد من مسؤولي المخابرات والأمن القومي الحاليين والسابقين الذين تحدثوا مع "بوليتيكو"، إن القرار سيكون محفوفًا بمخاطر غير عادية بسبب القضايا المعلقة، وموقف ترامب المتعجرف تاريخيًا تجاه معلومات الأمن القومي.
وقال مسؤول كبير سابق في المخابرات الأمريكية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الرئيس السابق ما يزال يحتفظ بعلاقات وثيقة مع القادة الأجانب، بمن في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويمكنه استخدام المعلومات لدعمهم أو تعزيز مصالحه الخاصة".
وأشار "إلى أن ترامب قام ذات مرة بتسريب تفاصيل عملية استخباراتية إسرائيلية سرية للغاية إلى مسؤولين روس كبار في المكتب البيضاوي، وفي حالة أخرى قام بنشر صورة التقطها قمر تجسس صناعي سري، عبر موقع تويتر (منصة إكس حاليا).
بعد وقت قصير من تولي بايدن منصبه، منع ترامب من تلقي إحاطات استخباراتية منفصلة، والتي يتم التطوع بها تاريخياً لرؤساء الولايات المتحدة السابقين، وقد أشار بايدن إلى سلوك ترامب الخاطئ، مضيفا أنه يريد تجنب خطر "أن ترامب قد ينزلق ويقول شيئا ما".
ماذا سيفعل البيت الأبيض؟
يرى البيت الأبيض أن اختيار منع ترامب من الحصول على تلك الإحاطة السرية، سيشجع ادعاءاته بأن المخابرات متحيزة ضده، وقد يؤدي إلى زيادة توتر علاقاته السيئة بالفعل مع الوكالات الأمنية التي سيتعين على ترامب الاعتماد عليها لتجاوز الصراعات في جميع أنحاء العالم إذا فاز في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وبحسب مسؤولين حاليين وسابقين فإن الإحاطات التي يتلقاها المرشحون الرئاسيون رغم كونها سرية إلا أنها لا تحتوي على معلومات شديدة الحساسية، مؤكدين أنه لا يوجد ما يمنع إدارة بايدن قانونيا من مشاركة مواد سرية مع ترامب حتى لو ثبتت إدانته في محاكمته في قضية الوثائق السرية بفلوريدا.
ويواجه ترامب 40 تهمة تتعلق بالاحتفاظ بوثائق الأمن القومي شديدة الحماية في منتجعه مارالاغو في فلوريدا، وعرقلة الجهود الحكومية لاستعادتها، ويواجه أيضًا 3 محاكمات جنائية أخرى لا علاقة لها بتعامله مع مواد سرية.
من جانبه، قال ديفيد بريس، ضابط سابق بالمخابرات المركزية الأمريكية الذي ألف كتابا عن "الإحاطات الاستخباراتية المقدمة للرؤساء"، إن "خطر إساءة استخدام ترامب المعلومات الحساسة المقدمة له في الإحاطة منخفض".
وأشار إلى أن المعلومات الاستخبارية التي يتم تبادلها عادة مع المرشحين ليست شديدة الحساسية، موضحا أنه نظرا لعدم وجود متطلبات قانونية لهذه الممارسة، يمكن لإدارة بايدن تعديل ما تشاركه مع ترامب لتجنب أي مواضيع حساسة أو ساخنة.