ثقوب في ثوب النصر.. «شبح الماضي» يهز سفينة ترامب
فوز كبير وكاسح حققه دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، لكنه يمكن أن يكون مجرد لافتة براقه لواقع مأزوم، أو مشاكل متكررة.
وعلى الرغم من أن ترامب هزم منافسته الوحيدة نيكي هيلي بسهولة ودفعها خارج السباق، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى أنه لا يزال يواجه مشاكل طويلة الأمد مع الناخبين في الضواحي والمعتدلين والمستقلين، وهي نفس المشاكل التي كلفته إعادة الانتخاب عام 2020.
ولا يبدو أن قطب العقارات وسع دعمه إلى ما هو أبعد من القاعدة الجمهورية التي ساعدته على التغلب على مجموعة من المنافسين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في أقل من شهرين، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
فالانتصارات الساحقة في الانتخابات التمهيدية، بما فيها أكثر من عشرة انتصارات الثلاثاء الماضي، دفعت هيلي خارج السباق، بيد أنها أخفت مشاكل ترامب الطويلة الأمد مع الناخبين الذين يعيشون في الضواحي، وأولئك الذين يعتبرون أنفسهم معتدلين أو مستقلين، والجمهوريين الذين دعموا جو بايدن في عام 2020.
وتفصيلا، خسر ترامب دوائر انتخابية في ضواحي ولاية فرجينيا على الرغم من فوزه بالولاية بفارق مذهل عن منافسته بلغ 28 نقطة مئوية.
وفي ولاية كارولينا الشمالية، عانى ترامب كثيرا في الضواحي الغنية والمتعلمة تعليماً عالياً حول شارلوت ورالي، رغم فوزه الضيق بالولاية على حساب هيلي.
وفيما امتنعت هيلي عن دعم ترامب في السباق الانتخابي ضد الرئيس جو بايدن، يتوقع العديد من الاستراتيجيين الجمهوريين أن معظم ناخبي السفيرة السابقة، سيدعمون مرشح الحزب في نهاية المطاف.
ورغم تلك التوقعات، يثير فشل ترامب في استمالة هؤلاء الناخبين بعد أقل من أربع سنوات من مساعدتهم بايدن في قطع الطريق أمام إعادة انتخابه، الكثير من الشكوك حول إمكانية أن يدعموه في الانتخابات المقررة نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي ضربة لترامب، عبر 51% من ناخبي هيلي في فرجينيا و50% في نورث كارولينا، عن رضاهم بأداء بايدن كرئيس، كما فعل 30% في كاليفورنيا.
علاوة على ذلك، فإن 80% من ناخبي هيلي في ولاية كارولينا الشمالية، و69% في كاليفورنيا، و69% في فرجينيا، غير مستعدين للقول إنهم سيدعمون مرشح الحزب أيا كان.
وبدمج البيانات المتاحة في جميع الولايات مع استطلاعات الرأي عند الخروج أو الدخول في انتخابات هذا العام، قال ناخبو هيلي بنسب تتراوح بين 79-17% (حسب كل ولاية) إن ترامب لن يكون لائقا للمنصب إذا أدين بارتكاب جريمة، وبنسب مماثلة تقريبا (79-18%) يرون الملياردير غير مؤهل من الأساس للرئاسة، فيما ترفض نسب تتراوح بين 83-12% ادعاءه بأن بايدن لم يفز بشكل شرعي في عام 2020.
مشاكل ترامب مع الناخبين الرافضين له وصلت إلى جوهر القضايا التي يثيرها في حملته الانتخابية، إذ يعارض 76% من ناخبي هيلي، بشكل إجمالي، حظر الإجهاض، ويدعم ستة من كل 10 فرص تقدم المهاجرين غير الشرعيين للحصول على وضع قانوني في البلاد.
وفي كاليفورنيا فقط، كان ناخبو السفيرة السابقة غير راضين بأغلبية ساحقة عن حكم المحكمة العليا الذي ألغى الحق الدستوري في الإجهاض، بل رفض 54% أداء ترامب في منصبه كرئيس في الولاية الأولى.
وقالت كريستين ماثيز، مسؤولة استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري، إن ترامب "يخسر باستمرار المقاطعات الأكثر تعليماً في كل ولاية"، وأضافت "لا أعتقد أنه يستعيدهم من خلال الحديث عن مدى حب الناخبين السود لقميصه أو السماح لروسيا بمهاجمة حلفاء الناتو الذين لم يدفعوا مستحقاتهم".