ترامب يؤكد أنه يملك الحق في ضرب إيران دون استشارة الكونجرس؛ لأن الموقف تطلب ردود الانفعال السريعة وليس لديه الوقت لكي يلتزم بالتقاليد.
تحاول الولايات المتحدة -وعبر رئيسها ترامب- أن تجد مقاربة فعلية لتبرير وجودها في المنطقة، خاصة أنها لا تربط بالضرورة بين وجودها وبين المشكلة الإيرانية الحقيقية والمتمثلة برعاية إيران للإرهاب ودعم مليشياتها التي تتدخل في شؤون الكثير من الدول العربية. إن الهدف النهائي للولايات المتحدة هو ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي، ومشاركة حلفائها والعالم لردع إيران من تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وكذلك التوقف عن دعم الإرهاب.
المؤشرات تقول: إن جدية الرئيس الأمريكي ترامب لا تتناسب مع خبراته السياسية وقدراته المعرفية بمهارات السياسة الأمريكية التقليدية، وأمريكا مع ترامب تتغير سياسيا حيث تختفي نظريات النفس الطويل في سياستها، ولعل تغريدات ترامب ومفاجآته تثبت لنا ذلك التحول الكبير في أمريكا من حيث رؤيتها ومساهمتها في إدارة العالم.
السيناريو المحتمل أنه إذا خرجت إيران من هذا المنعطف الذي علقت به مع أمريكا دون أن يتم إعادة هيلكلتها سياسيا أو عسكريا بشكل يعالج أزمات إيران التي خلقتها في المنطقة، فإن النتيجة مؤلمة للعالم كله، وقد تولد شرارة صراع دولي يبدأ من الخليج.
السياسة في كل العالم وليس في أمريكا فقط تتأثر بمعطيات العصر الحديث المعتمد على السرعة، لأن العالم لم يعد لديه القدرة على ممارسة مزيد من الصبر، فما تفعله أمريكا هذه الأيام هو حرب بطرق مباشرة تعتمد على الضغط في محاولة أن ينتهي هذا الضغط إلى الانتصار، ولأن السرعة هي المبدأ، فإن الأخطاء واردة وكبيرة كما حدث في إسقاط الطائرة الأمريكية بدون طيار فوق مياه الخليج من قبل إيران.
ترامب يؤكد أنه يملك الحق في ضرب إيران دون استشارة الكونجرس الأمريكي؛ لأن الموقف تطلب ردود الانفعال السريعة وليس لديه الوقت لكي يلتزم بالتقاليد، وفي ذات الوقت يفرض عقوبات اقتصادية على عناصر سياسية وقيادية مهمة في إيران: فهل يعني ذلك تصعيد نحو الحرب أم تصعيد نحو حافة الحوار .
السيناريو المحتمل أنه إذا خرجت إيران من هذا المنعطف الذي علقت به مع أمريكا دون أن يتم إعادة هيكلتها سياسيا أو عسكريا بشكل يعالج أزمات إيران التي خلقتها في المنطقة، فإن النتيجة مؤلمة للعالم كله وقد تولد شرارة صراع دولي يبدأ من الخليج. كل ما يستحسن توقعه والتفاؤل به على أقل تقدير أن تنتهي لعبة الضغط الأمريكي بالانتصار حتى لو كان بالحرب؛ لأن خيارات الحلول بتنوعها تم استنزافها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة