إسرائيل أبلغت أمريكا مسبقا بالغارات على غزة.. وواشنطن حددت شكل الرد

أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة مسبقا بالغارات على غزة، لكنها لم تطلب إذنا لشنها، وهو ما تفاعلت معه واشنطن بطلب من تل أبيب.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه نفذ غارات جوية في غزة اليوم الأحد بعد أن أطلق مسلحون من حركة حماس صواريخ مضادة للدبابات على جنود إسرائيليين.
وتُعدّ هذه الاشتباكات أخطر تصعيد منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
موقف أمريكا
وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إدارة ترامب "تسعى جاهدةً لمنع وقوع المزيد من الحوادث التي قد تُؤدي إلى انهيار الاتفاق"، موضحا أن إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقًا بالضربات من خلال مركز القيادة الأميركي الذي يشرف على وقف إطلاق النار، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وأوضح مسؤول كبير في إدارة ترامب لـ"أكسيوس": "كنا نعلم أن هذا الأمر كان يلوح في الأفق. وكلما سُمح لهؤلاء بمهاجمة بعضهم البعض لفترة أطول، كلما زاد عدد هجماتهم على بعضهم البعض".
وقال إن مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ومستشاره جاريد كوشنر أجريا مكالمة مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومسؤولين آخرين للتنسيق ومناقشة الخطوات التالية.
وأضاف المسؤول الأميركي إن الولايات المتحدة حثت إسرائيل على "الرد بشكل متناسب ولكن مع ضبط النفس".
وأكدت الولايات المتحدة لإسرائيل أن التركيز يجب أن ينصب على عزل حماس بسبب انتهاكاتها وأفعالها والتحرك بسرعة نحو خلق بديل للحركة في غزة، بدلا من استئناف الحرب.
وشدد المسؤول الأمريكي على أن "لا أحد يريد العودة إلى حرب شاملة. يريد الإسرائيليون أن يظهروا لحماس أن هناك عواقب، دون تقويض اتفاق السلام".
وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة ترامب ستعزز بشكل كبير سيطرتها على تنفيذ اتفاق السلام في غزة للتأكد من عدم انهياره.
وأوضح مسؤول أمريكي: "الأيام الثلاثين المقبلة ستكون حاسمة. نحن الآن مسؤولون عما يجري في غزة فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق. نحن من سيُحدد القرارات".
وأشار إلى أن الاشتباكات التي وقعت يوم الأحد هي بالضبط نفس نوع الحوادث التي كانوا قلقين بشأنها ويتوقعونها خلال الفترة الانتقالية الحالية.
تفاصيل الاشتباكات
وقال الجيش الإسرائيلي إن الحادث وقع صباح الأحد بالتوقيت المحلي عندما خرج مسلحون من حماس من نفق في منطقة رفح، التي لا يزال معظمها تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وأطلقوا صاروخًا مضادًا للدبابات على مركبة تابعة للجيش.
وردا على الحادث، نفذ الجيش الإسرائيلي نحو 20 غارة جوية ضد أهداف تابعة لحماس في منطقة رفح وأجزاء أخرى من غزة.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن حماس انتهكت وقف إطلاق النار وتوعد برد قوي.
من جهتها، نفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أي علاقة لها بالهجوم في رفح، وأكدت التزامها الكامل بوقف إطلاق النار.
وفي قت لاحق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "بدأت قيادة القيادة الجنوبية، موجة من الهجمات على أهداف تابعة لحماس جنوب قطاع غزة، في أعقاب انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في وقت سابق من اليوم (الأحد)".
وذكر مصدر عسكري اسرائيلي "يهاجم الجيش الآن طريقًا تحت الأرض استخدمته منظمة حماس سابقًا لاحتجاز رهائن".
وبعدها، قصف الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
مخاوف
وقال مسؤول أميركي ثان إنه منذ زيارة ترامب للمنطقة الأسبوع الماضي، اتخذت كل من حماس وإسرائيل إجراءات أثارت المخاوف بشأن المضي قدما في التنفيذ.
وبدأت حماس في إعادة بناء قوتها في غزة وشنت عمليات انتقامية قاتلة ضد منافسيها.
وأصدر الإسرائيليون عدة تهديدات بتعليق تنفيذ الاتفاق بسبب ما زعموا أنه "تباطؤ" من جانب حماس في إعادة جثث الرهائن المتوفين. ووقعت حوادث قتل فيها الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين على طول خط التماس.
وقال المسؤول الأمريكي: "لا يزال الوضع محفوفًا بالمخاطر. حماس، أو ما تبقى منها، ظنّت أن الأمور ستسير كالمعتاد. والإسرائيليون كذلك. لذا علينا ألا ندعهم يفشلون".
المرحلة الثانية
ومن المقرر أن يصل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، وويتكوف، وكوشنر إلى إسرائيل هذا الأسبوع للدفع نحو تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق. وسيركز ويتكوف وكوشنر على:
- تثبيت وقف إطلاق النار للسماح بالانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
- استمرار عودة جثث الرهائن القتلى.
- وتنظيم تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة وحل المشاكل بين إسرائيل والأمم المتحدة لضمان عدم قدرة حماس على الاستيلاء على شحنات المساعدات والاستفادة منها.
- إنشاء قوة استقرار دولية تنتشر في غزة وتساعد في الحفاظ على الأمن.
- يعملون على خطط لبناء "رفح الجديدة" كنموذج لغزة خارج سيطرة حماس.
- يعملون على خطة لنزع سلاح حماس.
وصرّح مسؤول أمريكي رفيع المستوى: "الآن يبدأ العمل الحقيقي". وشدد على أن نجاح العملية يتطلب "أشخاصاً يعرفون كيفية إدارة البلديات، وكيفية بناء محطة مياه وصرف صحي وتشغيلها. موظفو الحكومة المحلية. إنه تحدٍّ هائل لأن أجزاء كبيرة من غزة أصبحت أنقاضاً".
وأضاف المسؤول "مجرد نقل الأنقاض سيكون صعبا".
وتتمثل مشكلة رئيسية أخرى في كيفية السماح بإدخال الخرسانة إلى غزة مع منع وقوعها في أيدي حماس، التي استخدمت المواد الخام في بناء "أنفاق الإرهاب"، على حد قول أحد المسؤولين الأمريكيين
وأضاف مسؤول أميركي "إذا استمرت حماس في انتهاك وقف إطلاق النار، فإن الولايات المتحدة قد تدعم التحركات الإسرائيلية لاستعادة السيطرة على أجزاء من غزة لإعطاء المزيد من الفلسطينيين في غزة القدرة على التواجد في مناطق لا تخضع لسيطرة حماس".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز