هدنة غزة تهتز.. إسرائيل تتوعد حماس وتحدد «مناطق حمراء»

في تصعيد يهدد اتفاق هدنة غزة، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حماس، الأحد بالرد بقوة إذا نفّذ مقاتلوها هجمات تنتهك وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال كاتس في بيان: «ستدفع حماس ثمنا باهظا عن كل طلقة وعن كل خرق لوقف إطلاق النار. إذا لم تُفهم الرسالة، فإن ردودنا ستزداد شدة تدريجيا».
وحظر الجيش الإسرائيلي، الأحد، على الفلسطينيين التواجد في 53% من مساحة قطاع غزة بعد أن صنفها على أنها "منطقة قتال خطرة".
ونشر المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي خارطة سمحت للفلسطينيين بالتواجد فقط في المنطقة التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي والمعروفة بالخط الأصفر.
المناطق الصفراء في مرمى إسرائيل
وخلافا لأقوال أدرعي فقد أكدت مصادر فلسطينية مهاجمة الجيش الإسرائيلي بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة الواقعة ضمن الخط الأصفر.
وأكدت مصادر طبية مقتل 6 فلسطينيين وإصابة عدد اخر عندما قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مقهى "كافي تويكس" في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، في خرق جديد ومتواصل لاتفاق وقف النار وتبادل الأسرى.حماس تؤكد التزامها بالاتفاق
وردا على الاتهامات الإسرائيلية بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار فقد قالت حركة "حماس" في بيان إنها "على الاتفاق المبرم في شرم الشيخ بتاريخ 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025، والذي ينص على التزام الطرفين بجميع البنود والملحقات والآليات الواردة فيه، وذلك برعاية وضمانة كلٍّ من مصر وقطر وتركيا وأمريكا".
وأضافت: "وقد التزمت حركة حماس التزامًا كاملًا ودقيقًا وأمينًا بتنفيذ الاتفاق، ولم يقدّم الوسطاء أو الضامنون أيّ دليل أو برهان على قيام الحركة بخرقه أو عرقلة تنفيذه، بل عملت بكل جهد وإخلاص على تطبيق الاتفاق نصًا وروحًا من أجل تحقيق الاستقرار ورفع المعاناة عن أبناء شعبنا في قطاع غزة".
وتابعت: "في المقابل، تعمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق منذ اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار، وارتكبت العديد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، وقد تم توثيق هذه الخروقات وتقديمها للوسطاء مرفقة بالصور والكشوفات والأدلة الدامغة".
حماس تحذر
وفي مؤشر على الاستمرار في تنفيذ الاتفاق فقد أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في بيان إنها "عثرت اليوم على جثة أحد أسرى الاحتلال خلال عمليات البحث المتواصلة، وستقوم بتسليمها اليوم في حال كانت الظروف الميدانية مهيأة لذلك".
وحذرت من أن "أي تصعيدٍ صهيونيٍ سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه".
وما زالت في غزة جثامين 16 رهينة بينهم 3 أجانب.
وتقول "حماس" إنها تواجه صعوبة في العثور على جثامين بسبب الدمار الناتج عن الحرب.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية ونيران مدفعية على الأنفاق التي يعتقد أن المسلحين أطلقوا منها النار، مع أنه من غير الواضح ما إذا كان المهاجمون قد أصيبوا. كما لم يحدد الجيش الإسرائيلي ما إذا كان المهاجمون مسلحين كانوا محاصرين سابقًا في نفق قبل تدميره، أم أن هذا هجوم مُخطط له".
وأضافت: "أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر عدة بوابات عملياتية وبنية تحتية للمسلحين حيث تم تحديد نشاط إرهابي "لإزالة التهديد" وفقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار".
وتابعت: "كما شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على أنحاء قطاع غزة، حيث أفادت تقارير بمقتل ثلاثة أشخاص في غارات للجيش الإسرائيلي على مدينة جباليا الشمالية".
واهتزّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الأحد بعد إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ غارات في جنوب القطاع ردا على هجمات لحركة حماس على مواقعه، وهو ما نفته الحركة.
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد تعليمات لقوات الأمن "بتحرك قوي ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة"، متهما حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار.
ودخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد حرب مدمرة تواصلت لأكثر من سنتين عقب هجوم حماس.
وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، سلمت حماس في الثالث عشر من الشهر الحالي 20 رهينة على قيد الحياة في مقابل 2000 معتقل فلسطيني أفرجت عنهم الدولة العبرية.
لكن الجيش الإسرائيلي قال في بيان الأحد "في وقت سابق اليوم، أطلق الإرهابيون صواريخ مضادة للدبابات وفتحوا النار على قوات الجيش الإسرائيلي العاملة لتدمير البنية التحتية الإرهابية في منطقة رفح وفقا لشروط اتفاق" وقف إطلاق النار.
غارات إسرائيلية
وأضاف "رد الجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية باستخدام مقاتلات ونيران مدفعية، مستهدفا منطقة رفح للقضاء على التهديد، وقام بتدمير عدة أنفاق ومنشآت عسكرية تم رصد نشاط إرهابي فيها".
وروى شاهد لوكالة فرانس برس أن "الطيران الحربي نفذ غارتين على رفح، لا توجد تفاصيل حول وجود شهداء أو جرحى، المنطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي".
وقال شاهد آخر إن "مقاومين من حماس قاموا باستهداف مجموعة تابعة لياسر أبو شباب (المعادي لحماس) في جنوب شرق رفح، وتفاجؤوا بوجود دبابات للجيش" الإسرائيلي.
وأضاف "يبدو أن اشتباكا وقع، لا أعرف بالضبط، الطيران نفذ غارتين من الجو بالمكان، ولا تفاصيل".
ووفقا للسلطات الإسرائيلية، يعود الرفات الأول إلى الإسرائيلي رونين إنغل، والثاني للتايلندي سونتايا أوكارسري، وقد خُطفا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأعلن مكتب نتنياهو مرة جديدة الأحد أن إسرائيل لن تقوم بـ"أي مساومة" ولن تدخر جهدا "إلى أن يُستعاد كل الرهائن الذين قتلوا".
وتشترط إسرائيل استعادة رفات كل الرهائن قبل السماح بفتح معبر رفح الضروري لإدخال المساعدات إلى القطاع المنكوب.
وتقول حماس إن استمرار إقفال المعبر يعيق دخول المعدات اللازمة للبحث عن رفات الرهائن بين الأنقاض.
مهمة هائلة
والسبت، اعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر وهو أول مسؤول أممي كبير يزور القطاع غزة منذ توقف العمليات العسكرية، أن "هناك مهمة هائلة يتعين القيام بها".
وقال فليتشر لوكالة فرانس برس في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة حيث عاين حجم الدمار "جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت غالبية هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة وقد تحول أرضا خلاء".
وأضاف "لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوما لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يوميا، والبدء بإعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس".
وفي أنحاء غزة، يعمل عناصر الإنقاذ على انتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض، في حين تسعى حماس إلى استخراج رفات الرهائن الإسرائيليين الذين من المقرر أن تسلمهم للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز