احتجاجات فلويد.. ترامب يضغط و"البنتاجون" ينأى بنفسه
الرئيس دونالد ترامب هدد باستخدام الجيش الأمريكي لقمع المتظاهرين فيما نأى البنتاجون، بنفسه عن تلك الأزمة
تصاعدت التوترات في الولايات المتحدة، الثلاثاء، بعد أكثر من أسبوع من الاضطرابات المستمرة إثر مقتل الشاب الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد شرطي بمدينة منيابوليس يدعى ديريك شوفين.
وقتل فلويد، أثار موجة احتجاجات عارمة بدأت من مدينة منيابوليس بولاية مينيسوتا، وامتدت عبر أنحاء الولايات المتحدة، وتخللها أعمال شغب وعنف.
وفيما هدد الرئيس دونالد ترامب باستخدام الجيش الأمريكي لقمع المتظاهرين، نأى البنتاجون، بنفسه عن تلك الأزمة، مؤكداً أنه: من الأفضل الاعتماد على الحرس الوطني لإنفاذ القانون عند الحاجة".
وأصيب 4 من ضباط الشرطة في سانت لويس بولاية ميسوري بجروح من طلقات نارية، وكذلك شرطي في لاس فيجاس بولاية نيفادا، خلال مواجهات مع المتظاهرين ، فيما لم يتم معرفة الملابسات الدقيقة للوقائع، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
كما أصيب عدد من المتظاهرين أيضا وأُلقت الشرطة القبض على المئات في عدد من المدن في أنحاء البلاد.
واندلعت المظاهرات التي كانت سلمية في الغالب خلال النهار ضد وحشية الشرطة، وهي قضية متكررة في الولايات المتحدة، ثم تحولت إلى أعمال شغب ونهب في بعض المدن ليلا، مما تسبب في تدمير الممتلكات وإلحاق الضرر بالمتاجر.
وأمر الرئيس الأمريكي القوات الاتحادية بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين، خارج البيت الأبيض مساء أمس الإثنين، ليتمكن من السير عبر حديقة للذهاب إلى كنيسة لالتقاط الصور مع نسخة من الإنجيل.
وكان حكام ولايات نيويورك وماساتشوسيتس وميشيجان ممن عارضوا أمر ترامب باستخدام القوة ضد المتظاهرين كمحاولة منه لتعزيز مكانته كزعيم يفرض القانون والنظام، وذلك بعد ليلة لجأ فيها ترامب للقوات الاتحادية في ولاية واشنطن.
كما هدد ترامب بنشر القوات المسلحة لقمع الاضطرابات وإنهائها، فيما أكد أنه يدعم المظاهرات السلمية.
وقال ترامب، مساء أمس الاثنين: "إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن أرواح سكانها وممتلكاتهم، فسأنشر الجيش وأحل المشكلة لهم بسرعة ".
وتم نشر الحرس الوطني في 24 ولاية، من قبل الحكام، ولكن إلى حد كبير في دور احتياطي.
وتم فرض حظر التجول في مدن بولايات كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن ومناطق حضرية أخرى.
البنتاجون يرفض
وعلى إثر تهديدات ترامب بنشر القوات المسلحة لقمع الاحتجاجات، نأى مسؤولو البنتاجون بأنفسهم عن هذا التهديد، وقالوا إنه سيكون من الأفضل الاعتماد على الحرس الوطني لإنفاذ القانون عند الحاجة.
وذكرت وكالة أنباء بلومبرج أن تصريحات مسؤولو البنتاجون، جاءت كرد فعل على تصريح ترامب الذي أدلى به في حديقة روز جاردن حول نشر الجيش الأمريكي لإنهاء "أعمال الشغب والخروج على القانون" في جميع أنحاء البلاد.
وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، أكد، فجر الثلاثاء، أن الجيش سيقوم بحماية حقوق الجميع على خلفية الاحتجاجات المندلعة بسبب مقتل رجل من أصل إفريقي يدعى جورج فلويد على يد شرطي في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
تلك التصريحات جاءت أثناء تفقد الجنرال ميلي، الأوضاع في شوارع العاصمة واشنطن، حيث شهدت المدينة ليلة أخرى من الاحتجاجات العنيفة.
وقال ميلي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لقد أقسمنا على الولاء لدستور الولايات المتحدة الأمريكية لحماية حقوق الجميع، وهذا ما نفعله".
وأضاف: "لدينا هنا الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، وأنا هنا لأرى مدى كفاءة أدائهم.. وهذا كل شيء".
نهب متاجر شهيرة بنيويورك
وتحدى اللصوص الذين يقومون بأعمال نهب للمتاجر حظر التجول، واقتحموا ليل الإثنين / الثلاثاء متاجر مانهاتن ذائعة الصيت، ما دفع المسؤولين اليوم الثلاثاء إلى تمديد حظر التجول في مدينة نيويورك لبقية الأسبوع.
وأظهرت مقاطع الفيديو التى تم بثها عبر الإنترنت أشخاصا يندفعون إلى مدخل متجر "ميسيز" المغطى بالألواح الخشبية، وهو أحد أشهر المتاجر في العالم.
كما اقتحموا متاجر التجزئة الفاخرة على طول شارع "فيفث أفينيو" الشهير، تاركين وراءهم زجاجا مهشما وواجهات متاجر محطمة.
واعترف العمدة بيل دي بلاسيو، الثلاثاء، بأن حظر التجول الذي فرضه 11 مساء أمس الإثنين أخفق في وقف العنف الإجرامي.
وأعلن أن حظر التجول المفروض اعتبارا من الساعة الثامنة مساء اليوم الثلاثاء سيستمر لبقية الأسبوع.
وقال إن الاحتجاجات كانت "سلمية إلى حد كبير للغاية"، لكن "سنكافح" عمليات الاقتحام واسعة النطاق.
وأدان العمدة "الهجمات الوحشية على ضباط الشرطة"، بما في ذلك صدم شرطي بسيارة في برونكس، حيث اندلعت أعمال النهب.
وتم إلقاء القبض على ما يقرب من 700 شخص ليل الإثنين/ الثلاثاء، وفقا لمفوض شرطة المدينة ديرموت شيا، وهو عدد يفوق بصورة كبيرة أى عدد تم احتجازه منذ بدء الاحتجاجات .
وشهدت مدينة نيويورك بين مدن أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مظاهرات احتجاج على مقتل جورج فلويد.
جثمان فلويد
وخلص تشريح ثان لجثة فلويد تم بناء على طلب أسرته ونُشر أمس الإثنين إلى أن وفاته جريمة قتل وسببها "اختناق ميكانيكي" ما يعني أن قوة جسدية تدخلت ومنعت دخول الأكسجين.
وقال الطبيب الشرعي في مقاطعة هينبن، في بيان، إنّ فلويد "أصيب بسكتة قلبية-رئوية" بسبب تثبيته أرضاً من قبل رجال الشرطة الذين ألقوا بثقلهم عليهم.
وأشار إلى أن فلويد "فارق الحياة تحت تأثير مسكّن فنتانيال، وهو من الأفيونيات القوية".
وأظهر التقرير أن ثلاثة من رجال الشرطة لعبوا دورا في وفاة فلويد.
وتتأهب الولايات المتحدة الثلاثاء المقبل، لتشييع جثمان فلويد، حيث قال محامي العائلة بن كرامب خلال مؤتمر صحفي إنّه بانتظار حلول موعد الجنازة صباح الثلاثاء في الساعة 11 (16,00 ت ج) في هيوستن حيث تقيم عائلة الراحل.
بايدن ينتقد
وانتقد جو بايدن، نائب الرئيس السابق الذي سيخوض الانتخابات منافسا لترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، الرئيس الأمريكي الحالي قائلا إنه ( ترامب ) يؤجج الانقسامات ويحول البلاد إلى "ساحة معركة تمزقها مسببات الاستياء القديمة والمخاوف الجديدة".
وتعهد بايدن في خطاب ألقاه في فيلادلفيا، المدينة التي شهدت احتجاجات وعنفا متواصلا، أنه إذا تم انتخابه رئيسا، فسوف يفعّل إصلاحات الحقوق المدنية. وأضاف: "لن أتاجر في الخوف والانقسام. لن أذكي نيران الكراهية".
ولدى اقتراب الانتخابات، يأتي ترامب متأخرا فى بعض الاستطلاعات الوطنية، إلا أن محللين حذروا من الإفراط في تفسير الأرقام في هذه المرحلة.
ويحظى جو بايدن الذي كان نائبا للرئيس على مدى ثماني سنوات في عهد باراك أوباما، بشعبية واسعة بين الأمريكيين ذوي البشرة السمراء الذين تعتبر أصواتهم أساسية لأي ديموقراطي يأمل في الفوز بالرئاسة.
لكنه يواجه انتقادات لمواقف وتعليقات سابقة، مثل قوله لمقدم برنامج إذاعي أنه "لا يكون أسود" إن صوّت لترامب، ولو أنه سارع لاحقا إلى الاعتذار.
وأثار مقتل فلويد، الذي ظهر في فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يجثو ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه، موجة احتجاجات عارمة امتدت عبر أنحاء الولايات المتحدة.
وبينما تم اتهام الضابط السابق ديريك تشوفين، بالقتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد، فإن المتظاهرين يقولون إن التهم ليست قاسية بما يكفي ويطالبون بتوجيه الاتهام للضباط الثلاثة الآخرين المتورطين كذلك في الحادث.