هل تتآكل صادرات أمريكا من الغاز المسال عالمياً؟.. تهديد يأتي من المناخ
رغم كون الولايات المتحدة المنتج والمصدر الأكبر عالمياً للغاز الطبيعي المسال، فإن جو بايدن استشعر الحرج مؤخراً، بسبب المناخ.
الرئيس الأمريكي، قرر في يناير/كانون الثاني 2024 تجميد منح التراخيص الجديدة لمصدري الغاز الطبيعي المسال؛ في خطوة مسؤولة منه لدراسة الآثار المحتملة لزيادة إنتاج الغاز وصادراته على تغير المناخ والاقتصاد والأمن القومي.
لكن تلك الخطوة ربما تكون لها تداعيات تنافسية أخرى بصناعة الغاز المسال؛ فالولايات المتحدة، تعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المستخدم في توليد الكهرباء ووقود التدفئة في العالم العام الماضي، ما يعني أن تجميد إدارة بايدن منح التراخيص الجديدة لمصدري الغاز الطبيعي المسال، سيعرقل التقدم في المشاريع التي كانت تهدف إلى بدء العمل في وقت لاحق من العقد الجاري، وبالتالي التهديد بتقليص حصة أمريكا السوقية.
إرجاء توقيع عقود مشاريع جديدة
في رد فعل سريع على قرار بايدن، أرجأ العديد من مشتري الغاز الطبيعي المسال توقيع عقود جديدة طويلة الأجل مع المنتجين الأميركيين لحين توافر المزيد من الوضوح.
وحسب وكالة بلومبرغ للأنباء، تجري شركة النفط والغاز الماليزية المملوكة للدولة "بتروناس" (Petroliam Nasional) محادثات مع"تشينيير انيرجي"(Cheniere Energy) وشركات أخرى، لكنها مترددة في الالتزام لحين الموافقة على التراخيص.
كما أن "جيرا" (Jera) الواقع مقرها في اليابان، وشركتين على الأقل مقرهما في الصين، تتفحص المشاريع الأمريكية عن كثب قبل المضي قدماً في المفاوضات.
وبدوره، قال مسؤول بوزارة الطاقة مطلع الأسبوع الثاني من مارس/آذار الجاري، إن العملية (وقف منح التصاريح) قد تستمر لأشهر، ما يجعل الأمر صعباً على المنتجين الأمريكيين الذين يحتاجون إلى تأمين صفقات قبل الحصول على تمويل من البنوك.
- كوستاريكا تتحدى التغير المناخي.. طرق جديدة لزيادة إنتاجية البن
- أوساط أمريكية ترفض مشروع قانون حظر تيك توك.. لماذا رفضه «الشيوخ»؟
تآكل حصة أمريكا السوقية.. أمر وارد
من شأن كل تلك التأخيرات، أن تُعرّض للخطر مشاريع بمليارات الدولارات تتنافس للاستحواذ على حصة من الطلب العالمي المزدهر.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط تحديداً، تطورات متسارعة، من شأنها تقليص حصة الولايات المتحدة من السوق.
ولم يشهد الربع الأول من 2024، إبرام صفقات كبيرة، باستثناء اتفاقية صغيرة وقعتها "دلفين" للغاز الطبيعي المسال (Delfin LNG) والتي حصلت على جميع التراخيص المطلوبة. بالمقارنة، تم توقيع صفقات طويلة الأجل لاستخراج نحو 8 ملايين طن سنوياً، في الربع الأول من العام الماضي من مشاريع في الولايات المتحدة أو المكسيك.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أصبحت أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم لأول مرة في 2023، حيث زادت الشحنات التي صدرتها عن صادرات منافستيها الرئيسيتين قطر وأستراليا.
وأظهرت بيانات جمعتها وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الولايات المتحدة صدرت خلال العام الماضي 91.2 مليون طن متري من الغاز المسال وهي صادرات قياسية لها، ما يعادل 14.8% على أساس سنوي.
جاءت زيادة الإنتاج والصادرات في العام الماضي بفضل إعادة تشغيل مجمع إسالة الغاز الطبيعي في فريبورت بولاية تكساس، الذي كان قد توقف عن العمل لعدة أشهر بعد الحريق الذي نشب فيه في يونيو/حزيران 2022.
فيما تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وصول إنتاج الغاز الطبيعي والطلب عليه في الولايات المتحدة، وكذلك صادرات الغاز الطبيعي المسال، إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2024.
وذكرت الإدارة في تقريرها لتوقعات الطاقة الذي صدر في يناير/كانون الثاني 2024، أن إنتاج الغاز سيصل إلى 105.04 مليار قدم مكعب يوميًا في 2024، و106.38 مليار قدم مكعب يوميًا في 2025، ارتفاعًا من المستوى القياسي البالغ 103.55 مليار قدم مكعب يوميًا في 2023.
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز