مصدر عراقي لـ«العين الإخبارية»: ترامب حمل السوداني رسالة لإيران
حمل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رسالة لنقلها إلى إيران.
وكشف مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي، اليوم الأحد، لـ"العين الإخبارية"، عن أن الأخير تلقى رسالة من ترامب، في الاتصال الهاتفي الذي جمعها يوم الجمعة الماضي، لنقلها إلى إيران.
ومن المقرر أن يتسلم ترامب منصبه كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، فيما لا يزال من غير المعروف السياسة التي سينتهجها تجاه إيران.
وتعكس الرسالة التي حملها الرئيس الأمريكي المنتخب إلى السوداني لنقلها إلى إيران جانبا من سياسته تجاهها، وهي الأولى التي يكشف عنها.
وقال المصدر لـ "العين الإخبارية"، إن "ترامب طلب من السوداني بحكم العلاقة الوثيقة التي تربط الإطار الشيعي الحاكم في العراق مع النظام في إيران، نقل رسالة إلى طهران مفادها أن ترامب عازم على تسوية القضية النووية مع إيران وإنهاء الحروب، إذا أبدت الأخيرة حسن نية فيما يتعلق بتلك الملفات".
ووفق المصدر، فإن ترامب أبلغ السوداني أنه يريد التنسيق مع دول المنطقة بهدف الوصول إلى تسوية تنهي الحروب في المنطقة وتسوية القضايا العالقة مع إيران وأبرزها الملف النووي.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته وعدم الخوض في تفاصيل الرسالة، أن "السوداني وبعد الاتصال مع ترامب الذي استغرق قرابة 20 دقيقة، أوفد اليوم الأحد قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي إلى طهران لغرض نقل هذه الرسالة إلى القيادة الإيرانية".
وأكد المصدر العراقي أن "ترامب أبلغ السوداني بأنه إذا امتنعت إيران عن الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، فإن ذلك سيكون عاملاً مساعداً لتسوية الملفات العالقة بين طهران وواشنطن".
وكانت إسرائيل قد شنت هجوما على إيران في أواخر أكتوبر/تشرين الثاني استهدف بطاريات دفاع جوي ومنشآت عسكرية مرتبطة بتصنيع الصواريخ الباليستية، ردا على هجوم في مطلع الشهر نفسه شنته طهران على الدولة العبرية.
وأعلنت مستشارية الأمن القومي العراقي أن الأعرجي وصل إلى طهران على رأس وفد أمني رفيع، مضيفة أن المسؤول العراقي وصل إلى طهران "بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني".
وتأتي الزيارة عقب يوم من لقاء الأعرجي مع الملحق العسكري الإيراني في بغداد اللواء مجيد قلى بور، والذي جدد خلاله "موقف العراق الرافض وبشدة لاستخدام الأجواء العراقية للتجاوز على إيران أو أي دولة من دول المنطقة".
وفي سياق متصل، قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي سبهان ملا جياد، في مقابلة تلفزيونية، إن "الحكومة العراقية جاهزة للتفاهم مع الإدارة الأمريكية الجديدة"، لافتا إلى أن الاتصال الهاتفي بين السوداني وترامب "أوضح الخطوط العامة للعلاقة بين البلدين".
كما ذكر المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أمس السبت، أن الاتصال بين السوداني وترامب تميز بدرجة عالية من الإيجابية.
وخلال الفترة الأولى من رئاسته، انسحب دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، وفرض عقوبات قاسية من أجل ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران، وأعلن الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية".
وأبدى مسؤولون في حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، استعدادا للتفاوض مع إدارة ترامب لتسوية الملفات العالقة، وقال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف: "دعونا نأمل أن تقف الإدارة القادمة بقيادة دونالد ترامب ضد الحرب كما تعهّدت، وتستجيب للدرس الواضح الذي قدمه الناخبون الأمريكيون لإنهاء الحروب ومنع نشوب حروب جديدة".