أمريكا تناور بالعصا والجزرة لإبطاء اجتياح غزة.. هل تخشى اتساع الحرب؟
وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع في غزة بدخول أطراف أخرى إلى الحرب المندلعة بين حركة حماس وإسرائيل، لجأت أمريكا إلى «سياسة العصا والجزرة، لإبطاء الاجتياح البري المحتمل للقطاع».
استراتيجية اندفعت إليها الولايات المتحدة، خوفًا من «التهديدات العلنية» باتساع الحرب، والتي ترجمتها تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين لموقع «أكسيوس»، قائلين إن التهديدات باتساع حرب غزة حقيقية ومتصاعدة، مما أجبر البنتاغون على وضع المزيد من القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى للانتشار السريع والتعجيل بأنظمة أسلحة إضافية إلى المنطقة.
وبحسب «أكسيوس»، فإن الخطابات «الساخنة» من جانب إسرائيل وإيران - بما في ذلك التهديد العلني بتوسيع الحرب - جعلت المسؤولين الأمريكيين على حافة الهاوية، مشيرًا إلى أن هذا هو السبب الرئيسي وراء استخدام الرئيس بايدن وحكومته استراتيجية العصا والجزرة لإبطاء الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة.
تصعيد كبير؟
ونقل الموقع الأمريكي عن مصادر له قولها، إن الإدارة الأمريكية بحاجة إلى وقت للاستعداد للتصعيد الإيراني في أماكن أخرى، بما في ذلك إرسال المزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى المنطقة بسرعة.
مخاوف ترجمتها تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، حذر فيها من «احتمال حدوث تصعيد كبير في الهجمات على قواتنا وشعبنا في جميع أنحاء المنطقة». ويقول «أكسيوس»، إن الشاغل الرئيسي للإدارة الأمريكية هي إيران والجماعات التابعة لها.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن وزير الدفاع لويد أوستن شدد خلال العديد من المكالمات الهاتفية مع نظيره الإسرائيلي على ضرورة الاستعداد للتأثيرات غير المباشرة للهجوم البري والتي تتضمن مخاطر اتساع نطاق الصراع في المنطقة ومصير الرهائن والأزمة الإنسانية.
وحذر وزير الخارجية الإيراني، إسرائيل الأحد من أنه إذا استمرت الهجمات على غزة فإن «المنطقة ستخرج عن السيطرة»، في الوقت الذي كثف فيه مقاتلو حزب الله في لبنان هجماتهم عبر الحدود على شمال إسرائيل.
وكثفت إسرائيل قصفها على ثلاث جبهات – في غزة وجنوب لبنان وأجرت غارة جوية نادرة في الضفة الغربية.
تحذير إسرائيلي
وقال وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، لصحيفة «ميل أون صنداي» اللندنية، إنه إذا انضم حزب الله إلى الحرب، «فإننا لن نرد على تلك الجبهات فحسب، بل سنذهب إلى إيران».
ويوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم يخشون التصعيد - وأن الولايات المتحدة مستعدة للرد بقوة على الهجمات على القوات الأمريكية.
وقال وزير الخارجية توني بلينكن يوم الأحد لشبكة «إن بي سي»: «نتوقع أن يكون هناك احتمال للتصعيد.. من قبل وكلاء إيرانيين موجهين ضد قواتنا.. نحن نتخذ خطوات للتأكد من أننا قادرون على الدفاع بشكل فعال عن قواتنا»، مضيفًا: «هذا ليس ما نريده، ولا ما نبحث عنه. لا نريد التصعيد».
وبحسب «أكسيوس»، فإنه ما يجب مراقبته هو كيفية رد حزب الله في لبنان، على الهجوم الإسرائيلي المتوقع على غزة في الجنوب، في وضع حذر منه مسؤول أمريكي كبير، قائلا: «إذا قرر حزب الله تسليط الضوء على شمال إسرائيل.. فسيكون خصماً خطيراً سيتطلب موارد جدية من إسرائيل للتعامل معه».
وأكد المسؤول الأمريكي، أن الولايات المتحدة تحث إسرائيل على «الدخول بذكاء. إن أكبر طريقة لرؤية هذا التصعيد، ورؤية مجموعات أخرى تدخل، هو الدخول بطريقة متهورة»، مضيفًا: «من المستحيل أن نقول ما الذي سيفعلونه. البلاد تعاني من صدمة شديدة، كما تتوقعون».
3 أجزاء
وترسل خطة الإدارة الأمريكية، المكونة من ثلاثة أجزاء رسالة ردع إلى حزب الله والجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة، وتحاول إيصال المزيد من المساعدات للفلسطينيين بشكل أسرع، وتؤكد أن الحرب ليست مع الشعب الفلسطيني بل مع حماس، التي تحكم قطاع غزة.
وتنصح الولايات المتحدة إسرائيل بتأجيل الهجوم البري في غزة جزئياً للسماح بإطلاق سراح المزيد من الرهائن. ولا يزال مصير عشرة أمريكيين في عداد المفقودين، وتعتقد الولايات المتحدة أن عددًا كبيرًا منهم رهائن.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل «سوف تكافح في حرب على جبهتين، وأن مثل هذا الصراع يمكن أن يجذب إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله».
وحذر «أكسيوس»، من أن العالم «معرض لخطر كبير إذا انتشرت العدوى المسلحة في الشرق الأوسط، وسيظل كذلك لفترة من الوقت».
هل تدعم أمريكا إسرائيل؟
وفي محاولة من الولايات المتحدة لدعم إسرائيل، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هلال اتصال هاتفي أجراه معه أمس الإثنين، على «الدعم الأمريكي لإسرائيل والجهود المستمرة للردع الإقليمي، بما في ذلك عمليات الانتشار العسكري الأمريكي الجديدة».
وشدد الرئيس الأمريكي على ضرورة «استمرار تدفق» المساعدات الإنسانية إلى غزة، بحسب بيان البيت الأبيض.
وأضاف البيت الأبيض أن بايدن «رحب أيضا بالإفراج عن رهينتين إضافيتين من غزة في وقت سابق من الإثنين، وأكد مجددا التزامه بالجهود المستمرة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس».
هل تستطيع إسرائيل خوض حرب على جبهتين؟
كما تزايد قلق واشنطن إزاء رغبة بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين، ومنهم وزير الدفاع يوآف غالانت، في الدعوة إلى توجيه ضربة استباقية إلى حزب الله.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل ستواجه صعوبة في خوض حرب على جبهتين في وقت واحد إذا شن حزب الله معركة واسعة النطاق في الشمال. وأرسلت واشنطن حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط لتعزيز وجودها في المنطقة والعمل في المقام الأول كرادع لأعداء إسرائيل الآخرين في الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز