لماذا تحتاج واشنطن إلى «استراتيجية» بمنطقة المحيط الهندي؟

بشكل غير معتاد، يركز التحالف غير الرسمي المعروف باسم "الرباعية" على الأمن في منطقة المحيط الهندي، استجابة لتحولات جيوسياسية كبيرة.
وفي اجتماع نادر، التقى قائد القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صموئيل بابارو، بنظرائه رفيعي المستوى من أستراليا والهند واليابان في نيودلهي الشهر الماضي على الرغم من تأكيد المجموعة غير الرسمية والمعروفة باسم "الرباعية" دائما أنها لا تمتلك ركيزة دفاعية.
ومنذ انطلاقها، واجهت الرباعية تحديات أمنية غير تقليدية، مثل الكوارث الطبيعية والصيد غير المشروع لكن أعضاءها امتنعوا إلى حد كبير عن دمج عملياتهم العسكرية التقليدية، وهو وضع قد يتغير، ما سيلقى ترحيبا، وفق مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية.
ومع تنامي قوة الصين ونفوذها، لم يعد بإمكان واشنطن وشركائها في المنطقة تحمل إهمال التعاون الأمني.
ورغم حجم المحيط الهندي وأهميته، غالبًا ما تعامل معه الاستراتيجيون الأمريكيون على أنه منطقة راكدة خاصة أن أخطر التحديات الأمنية التي تواجه واشنطن تكمن في غرب المحيط الهادئ.
لكن هناك أيضًا الكثير على المحك في المحيط الهندي حيث تربط الممرات البحرية في شماله اقتصادات آسيا وأوروبا والشرق الأوسط كما يحتوي على موارد سمكية ومعدنية قيّمة يعتمد عليها الأمن الغذائي الإقليمي وسلاسل التوريد العالمية.
واليوم، يتغير ميزان القوى في المحيط الهندي بطرق تهدد مصالح الولايات المتحدة ومصالح شركائها في التحالف الرباعي حيث توسّع الصين نفوذها.
ووفق المجلة الأمريكية، إذا فشلت واشنطن وشركاؤها في كبح طموحات بكين فسيصبحون أكثر عرضة للضغوط الصينية.
لذلك خلصت المجلة إلى ضرورة أن تصيغ الولايات المتحدة استراتيجية شاملة للمحيط الهندي تعالج مخاوف الدول الإقليمية وتزيد من قدرتها على ممارسة القوة العسكرية في المنطقة.
وفي السنوات الأخيرة، اتسمت سياسة الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بمبادئ توجيهية غامضة، فكان هدفها السياسي المُعلن هو العمل مع شركائها في الرباعية لتوفير "منافع عامة دولية" والحفاظ على "منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة"، وهي أهداف واسعة بما يكفي لتثير الجدل دون أن تُقدم مؤشرات ذات معنى.
لكن يجب أن تُدرك واشنطن أن التوسع العسكري الصيني في المحيط الهندي يُشكل خطرًا طويل الأمد على مصالحها ومصالح شركائها لذا يجب أن تأخذ التعاون العسكري مع دول الرباعية على محمل الجد، على حد قول فورين آفيرز.
وشمل تعاون أعضاء الرباعية توزيع لقاحات كوفيد-19، وإجراء أبحاث السرطان، وتطوير البنية التحتية للاتصالات لتقليل الاعتماد على الصين وتقديم مساعدات طارئة في أعقاب الكوارث الطبيعية.
لكن الرباعية تجنبت أي تعاون عسكري خوفًا من رد فعل عنيف من دول جنوب شرق آسيا وبالتالي فالتحالف غير قادر على ردع الأنشطة العسكرية الصينية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
لذلك، قالت المجلة إنه "ينبغي أن يكون بناء قوة عسكرية جماعية هدفاً محورياً لأي استراتيجية أمريكية جديدة للمحيط الهندي على أن تُعزّز أيضاً الأسس التمكينية لقوتها العسكرية وقوة شركائها دون أن يرتبط ذلك بمهمة محددة".
aXA6IDMuMTcuMjMuNDgg جزيرة ام اند امز