بايدن وبوتين.. قمة على "سفح" أوكرانيا
لم تمنع حدة الخلاف، الدبلوماسية الأمريكية والروسية، من النجاح في التحضير لقمة افتراضية بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين.
لكن النجاح المؤقت لا يعول عليه الطرفان في تحقيق خرق كبير لحزمة المشاكل الدبلوماسية التي تقف حاجزا بين البلدين، أبرزها قضية أوكرانيا، التي تثور المخاوف من أن تتحول إلى مواجهة عسكرية بين موسكو وواشنطن، إذا لم يجر الاتفاق على حلها في قمة بوتين وبايدن.
جدول الأعمال
ومن المتوقع أن يناقش بايدن وبوتين في محادثاتهما الافتراضية المنتظرة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء الأزمة في أوكرانيا من بين موضوعات أخرى مثل الاستقرار الاستراتيجي، وأزمة بيلاروسيا، والأوضاع في أفغانستان وسوريا والاتفاق النووي الإيراني وغيرها.
وضمن جدول الأعمال كما أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بحث "العلاقات الثنائية بشكل عام"، بما في ذلك مناقشة عمل البعثات الدبلوماسية للبلدين.
والأربعاء الماضي، دعت الخارجية الروسية، موظفي السفارة الأمريكية الموجودين في موسكو منذ أكثر من 3 سنوات أن يغادروا البلاد بحلول 31 يناير/كانون الثاني المقبل.
وهي خطوة تأتي ردا على إعلان سفير موسكو لدى الولايات المتحدة أن 27 دبلوماسيا روسيا وعائلاتهم طُردوا من الولايات المتحدة وسيغادرون نهاية يناير القادم.
بيسكوف استبعد في تصريحات تلفزيونية دعوة الرئيس فلاديمير بوتين لنظيره الأمريكي جو بايدن إلى الانضمام إلى صيغة النورماندي، خلال محادثاتهما بالفيديو اليوم.
وتضم "صيغة نورماندي" دول ألمانيا وروسيا وأوكرانيا وفرنسا، وتأسست عام 2015، لإنهاء الأزمة بين كييف وموسكو، واستبعدت منها واشنطن بضغط روسي، وفشل الأعضاء في عقد قمم متواصلة لإحلال السلام في تلك المنطقة.
وقبل ستة أشهر أحدث لقاء بين بوتين وبايدن وجها لوجه لأول مرة منذ انتخاب الأخير رئيسا للولايات المتحدة، جوا من التهدئة، بعد الاتفاق على إدارة الملفات الخلافية عبر الحوار، لكن الأمر لم يدم طويلا، حيث تأجج التوتر في الأشهر الأخيرة وتبادل الطرفان التهديدات، خصوصا بعد اتهام واشنطن وكييف لموسكو، بالقيام بأنشطة عسكرية بالقرب من أوكرانيا.
تشاؤم مسيطر
ويبدو التشاؤم سيد الموقف لدى الجانب الروسي، من تحقيق أي تقدم نحو التوصل لاتفاق يهدئ التوتر، إذ قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريحات أوردتها وكالات أنباء روسية، عشية محادثات بوتين وبايدن، إن "موسكو لا تتوقّع تحقيق أي اختراق"، في خضم تصاعد التوتر حول أوكرانيا.
نبرة عدم التفاؤل لا تقتصر على روسيا، ففي وقت سابق قال مسؤول بالبيت الأبيض، إن المحادثات ستُجرى بين الرئيسين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، حيث سيؤكد خلالها بايدن لنظيره الروسي دعم بلاده لسيادة أوكرانيا وسلامتها وقلقه إزاء نشاط موسكو على حدودها.
وهذا يعني أن القوتين العظميين تتخذان مواقف صلبة من الأزمة الأوكرانية، وسط تمسك موسكو بحقها في الانتشار العسكري قرب حدودها، رغم شكوى كييف لحلفائها الغربيين، فيما ترفض واشنطن السلوك الروسي وتطالب بوقف الحشد.
وفي هذا السياق، رفض الرئيس الأمريكي في تصريحات سابقة ما أطلق عليه "خطوطا حمراء" بشأن أوكرانيا، قائلا: "لن نقبل أن يضع أحد ما خطوطا حمراء بشأن أوكرانيا".
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يدقّ حلفاء كييف الغربيون ناقوس الخطر بسبب تعزيزات جديدة للقوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا واحتمال تنفيذ موسكو غزوا لأراضيها، مستنجدة بدول حلف شمال الأطلسي "الناتو".