خبير طاقة لـ"العين الإخبارية:" الحظر الأمريكي لنفط روسيا انتحار لأوروبا
اعتبر الدكتور عبد القادر مشدال خبير الطاقة الجزائري أن قرار أمريكا بحظر واردات الغاز والنفط الروسية "عملية انتحارية لأوروبا".
وأضاف، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي لحظر واردات النفط والغاز الروسية تهدف لـ"إنعاش الاستثمارات والإنتاج الغازي والطاقوي الأمريكي".
- "مطرقة النفط".. ماذا يعني قرار بايدن للاقتصاد الروسي؟
- بايدن يحظر نفط روسيا.. واشنطن لن تفلت من العاصفة
لكنه أشار في المقابل إلى أن أوروبا "ستكون أكثر المتضررين من الخطوة الأمريكية على المديين المتوسط والبعيد"، وتوقع أن يؤدي قرار بايدن إلى "انقسام غربي أكثر منه ضرب لمصالح روسيا الاقتصادية".
والثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حظرا على واردات النفط الروسية في تشديد جديد للعقوبات المفروضة على موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال بايدن في كلمة مباشرة الثلاثاء إن بلاده نسقت قرار حظر الواردات النفطية مع عدد من الشركاء، موضحا أن الولايات المتحدة ستتضرر من قرار حظر واردات النفط الروسية.
تضرر أوروبي
خبير الطاقة وصف قرار الرئيس الأمريكي بـ"التطور اللافت وبهذه الحدة وبشكل سريع ومفاجئ وغير متوقع وغير محسوب، ومن غير المنطقي أن يلزم بهذه السرعة اقتصادات أوروبية اعتمدت لعقود على واردات الغاز والبترول الروسي".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أنه "من غير المعقول أن يُفرض على أوروبا"، مرجعاً ذلك إلى أن "النتيجة الوحيدة على المدى القصير هو ارتفاع جنوني للأسعار، وله أثران".
الفائدة الأمريكية
كما لفت إلى أن الأثر الأول "إيجابي بالنسبة للمنتجين الأمريكيين، وهو ما يمكن فهمه من هذا المنطق، لأن ارتفاع أسعار البترول والغاز بشكل كبير جدا خلال أشهر دون أن نعرف مدى الأزمة الروسية – الأوكرانية، فإن هذا سيسمح للمنتجين الأمريكيين أن يعودوا مجددا للإنتاج، ويحسنون من قدرات الإنتاج الأمريكية، ليس في غضون شهرين أو ثلاثة، لكنهم سيضمنون عودة قوية للإنتاج في الحقول التي توقفت جراء تداعيات جائحة كورونا على السوق النفطية".
وتابع قائلا: "ارتفاع السعر سيخدم المنتج الأمريكي ويسهم في زيادة الاستثمار خاصة في حقول البترول والغاز الصخري بصورة كبيرة في الولايات المتحدة".
وأكد أن "البدائل المتوفرة خارج روسيا لا يمكن تعويضها بالسهولة التي يتصورها البعض، واللجوء إلى بعض المنتجين الآخرين لن يلبي حاجة السوق، لأن كل المنتجين بما فيهم المملكة العربية السعودية ستصل إلى مستوياتها القياسية من الإنتاج، ولكنها لن تعوض حجم الإنتاج الذي يتعدى 10 ملايين برميل يومياً بالنسبة للصادرات الروسية (البترول)، والأمر نفسه بالنسبة للغاز.
وأضاف أن "أسعار الغاز حالياً سجلت أرقاماً قياسية جديدة بنحو 4000 دولار لألف وحدة من الغاز الطبيعي، وبالتالي فإن البدائل المتوفرة حاليا لا يمكن أن تغطي حجم الصادرات الروسية".
انقسام غربي
الدكتور عبد القادر مشدال توقع أن يؤدي القرار الأمريكي بحظر واردات البترول والغاز من روسيا إلى انقسام داخل البيت الغربي.
ولفت إلى أنه في "الحقيقة أوروبا انساقت إلى حد الآن وراء التوجهات الأمريكية، إلا أن هناك رأياً مخالفاً للرأي الأمريكي، وفي حال ما انساقت أوروبا نحو قرار الرئيس الأمريكي فإن هذا سيؤدي إلى أثر آخر، وهو تأثر نمو الاقتصاد الأوروبي".
واستطرد قائلا: "النمو الاقتصادي الأوروبي سيتلقى ضربة قاصمة خلال هذه السنة، لأن التساؤل الحقيقي الذي يُطرح، هو: ما مدى تحمل الصناعة الأوروبية لمستويات مرتفعة بشكل كبير لأسعار المنتجات الطاقوية، وهذا ما سيؤثر سلبياً على الاقتصاد الأوروبي".
وأشار إلى أنه "عندما نتحدث من مصلحة اقتصاد أوروبا، أنه من مصلحتها الاتفاق على عذا القرار، وإلى أي مدى يمكن لأوروبا أن تنساق وراء الموقف القوي للولايات المتحدة تجاه روسيا، صحيح واشنطن تريد أن تعاقب روسيا كدولة".
اتجاهان متناقضان
ولفت الخبير الطاقوي الجزائري في حديثه مع "العين الإخبارية" إلى أن قرار الرئيس الأمريكي يُفهم في اتجاهين اثنين.
وأشار إلى أن الأول: "أمريكي من خلال انتعاش الصادرات الأمريكية وعودة الإنتاج الصخري، وهذا ما سيعزز من قدرات الاقتصاد الأمريكي".
أما الاتجاه الثاني – بحسب الخبير الجزائري – "فهو الأثر السلبي المباشر على أوروبا في المدى القصير، لأن العودة للإنتاج حتى في الولايات المتحدة يحتاج إلى وقت لكي يوسع من قدراته الإنتاجية ويسمح بتعويض النقص الناتج عن الواردات الروسية".
aXA6IDMuMTQ0LjguNjgg
جزيرة ام اند امز