أسعار النفط تغلق قرب 128 دولارا للبرميل.. السوق يشتعل إثر حظر بايدن
قفزت أسعار النفط، بأكثر من نحو 3% ، بعد إعلان أمريكا، وبريطانيا، حظر واردات النفط والغاز الروسية.
وزدات العقود الآجلة لخام برنت القياسي، بنحو 4.77 دولار للبرميل، بنسبة 3.87%، عند التسوية في جلسة الثلاثاء إلى 127.98 دولار.
كما ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، نحو 4.30 دولار للبرميل، بنسبة 3.60% عند التسوية إلى 123.7 دولار.
وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء، حظر واردات النفط والغاز الروسية، ردا على "حرب أوكرانيا" مؤكدا دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي القوي، لخطوة اعترف بأنها سترفع أسعار الطاقة الأمريكية.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: "نعلن حظر جميع واردات النفط والغاز الروسية .. وهذا يعني أنه لن يتم قبول النفط الروسي بعد الآن في الموانئ الأمريكية، وسيوجه الشعب الأمريكي ضربة قوية أخرى لآلة حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
وتوقع بايدن أن ترتفع الأسعار أكثر نتيجة "حرب بوتين"، لكنه تعهد ببذل كل ما في وسعه لتقليل التأثير على الشعب الأمريكي.
وأضاف أن "الولايات المتحدة تدرك أن الحلفاء في أوروبا لن يتمكنوا من الانضمام إلى حظر واردات الطاقة من روسيا".
وأشار إلى أن واشنطن "تفرض أكبر حزمة عقوبات مؤثرة في العالم دفعت الاقتصاد الروسي للتراجع".
حظر بريطانيا من أول 2023
وفي الإطار نفسه، قررت بريطانيا، وقف استيراد النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية بحلول نهاية العام 2022.
وأعلن وزير الأعمال والطاقة البريطاني، كواسي كارتنغ، الثلاثاء، أن المملكة المتحدة ستوقف واردات النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية بحلول نهاية العام 2022 ردا على "الغزو الروسي لأوكرانيا".
وقالت شركة "شل" البريطانية العملاقة للنفط، الثلاثاء، إنها تعتزم الانسحاب من قطاع النفط، والغاز الروسي، ووقف جميع المشتريات الفورية للنفط الخام الروسي، في خطوة أولى حاليا.
آثار الحظر على الاقتصاد الروسي
وحذرت روسيا من أن الحظر الولايات المتحدة، وأوروبا واردات الخام الروسي، قد يؤدي إلى قفزة في سعر برميل النفط إلى 300 دولار .
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الإثنين، إن أسعار النفط ربما تتجاوز 300 دولار للبرميل إذا حظرت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي استيراد النفط من روسيا.
كما أدت المخاوف من احتمال رد روسيا على العقوبات المفروضة بالفعل، بوقف صادرات الطاقة إلى ارتفاع الأسعار.
ومن جانبه ترى راشيل زيمبا، مؤسسة شركة استشارات الاقتصاد الكلي "" Ziemba Insights، التابعة للحكومة الروسية: أن فرض حظر على واردات النفط الروسية سيكون إلى حد كبير "رمزيًا"، ويرسل ببساطة البراميل إلى أسواق أخرى.
وأضافت زيمبا، حسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن عندما نفكر في تحليل التكلفة والعائد، ليس من الواضح لي أن الألم الذي سوف يعانيه الاقتصاد الأمريكي، والأوروبي، لا يبرر الألم الذي سوف يعانيه الاقتصاد الروسي".
وأوضحت، أنه إذا لم يعد من الممكن استخدام الشركات الأمريكية والدولار الأمريكي لشراء النفط، والغاز الروسي ، فمن المرجح أن تتخلى الشركات الأجنبية عن روسيا لحماية وصولها إلى الأسواق الأمريكية.
ومن جهته يرى الخبير النفطي، حمزة الجواهري، "تحمل العقوبات الغربية ضد روسيا أبعاد إعلامية، ذلك أن موسكو لا يهمها تصدير الطاقة إلى الولايات المتحدة، إذ توجد لديها أسواق أفضل، فأوروبا لا تستطيع الاستغناء عن الغاز الروسي، وإذا أرادت الدول الأوروبية الاستغناء عن الطاقة الروسية فعليها الانتظار مدة تصل إلى سنوات عديدة كي تنشأ بنى تحتية لنقل الغاز".
وتابع الجواهري : " روسيا في وضع قوي جدا من خلال اتفاقها الاستراتيجي على المدى البعيد مع الصين، والذي يتيح لدول أخرى الانضمام إلى هذا الاتفاق، ما قد يقلب الطاولة على رؤوس الغرب بشكل كامل، إذ أن روسيا الآن ليست كروسيا قبل عشرين عاما، فهي تمتلك اليوم التكنولوجيا المتطورة والقوة العسكرية الهائلة، كل ذلك يجعلها قوية جداً ولا يمكن قهرها لا بعقوبات ولا بحرب".
توقعات أسعار النفط بعد الحظر
ورفع بنك "جولدمان ساكس"، توقعاته لسعر خام برنت لعام 2022 إلى 135 دولارا للبرميل من 98 دولارا، وتوقعاته لعام 2023 إلى 115 دولارا للبرميل من 105 دولارات، نظرا لأن الاقتصاد العالمي ربما يواجه "أكبر صدمات في إمدادات الطاقة على الإطلاق"، بالنظر إلى الدور الرئيسي لروسيا.
كما كان من أسباب ارتفاع الأسعار التباطؤ الواضح في المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي، والتي ستنهي العقوبات المفروضة على مبيعاتها النفطية.
وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي، في المحادثات إن الأمر متروك لإيران، والولايات المتحدة، لاتخاذ قرارات سياسية للتوصل إلى اتفاق.
وعلاوة على ذلك، ربما يستغرق تدفق النفط الإيراني، شهورا بعد الاتفاق النووي.
وقال بنك "يو.بي.إس" السويسري، الثلاثاء، إنه حتى إذا خففت إيران من شح المعروض الحالي من النفط باستخدام المخزون العائم، فإن "الانخفاض في الطاقة الاحتياطية المجانية، واحتياطيات النفط الاستراتيجية من المرجح أن يُبقي مستثمري الطاقة في حالة من عدم الارتياح والاسعار عند مستويات مرتفعة".
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg جزيرة ام اند امز