ماذا سيحدث في حال حظرت أمريكا النفط الروسي؟ البرميل إلى 300 دولار
فيما يرغب الكونجرس الأمريكي في فرض حظر على واردات النفط الروسي، تحذر موسكو من صعود برميل النفط إلى 300 دولار حال تطبيق الحظر.
ويصوت المشرعون الأمريكيون، الثلاثاء، على تشريع جديد ينص على حظر واردات النفط الروسي وقطع العلاقات التجارية مع موسكو.
الأمر الذي حذرت روسيا من أنه قد يؤدي إلى قفزة في سعر برميل النفط إلى 300 دولار في حال حظرت الولايات المتحدة وأوروبا واردات الخام الروسي.
اتفاق جمهوري ديمقراطي
أعلن أعضاء بارزون بالكونجرس الأمريكى من الجمهوريين والديمقراطيين توصلهم إلى اتفاق بشأن مشروع قانون من شأنه أن يعاقب روسيا على غزوها لأوكرانيا مع سعيهم لحظر واردات أمريكا من النفط الروسى وفى نفس الوقت تمكين الرئيس بايدن بشكل أكبر لفرض تعريفة جمركية على المنتجات الروسية، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وجاء الإعلان بعد نشاط تشريعى واسع وسريع الحركة فى الكابيتول، حيث سعى النواب إلى مضاعفة العقوبات المفروضة على الكرملين بالدفع لدعم أوكرانيا بمليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية والعسكرية والاقتصادية.
إلا أن صحيفة واشنطن بوست أشارت إلى أن الإستراتيجية الأمريكية التى تسعى لمضاعفة آلام روسيا، تهدد بأن يكون لها تداعيات اقتصادية أكبر.
فقد أغلق مؤشر داو جونز الصناعى على انخفاض الاثنين بنحو 800 نقطة، وهو تراجع وصلت نسبته إلى 2.4%، وذلك بعدما تسببت الحرب فى يوم أخر صاخب فى وول ستريت جورنال. وتراجع مؤشر ناسداك نحو 480 نقطة او 3.6%.
وارتفعت أسعار النفط والغاز أيضا، وتجاوز سعر الجالون 4 دولارات فى الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إنه من غير الواضح ما إذا كان الحظر الأمريكى المقترح على الخام الروسى سيؤثر على الاقتصاد العالمى إلا أن احتمال حدوث مزيد من الاضطراب دفعت كبار المسئولين فى إدارة بايدن والأعضاء البارزين فى الكونجرس إلى الاعتراف بالعبء المحتمل، وبدأوا فى استكشاف طرق ربما يحمى العائلات الأمريكية من تحمل أى تكاليف إضافية.
ومن شأن المقترح الجديد فى الكونجرس أن يحد واردات الطاقة الروسية وتعليق العلاقات التجارية العادية بين الولايات المتحدة والكرملين، وإسناد مهمة لإدارة بايدن بالسعى لتعليق عضوية روسيا من منظمة التجارة العالمية.
قفزة في أسعار النفط
منذ إعلان الإدارة الأمريكية ليل الأحد الماضي أنها تدرس حظر واردات النفط، وأسعار البترول تحلق لمستويات مرتفعة ووصلت إلى مستوى لم تشهده منذ 14 عامًا.
وتداولات العقود الآجلة للنفط قرب 140 دولارًا لبرميل خام القياس برنت، قبل أن تقلص مكاسبها لكنها تبقى عند مستويات فوق 120 دولارًا للبرميل.
وصعد خام القياس العالمي برنت الثلاثاء بنحو 3% إلى 126.9 دولار للبرميل، بينما صعد الخام الأمريكي بنسبة 3.1% إلى 122.5 دولار للبرميل، بحسب بيانات لموقع CNBC.
ولا يبدو قرار الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين سهلًا في ظل اعتماد أوروبا الكبير وأمريكا من بعدها على واردات النفط الروسي، إذ لا تزال الإدارة الأمريكية تدرس أثر القرار على الشأن المحلي بالنسبة لأمريكا.
توابع حظر النفط الروسي
حذرت روسيا من قطع إمدادات الغاز عن ألمانيا حال فرض الغرب حظر على صادراتها النفطية، وتوقع نائب رئيس الوزراء الروسي وصول سعر برميل النفط الى 300 دولار.
قال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس وزراء روسيا، إن "رفض النفط الروسي سوف تكون له عواقب وخيمة على الأسواق العالمية".
واكد نوفاك إنه سوف يكون من "المستحيل توفير بديل للنفط الروسي في السوق الأوروبية بسرعةـ قائلا: "سوف يستغرق الأمر سنوات، وسوف يدفع المستهلك الأوروبي ثمنا باهظا. وفي نهاية المطاف، سوف يتضررون كثيرا من تلك النتيجة".
وفي إشارة إلى قرار ألمانيا الشهر الماضي بتعليق التصديق على مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم2 الذي يوصل إمدادات الغاز من روسيا إلى ألمانيا، قال نوفاك إن فرض حظر النفط الروسي قد يثير تصعيدا بين الجانبين.
وحذر نائب رئيس الوزراء الروسي: "لنا الحق نحن أيضا في اتخاذ قرارات مماثلة وفرض حظر على ضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم1".
ويحصل الاتحاد الأوروبي على حوالي 41% من احتياجاته من الغاز الطبيعي و30% من احتياجاته من النفط من روسيا وسط عدم توافر بديل يسهل الحصول عليه حال تعرض تلك الإمدادات لأي اضطرابات.
وروسيا هي أكبر منتج للغاز الطبيعي، وثاني أكبر منتج للنفط على مستوى العالم، لذلك فإن أي عقوبات تمس قطاع الطاقة الروسي سوف تؤدي إلى أضرار بالغة للاقتصاد الروسي.
ونقلت وكالة أنباء رويترز، تصريحات رجحت أن الولايات المتحدة قد تمضي قدما في اتجاه فرض حظر على النفط الروسي، مع أنها تحصل على 3% فقط من واردات النفط من وروسيا.
لكن ألمانيا وهولندا أعلنتا رفضهما لمقترحات حظر صادرات النفط الروسي الاثنين الماضي، حيث استبعد المستشار الألماني، أولاف شولتز، فكرة فرض عقوبات أوسع نطاقا.
وأكدت الوكالة أن أوروبا أعفت بعد تفكير متأني منتجات قطاع الطاقة الروسية من العقوبات لأنه لا يمكنها توفير بديل للإمدادت القادمة من هناك "بأي طريقة" في الوقت الحالي.
وقال نوفاك في بيان بالفيديو أذاعه التلفزيون الروسي مساء أمس، وأوردته وكالة رويترز، "من الواضح تمامًا أن رفض النفط الروسي سيؤدي إلى عواقب كارثية للسوق العالمي، القفزة في الأسعار ستكون من المتعذر التنبؤ بها، وسيصل السعر إلى 300 دولار للبرميل إن لم يكن أكثر".
وفقًا لتحليل لبنك أوف أمريكا فإنه في حال توقف معظم صادرات النفط الروسي، يعني هذا أن الإنتاج اليومي للنفط سيشهد عجزًا بنحو 5 ملايين برميل يوميًا أو أكثر، وهذا يعني أن أسعار النفط قد ترتفع إلى 200 دولار.
بينما توقع محللو بنك جيه بي مورجان أن ترتفع أسعار النفط إلى 185 دولارًا هذا العام، وقال محللون في مجموعة ميتسوبيشي يو إف جي المالية إنك (MUFG) إن النفط قد يرتفع إلى 180 دولارًا ويسبب ركودًا عالميًا.
وتعد روسيا أكبر مُصدر في العالم للنفط الخام والمنتجات النفطية مجتمعة، وتبلغ الصادرات نحو 7 ملايين برميل يوميا، أو 7% من الإمدادات العالمية، وفقًا لرويترز.
وتظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن النفط الروسي شكل حوالي 3% من جميع شحنات الخام التي وصلت إلى الولايات المتحدة العام الماضي.
وتراجعت واردات الولايات المتحدة من الخام الروسي في عام 2022 إلى أبطأ وتيرة سنوية منذ 2017، وفقًا لرويترز.
وتقول إنه عندما يتم تضمين المنتجات البترولية الأخرى-مثل زيت الوقود غير المكتمل الذي يمكن استخدامه لإنتاج البنزين والديزل-، استحوذت روسيا على حوالي 8٪ من واردات الولايات المتحدة من النفط في عام 2021، على الرغم من أن هذه الشحنات اتجهت أيضًا إلى الانخفاض في الأشهر الأخيرة.
والولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر مستهلك للنفط في العالم.
أما بالنسبة لأوروبا تمثل واردات النفط والغاز قيمة أكبر، وتشير بيانات "Eurostat" إلى أن روسيا تمد أوروبا بنحو 41% من إمدادات الغاز الطبيعي التي تستوردها من العالم، فيما تذهب نحو نصف صادرات روسيا من النفط يوميًا إلى أوروبا.
وفي حال انقطاع الإمدادات الروسية من النفط، سيتجه المشترون إلى موردين أخرين مما يرفع الطلب على البترول عالميًا ويزيد من ارتفاع الأسعار ويسبب أزمة كبرى.
وقال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، إن المنظمة ليست لها سيطرة على الأحداث التي أدت إلى الصعود الحاد الذي تشهده أسعار النفط العالمية حاليًا.
وأضاف في تصريحات أوردتها رويترز "لا توجد طاقة في العالم في الوقت الحالي يمكنها أن تحل محل 7 ملايين برميل من الصادرات".
ومنذ جائحة فيروس كورونا تنفذ مجموعة (أوبك+) وهي دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها- ضمنهم روسيا- خفضًا في الإنتاج بسبب تدني الأسعار وقت الجائحة.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز