تهديد أمريكي أوروبي بوقف واردات النفط الروسي.. تصعيد خطير
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن حكومته تجري مشاورات مع الحلفاء الأوروبيين حول وقف محتمل لورادات النفط القادم من روسيا.
وفي تصريحات لمحطة "سي إن إن"، قال بلينكن، اليوم الأحد:" نتحدث الآن مع شركائنا وحلفائنا الأوروبيين لبحث إمكانية فرض حظر على استيراد الغاز الروسي بطريقة منسقة".
وأضاف بلينكن، أن النقاش يتعلق أيضا بضمان "استمرار وجود عرض مناسب من النفط في الأسواق العالمية. وثمة مناقشة نشطة للغاية بينما نحن نتحدث هنا".
وكان بلينكن، أدلى بتصريحاته للمحطة عبر الفيديو وذلك أثناء زيارته لمولدوفا.
يذكر أنه بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، تنامى الضغط على الحكومة الأمريكية لتضيف إلى الإجراءات العقابية المفروضة ضد موسكو فرض حظر استيراد للنفط الروسي، لكن الأسعار المرتفعة حاليا للبنزين تثير مخاوف الحكومة الأمريكية.
وأفادت بيانات السلطات الأمريكية بأن روسيا احتلت في نهاية العام الماضي المركز الرابع على قائمة أهم مصدري النفط الخام والمنتجات البترولية إلى أمريكا بعد كندا والمكسيك والسعودية إذ تمثل الواردات من روسيا نحو 5% من إجمالي الواردات الأمريكية من هذه الفئة.
وفي الوقت الحالي تجد موسكو صعوبة في تصريف نفطها رغم المخاوف على إمدادات السوق.
يخشى المستوردون مواجهة شجب الرأي العام العالمي وصولا إلى التعرض لعقوبات محتملة مستقبلا فضلا عن صعوبات لوجستية.
وأوضحت ليفيا غالاراتي، المحللة لدى مكتب "إينرجي أسبيكتس" Energy Aspects لوكالة "فرانس برس" أن "مبادلات النفط الخام لا تزال مجمّدة ونعتبر أن 70% من السوق" مشلولة، مشيرة إلى "وطأة شديدة بصورة خاصة على المبيعات بحرا".
وحرص الغربيون حتى الآن في عقوباتهم على تفادي استهداف قطاع الطاقة الذي يعتبر أساسيّاً لأوروبا، إذ تستورد ألمانيا على سبيل المثال 55% من حاجاتها من الغاز من روسيا.
وفيما يتعلق بالنفط، فإن روسيا هي ثاني أكبر مصدّر للخام في العالم بعد السعودية.
لكن إن كانت عمليات التسليم عبر خطوط الأنابيب متواصلة، فإن العديد من الوسطاء التجاريين ومعامل التكرير تفضل الابتعاد عن النفط الروسي رغم الضغوط التي يواجهها عرض النفط.
توقع ياراند رايشتاد، رئيس شركة "رايشتاد إينرجي" للدراسات أن "تتوقف الشركات الغربية عن مساعدة روسيا من خلال التمويل والتكنولوجيا لمشاريعها لاستخراج" النفط.
تراجع الصادرات
ورأى رايشتاد، في مذكرة أنه حتى بدون فرض عقوبات مباشرة عليها، فإن الصادرات الروسية ستتراجع بمقدار مليون برميل في اليوم.
وأوضح أنه "قد يتمّ تأخير المشاريع الضخمة مثل مشروع فوستوك أويل، وإلغاء مشاريع أخرى ببساطة، لأن المشاريع النفطية لها مدّة صلاحية محدودة في ظل الانتقال في مجال الطاقة".
وأعلنت مجموعة "ترافيغورا" العملاقة السويسرية لتجارة المنتجات النفطية الأربعاء أنها "بصدد مراجعة خياراتها بشأن مشاركتها غير المباشرة في فوستوك أويل"، أحد أكبر مشاريع مجموعة روسنفت الروسية في سيبيريا.
ويتجه العملاء الأوروبيون في الوقت الحاضر نحو الشرق الأوسط لشراء النفط، لكن السعودية والإمارات العربية المتحدة، أكبر بلدين منتجين قادرين على استخراج كميات أكبر من النفط، تتمنعان عن ذلك في الوقت الحاضر...
.