القمح الروسي يتدفق على السودان.. منحة سخية في قلب الحرب والأزمة
في الوقت الذي تشعر فيه الدول المستوردة للقمح بالقلق من تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على إمداداتها، تلقى السودان منحة سخية من موسكو.
ونقلت وكالة السودان للأنباء اليوم الأحد عن مسؤول قوله إن 20 ألف طن من القمح الروسي وصلت إلى ميناء بورتسودان الجنوبي في إطار منحة مقدمة للبلاد من الكرملين.
وكانت وكالة الإعلام الرسمية الروسية سبوتنيك ذكرت في يناير/ كانون الثاني أن موسكو من المقرر أن ترسل شحنة قمح إلى الخرطوم كمساعدة إنسانية.
- حميدتي يترأس وفدا سودانيا لروسيا.. الاقتصاد أولا
- "بورصة الذهب".. مكاسب مزدوجة لاقتصاد السودان المنهار
وتأتي الشحنة في وقت يسعى فيه المجلس الحاكم في السودان إلى توثيق العلاقات مع روسيا.
منحة قمح روسية
وحسب وكالة السودان للأنباء، دشن والي البحر الأحمر المكلف بالإنابة فتح الله الحاج المنحة، مشيداً بالعلاقات المتميزة بين السودان وروسيا، وأعرب عن شكره وتقديره للشعب الروسي لهذا الدعم المقدر .
كما تحدث جيورجي اميرانوس ميان قنصل جمهورية روسيا الاتحادية بالسودان، معبراً عن عمق ومتانة العلاقات بين روسيا والسودان.
وأكد استمرار دعم بلاده للسودان وأعرب عن تمنياته للشعب السوداني، بدوام التطور والازدهار.
من جانبه عبر مفوض العون الإنساني نجم الدين موسي عن شكر وتقدير الشعب السوداني للشعب الروسي الصديق، موضحاً أن المنحة الروسية تجسد العلاقات المتميزة بين البلدين.
فيما أكد مدير صوامع البنك الزراعي جاهزية الصوامع لاستقبال كل الواردات من الحبوب، موضحاً أزلية العلاقات بين السودان وروسيا، مشيراً في ذلك إلى إنشاء الصومعة ببورتسودان بقرض روسي في العام 1967.
زيارة موسكو
وكان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول محمد حمدان "حميدتي"، قد وصل إلى العاصمة موسكو قبل أسبوعين في زيارة رسمية بدعوة من الحكومة الروسية.
وبحسب بيان صحفي سوداني فإن زيارة حميدتي شملت مباحثات مع عدد من المسؤولين في روسيا والتشاور حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ورافق حميدتي في زيارته، وزير المالية جبريل إبراهيم، ووزير الزراعة والغابات أبوبكر عمر البشرى، ووزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود، ووزير المعادن محمد بشير عبد الله أبو نمو، ووكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب، ورئيس اتحاد الغرف التجارية نادر الهلالي.
وعكست تشكيلة الوفد السوداني إلى موسكو أن الملف الاقتصادي سيسيطر على أجندة زيارة نائب رئيس مجلس السيادة إلى روسيا، حيث تربط البلدين علاقات تعاون اقتصادي بدأت منذ سنوات.
تقارب روسي سوداني
وسعت روسيا في السنوات الأخيرة لعودة جيوسياسية إلى أفريقيا، عبر السودان، خاصة في المجال العسكري، ومن خلال مشاريع في المجال النووي المدني.
ومنذ مايو/أيار 2019، يربط بين البلدين اتفاق تعاون عسكري مدّته سبع سنوات.
وفي أواخر يناير/كانون الثاني 2019، في خضم أزمة سياسية في السودان، اعترف الكرملين بأن مدربين روسًا يتواجدون "منذ بعض الوقت" إلى جانب القوات الحكومية السودانية.
وأثناء زيارة إلى روسيا أواخر العام 2017، طلب الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "حماية" السودان من الولايات المتحدة، ودعا إلى تعزيز التعاون العسكري مع موسكو بهدف "إعادة تجهيز قواتها المسلحة".