"الشتاء" ينقذ النفط الروسي من عقوبات أوروبا
فيما أكدت واشنطن استعدادها للتحرك منفردة في حظر واردات الطاقة الروسية، أكدت ألمانيا أنها "أساسية" لحياة أوروبا.
فقد حذرت شركة الطاقة الفرنسية "إنجي"، إن "مخزونات الغاز في أوروبا ستكون غير كافية إذا تم اتخاذ قرار بقطع الإمدادات من روسيا".
وقالت كاثرين مكغريغور، الرئيسة التنفيذية للشركة إن "مخزونات الغاز في أوروبا ستكون غير كافية إذا تم اتخاذ قرار بقطع الإمدادات من روسيا".
وأشارت مكغريغور بشكل عام إلى أن "الاتحاد الأوروبي يعتمد على الغاز الروسي بنسبة 40%، وبعض الدول الأوروبية بنسبة 90%، وحتى 100%".
وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة إنه من الصعب للغاية التخلص من هذا الاعتماد بين عشية وضحاها، ومن الصعب للغاية التخلص منه دون تحضير ودون إجراءات بديلة ودون تهيئة السوق".
وأضافت: "سنكون قادرين على قضاء هذا الشتاء لأنه يقترب من نهايته، لكن المشكلة الحقيقية على المدى المتوسط هي الشتاء القادم، نستخدم الصيف لملء مرافق التخزين، وفي نهاية الشتاء، تكون المخزونات شحيحة للغاية".
وتابعت مكغريغور: "إذا تم اتخاذ قرار بقطع الإمدادات من روسيا، فإن الاحتياطيات ستكون غير كافية، لذا مع بداية الشتاء القادم لن يكون لدينا غاز كاف مقارنة بالشتاء الماضي".
وقال مصدران مطلعان لرويترز، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن مستعدة للتحرك قدما في فرض حظر على واردات النفط من روسيا إلى الولايات المتحدة، بدون مشاركة حلفائها في أوروبا.
ويعقد بايدن مؤتمرا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع زعماء فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، في وقت لاحق الإثنين، بينما تواصل إدارته السعي إلى دعم حظر تلك الواردات.
وقال مسؤول أمريكي بارز لرويترز، إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي لكن "من المرجح إذا حدث أن يقتصر على الولايات المتحدة".
وقفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2008 بسبب تأجيلات في العودة المحتملة للخام الإيراني إلى الأسواق العالمية، بينما تدرس الولايات المتحدة، وحلفاؤها الأوروبيون حظر الواردات الروسية.
وتعتمد أوروبا بشدة على روسيا في النفط الخام، والغاز الطبيعي لكنها أصبحت أكثر انفتاحا على فكرة حظر المنتجات الروسية. وتعتمد الولايات المتحدة بدرجة أقل بكثير على الخام والمنتجات النفطية من روسيا لكن فرض حظر يساعد في دفع الأسعار لمزيد من الصعود والإضرار بالمستهلكين الأمريكيين الذين يعانون بالفعل من أسعار عند مستويات تاريخية مرتفعة في محطات الوقود.
أسعار النفط
ولامس سعر برميل خام برنت بحر الشمال عتبة 140 دولارا، الأحد، مقتربا من أعلى مستوى له على الإطلاق والذي سُجّل في أغسطس/آب 2008 عند 147.50 دولار.
وبعيد افتتاح التداول نحو الساعة 23:00 ت غ، ارتفع سعر خام برنت المرجعي تسليم مايو/أيار، إلى 139.13 دولار، قبل أن يتراجع.
أما برميل غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر أبريل/نيسان، فارتفع الأحد إلى 130.50 دولار.
الطاقة الروسية
وأعلن المستشار الالماني، أولاف شولتز، الإثنين، ان واردات الطاقة الروسية "أساسية لحياة الأوروبيين اليومية"، مشيرا إلى أنه لا يمكن ضمان إمدادات القارة من دونها في هذه المرحلة.
وفي وقت تناقش الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مسألة استهداف قطاع الطاقة الروسي في العقوبات المفروضة على موسكو بسبب هجومها العسكري على أوكرانيا، قال شولتز في بيان: "لا يمكن ضمان إمدادات الطاقة الأوروبية لإنتاج الحرارة والتنقل والكهرباء والصناعة بأي طريقة أخرى في الوقت الحالي"، وذلك حسب وكالة فرانس برس.
وتسببت المخاوف من فرض حظر غربي على النفط الروسي بارتفاع جديد في أسعار الخام الإثنين.
وأوضح شولتس أن أوروبا "تعمدت" استثناء إمدادات الطاقة الروسية من العقوبات على موسكو حتى الآن لأن مثل هذا الإجراء سيحدث بلبلة في الأسواق، وسينعكس بشدة على اقتصاد الدول الأوروبية.
وألمانيا من بلدان الاتحاد الأوروبي التي تعول بشدة على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا.
وقال شولتز، بهذا الصدد إن الحكومة "تعمل بلا هوادة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي وخارجه من أجل تطوير بدائل من الطاقة الروسية".
وتابع "لكنّ هذا لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها".
ويستورد الاتحاد الأوروبي 40% من حاجاتها من الغاز من روسيا، ولا تؤيد بلدان عديدة فرض حظر بهدف حرمان موسكو من عائدات أساسية لها.
وعارض عدة وزراء في حكومة شولتز حتى الآن اتخاذ تدابير ضد الغاز الروسي.
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الأحد، لشبكة آ أر دي "يجب أن يكون بالإمكان إبقاء (العقوبات) على المدى البعيد".
وترى أن "الأمر لن يكون مجديا إن اكتشفنا بعد 3 أسابيع أنه لم يعد لدينا كهرباء سوى ما يكفي لبضعة أيام في ألمانيا، ما سيحتم علينا العودة عن هذه العقوبات".
واعتبرت الخبيرة الاقتصادية، فيرونيكا غريم، في صحيفة بيلد أن وقف واردات الغاز الروسي "سيكون تحديا، إنما لن يكون كارثة".
وأشارت إلى أن احتياطات الغاز تبلغ حاليا 30% من سعتها مؤكدة أن "هذا يكفي للأشهر المقبلة.. لكن علينا اتخاذ تدابير فورية بالنسبة للشتاء المقبل، وهو أمر يمكن تنظيمه".
وارتفعت أسعار عقود الغاز الآجلة في أوروبا ارتفاعًا تاريخيًا حيث تجاوزت 3900 دولار لكل 1000 متر مكعب.
وبذلك تكون العقود الآجلة للغاز لشهر أبريل في أوروبا باقترابها من حاجز الـ 4000 دولار قد سجلت ارتفاع أسعار بنسبة تفوق 79%.