بايدن يحظر نفط روسيا.. واشنطن لن تفلت من العاصفة
يحمل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، حظر واردات النفط الروسي، تداعيات اقتصادية وسياسية متوقعة على بلاده.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الأمريكي حظرا على واردات النفط الروسية في تشديد جديد للعقوبات المفروضة على موسكو على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال بايدن في كلمة مباشرة اليوم الثلاثاء إن بلاده نسقت قرار حظر الواردات النفطية مع عدد من الشركاء، موضحا أن الولايات المتحدة ستتضرر من القرار.
وكان أوليغ أوستينكو، المستشار الاقتصادي للرئاسة الأوكرانية، قد كتب في نهاية الأسبوع الماضي مقال رأي يطالب فيه العالم بقطع ما وصفه بـ"نفط الدم" الروسي، الذي يزود موسكو بما يقرب من مليار دولار يوميًا، و"يمول العمليات في أوكرانيا"، على حد قوله.
لكن القرار الأمريكي جاء في وقت ترتفع فيه أسعار النفط بشكل كبير في الولايات المتحدة والعالم، وإليكم ما يعينه حظر واردات النفط الروسية، للأمريكيين.
بصفة عامة، تعد الولايات المتحدة أقل اعتمادًا على النفط الروسي من أوروبا. في العام الماضي، جاء حوالي 8% من واردات النفط الأمريكية من روسيا، بينما لم يصل أي نفط روسي تقريبًا إلى الولايات المتحدة منذ يناير/كانون ثاني الماضي، وفق ما ذكره تروي فينسينت، الخبير الاقتصادي، لموقع "إس بي سي" نيوز الأمريكي.
وقال فينسينت ومحللون آخرون إن هذا يرجح أن يكون التحرك الأمريكي ضد الطاقة الروسية، منفردا، وربما ينضم إليها الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد بدرجة أكبر على النفط والغاز الروسي، في وقت لاحق.
وأوضح فينسينت أن العقوبات الأمريكية قد تتخذ شكلين. سيكون الخيار الأكثر قسوة بالنسبة للولايات المتحدة هو فرض عقوبات على صادرات النفط الروسية بشكل شامل، بما يعني عدم شراء أي نفط روسي ورفض التعامل مع أي دولة تفعل ذلك، وهو ما يتخذ شكل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على إيران في السنوات الأخيرة.
أما الخيار الأكثر ليونة والأكثر ترجيحًا هو أن يقتصر الحظر الأمريكي على منع أي واردات نفط روسية، وترك الاتحاد الأوروبي يقرر مصيره بمفرده.
وعلى المدى القصير ، من المرجح أن يؤدي التخلص من وارادات النفط الروسي إلى ارتفاع أسعار الغاز في أمريكا إلى مستويات أعلى، وفق الموقع ذاته.
ويقول الاقتصاديون في مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس"، "نعتقد أن فرض حظر كامل على واردات الطاقة الروسية سيؤدي إلى ارتفاع أسعار نفط خام برنت والغاز الطبيعي الأوروبي إلى 160 دولارًا للبرميل"، وهو رقم قياسي عالمي.
وتوقع المحلل السياسي، كلايتون ألين، ارتفاع أسعار الطاقة في الولايات المتحدة، ما يمكن أن يحمل كلفة سياسية باهظة على شعبية الحزب الديمقراطي الحاكم، لكنه قال إن هذا الارتفاع يمكن أن يكون قصير الأجل في ظل توافر مصادر بديلة للنفط، وعدم اعتماد أمريكا بشكل كبير على النفط الروسي.
فيما توقع موقع "إس بي سي" الأمريكي، أن يكون تحسين العلاقات الاقتصادية مع فنزويلا واعتماد على نفط الأخيرة لتعويض النفط الروسي، مسارا محتملا على طاولة الإدارة الأمريكية، علما بأن فنزويلا توقفت عن توريد النفط لواشنطن منذ عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب.