المغرب وأمريكا.. جهود مشتركة لتعزيز السلام ومحاربة الإرهاب
اتفاق مغربي أمريكي على تعزيز الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب وتعزيز السلام يوشح علاقات استراتيجية طويلة الأمد.
جاء ذلك في بيان مشترك، أعقب لقاء ثنائياً جمع، مساء الثلاثاء بالعاصمة الرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بنائبة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ويندي شيرمان.
طويلة الأمد
وبحسب البيان الذي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أكد الجانبان على التزامهما بالعلاقات الثنائية طويلة الأمد بين المغرب والولايات المتحدة والتي تعود إلى معاهدة السلام والصداقة عام 1787.
وشددا على أن الشراكة الثنائية الاستراتيجية بين الجانبين متجذرة في العلاقات المشتركة. فيما ناقش الطرفان مجالات التعاون الثنائي، خاصة ما يخدم السلام والازدهار الإقليمي.
وفيما وقف المسؤولان على الإصلاحات الجذرية التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس، شددا على أهمية تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وعرج الطرفان على الحوار الثنائي حول حقوق الإنسان، المنعقد في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، باعتباره المنصة الرئيسية لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان. وفق البيان نفسه.
سلام وازدهار
وفي السياق ذاته، عبرت الرباط وواشنطن عن عزمهما على مواصلة التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام والازدهار الإقليمي، وتنمية أفريقيا وأمن المنطقة.
وشددا على أهمية الدور الحاسم الذي تقوم به المملكة في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، فضلا عن مساهمتها في السلام والازدهار بمنطقة الشرق الأوسط.
وتطرق الطرفان أيضا إلى الاتفاق التاريخي، الموقع في 22 ديسمبر/ كانون الثاني 2020، بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل. مرحبيين في هذا الصدد، باستمرار تعميق العلاقات بين الرباط وتل أبيب.
كما عبرا عن دعمهما القوي للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في قيادة العملية السياسية بشأن ملف الصحراء المغربية، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وجددا دعمهما للمقترح المغربي لحلحلة هذا الملف، والمتمثل في الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية.
ونقل البيان عن ويندي شيرمان، تأكيدها على أن واشنطن لا تزال تنظر إلى خطة الحكم الذاتي المغربية على أنها جادة وذات مصداقية وواقعية، وهي نهج محتمل يلبي تطلعات شعوب المنطقة.
محاربة للإرهاب
وبحسب المصدر نفسه، أكد الطرفان عزم المملكة وواشنطن مواصلة التعاون القوي لهزيمة الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيمي القاعدة وداعش.
وعبرت المسؤولة الأمريكية عن شكرها وتقديرها للجهود المغربية، واصفة المملكة بـ"الشريك المستقر في تصدير الأمن"، خاصة في سياق قيادتها للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ودورها المستدام في التحالف العالمي لهزيمة داعش.
وأعربت المسؤولة الأمريكية عن تقديرها للدعم المغربي المتواصل للتدريبات العسكرية المتعددة الأطراف في سياق مناورات "الأسد الأفريقي" التي تحتضنها المملكة سنويا.
سلامة وسيادة
القضايا الإقليمية كانت لها مكانة بارزة في نقاش المسؤولين، بما في ذلك الأحداث بمنطقة الساحل وليبيا وأوكرانيا.
وفي هذا الصدد، جدد الوزير المغربي والمسؤولة الأمريكية التأكيد على أهمية احترام سلامة الأراضي والسيادة والوحدة الوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بليبيا، رحبت نائبة وزير الخارجية الأمريكية بالدور الإيجابي والمساهمة المهمة للمغرب في دعم جهود الأمم المتحدة في العملية السياسية واستضافة الحوار الليبي الداخلي.
وجدد الطرفان التزامهما القوي بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية وأولوية تنظيم انتخابات وطنية في المدى القريب.