أمريكا تتجنب لعب "الروليت الروسية" برفع سقف الديون.. 480 مليار دولار
توصل الكونجرس الأمريكي، لاتفاق يجنب أكبر اقتصاد في العالم التخلف عن سداد ديونه، وذلك برفع سقف الدين 480 مليار دولار.
وأعلن تشاك شومر، زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، أنه تمّ التوصل في الكونجرس إلى اتفاق لتجنّب تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
وقال من قاعة مجلس الشيوخ: "لديّ نبأ سار، توصلنا إلى اتفاق لرفع سقف الدين حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل، ولدينا أمل بأنه بإمكاننا إنجاز ذلك في أقرب وقت اليوم".
واتفاق رفع سقف ديون الولايات المتحدة الذي تم التوصل إليه بعد أيام من المفاوضات مع الجمهوريين، سيسمح لأكبر اقتصاد في العالم تجنب التخلف عن السداد في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو الموعد الذي قدرت وزارة الخزانة الأمريكية، أن السيولة ستنفذ فيه.
وحسب وكالة فرانس برس، يعني الاتفاق أنه سيتم رفع قدرة الحكومة الفيدرالية على الاستدانة.
وسقف الدين العام هو الحد الأقصى قانونا للمديونية العامة في الولايات المتحدة، وهو محدد عند 28.4 تريليون دولار.
ورفعت الولايات المتحدة سقف الاستدانة عدة مرات سابقا لتمويل الإنفاق العام، لكن الجمهوريين صاروا منذ حقبة رئاسة باراك أوباما يستعملون الإجراء في الكونجرس ورقة ضغط سياسية.
480 مليار دولار
ومن جانبه، أعلن معاون بمجلس الشيوخ الأمريكي أن زعماء المجلس وافقوا الخميس، على زيادة الحد المسموح لوزارة الخزانة باقتراضه بواقع 480 مليار دولار.
وأضاف أن هذا المبلغ هو ما قالت وزارة الخزانة إنه لازم لتمديد سقف الدين حتى 3 ديسمبر/كانون الأول، وذلك حسب وكالة رويترز.
وقد يُطرح هذا الاقتراح للتصويت في المجلس في وقت لاحق الخميس.
بايدن أضعف
ويرفض الجمهوريون بشكل قاطع الموافقة على أي إجراء لرفع او تعليق سقف الدين لانهم يعتبرون ان ذلك يعطي الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، شيكا على بياض لتمويل خطته الضخمة للاستثمار.
لكن هذه الخطط لم تعتمد بعد في الكونجرس، ورفع سقف الدين يخدم في تسديد مبالغ مقترضة اساسا بينها آلاف مليارات الدولارات التي أنفقت في ظل رئاسة الجمهوري، دونالد ترامب.
وكان البيت الأبيض رد بفتور أمس الأربعاء، على اقتراح الجمهوريين ودعتهم الناطقة باسمه جين ساكي إلى "عدم إرجاء المشاكل" في حين يمكن التوصل إلى اتفاق طويل الأمد اعتبارا من الآن.
لكن بورصة وول ستريت أغلقت على ارتفاع الأربعاء على خلفية بوادر هذه الأنباء.
وزادت الضغوط بشكل واضح في الأيام الأخيرة على الجمهوريين ولا سيّما من جانب جو بايدن.
فالرئيس الأمريكي الذي ضعف موقفه إثر الانسحاب الفوضوي من أفغانستان والذي يواجه صعوبة في تمرير إصلاحات اقتصادية واجتماعية كبيرة، لا يريد هذه الكارثة المالية.
وقد دعا الأربعاء إلى البيت الأبيض حضورياً وعبر الانترنت شخصيات بارزة في أوساط وول ستريت للتحذير من تداعيات التخلّف عن الدفع ما سيشكل سابقة في تاريخ الولايات المتحدة.
لعبة "الروليت الروسية"
وقالت رئيسة مصرف "سيتي"، جاين فريزر: "إننا نلعب بالنار".
وحمل بايدن مرة جديدة على الجمهوريين طالبا منهم "التوقف عن لعبة الروليت الروسية" التي تضر بالاقتصاد الأمريكي وبسمعة الولايات المتحدة المالية.
وتعيش الولايات المتحدة كما كل الاقتصادات الكبيرة تقريبا، على الدين منذ عقود في ما يختص النفقات العامة، وقد رفعت مرات عدة سقف الاستدانة.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز