أمريكا تضرب اليمن.. روسيا تدعو للحوار وإيران تهدد

ضربات أمريكية دامية لمليشيات الحوثي باليمن، أسفرت عن مقتل 31 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين.
الغارات تركّزت على مناطق في صنعاء وصعدة والبيضاء، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة، بينما هرعت فرق الإسعاف إلى أماكن القصف لنقل الجرحى، وبينهم نساء وأطفال.
- قبعة وسماعة وشاشات.. هكذا تابع ترامب الهجمات على الحوثي (صور)
- ضربات أمريكية في العمق.. 40 غارة في ليلة الحوثيين الطويلة
ترامب يتوعد الحوثيين
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دافع عن القرار العسكري، مؤكدًا أن الضربات جاءت ردًا على تهديدات الحوثيين لحركة التجارة البحرية في البحر الأحمر.
وحذر من أن أمريكا لن تسمح باستمرار ما وصفه بـ«الابتزاز الإرهابي» في الممرات البحرية الحيوية.
وفي منشور على منصته «تروث سوشيال»، وجّه ترامب تحذيرًا مباشرًا للحوثيين، قائلاً: «إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءًا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل».
وأضاف ترامب أن واشنطن «ستستخدم القوة المميتة الساحقة حتى تحقق هدفها»، مشددًا على أن الحوثيين أصبحوا تهديدًا مباشرًا لحركة الملاحة الدولية، في إشارة إلى الهجمات التي استهدفت سفنًا إسرائيلية وأخرى مرتبطة بها، في سياق التضامن مع الفلسطينيين في غزة.
الحوثيون يعدون بالرد
لم يتأخر الرد الحوثي، حيث أصدرت الجماعة بيانًا ناريًا عبر قناتها «المسيرة»، أكدت فيه أن «العدوان الأمريكي» لن يمرّ دون رد، وأن قواتها جاهزة لتصعيد المواجهة إذا استدعت الحاجة.
وأضاف البيان أن «القوات المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد»، في إشارة إلى إمكانية استمرار الهجمات ضد السفن الإسرائيلية أو توسيع نطاق العمليات ليشمل أهدافًا أمريكية.
وفي صنعاء، بثّت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين لقطات من المواقع المستهدفة، حيث أظهرت مشاهد مروعة لجرحى يتم نقلهم إلى المستشفيات، بينما تكدّست الجثث في أحد المرافق الطبية، وسط استنفار واسع للفرق الطبية في المناطق المنكوبة.
إيران على الخط
لم يقتصر التصعيد على الساحة اليمنية، بل امتدّ إلى طهران التي سارعت إلى إدانة الضربات الأمريكية بشدة، واصفة إياها بأنها «انتهاك سافر للقانون الدولي».
وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن «إيران لن تشن حربًا، لكنها سترد بقوة إذا تعرضت لأي اعتداء»، مضيفًا أن الحوثي حركة مستقلة تمثل الشعب اليمني وتتخذ قراراتها بنفسها، في ردّ على اتهامات واشنطن بأن طهران هي من يوجه الحوثيين.
بدوره، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن الضربات الأمريكية «تفاقم الأزمة ولا تخدم السلام»، محذرًا من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى نتائج كارثية على استقرار المنطقة بأسرها.
روسيا تدعو للحوار
ووسط هذا التصعيد المتزايد، دعت روسيا إلى التهدئة والحوار السياسي، حيث أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأمريكي ماركو روبيو بضرورة الامتناع عن استخدام القوة والتركيز على المسار الدبلوماسي لحل الأزمة.
وأكدت موسكو أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في الشرق الأوسط، داعية إلى العمل على إيجاد تسوية شاملة للأزمة اليمنية بدلًا من تصعيد العنف.
تداعيات أوسع
الضربات الأمريكية تأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تداعيات الصراع على حركة التجارة العالمية، حيث يعبر نحو 12% من الشحن البحري العالمي عبر البحر الأحمر، وهو الممر الذي بات مهددًا بشكل غير مسبوق منذ بدء الهجمات الحوثية.
وكانت الولايات المتحدة قد شكّلت تحالفًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة، إلا أن الهجمات استمرت، ما دفع واشنطن إلى تصعيد الرد العسكري.
وبينما تستعد القوات الأمريكية لأي ردّ محتمل من الحوثيين، تبدو المنطقة على شفا مواجهة وأوضاع مفتوحة على جميع الاحتمالات.
aXA6IDE4LjIyNC4xMzYuMTYwIA== جزيرة ام اند امز