صواريخ «أتاكمز» الأمريكية تهدد العمق الروسي.. كيف سترد موسكو؟
شنت أوكرانيا هجوما طويل المدى على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها في عام 2014 باستخدام صواريخ "أتاكمز" التي زودتها بها الولايات المتحدة ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال.
وقد توعدت موسكو بالرد على هذا الهجوم ضد كل من أوكرانيا والولايات المتحدة، وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن صاروخا أوكرانيا من طراز "أتاكمز" انفجر فوق شاطئ أحد المنتجعات في مدينة سيفاستوبول، مما تسبب في مقتل خمسة مدنيين وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وتعد مدينة سيفاستوبول، عاصمة شبه جزيرة القرم، مركزا عسكريا مهما للجيش الروسي وتعرضت للاستهداف بشكل متكرر من القوات الأوكرانية بهجمات جوية وبحرية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف للصحفيين "يجب أن تسألوا زملائي في أوروبا، وفي مقدمتهم، في واشنطن، المتحدثين الإعلاميين، لماذا تقتل حكوماتهم الأطفال الروس".
ونقلت مجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية، عن المحلل السياسي والعسكري ستافروس أتلامازوغلو، أحد المحاربين القدامى في الجيش اليوناني، قوله إنه بعد شهور من الضربات طويلة المدى بالصواريخ والمسيرات ضد البنية التحتية الحيوية والمراكز الحضرية الأوكرانية، ومقتل وإصابة آلاف المدنيين، أصبحت أوكرانيا في حالة هجوم مضاد، باستخدام أنظمة الأسلحة والذخائر المقدمة من الغرب لضرب أهداف عسكرية روسية مهمة خلف خطوط المواجهة.
واعتبر أتلامازوغلو أن الهجوم الذي شنته أوكرانيا يوم الأحد الماضي كان واحدا من هذه الهجمات حتى حدث خطأ ما.
وأشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن كييف مسؤولة عن عمليات الاستهداف الخاصة بالضربات بعيدة المدى، وأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقدم مساعدات عسكرية للدولة المحاصرة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان الروسي غير المبرر.
وأوضح أتلامازوغلو أن نظام "إم جي إم-140 أتاكمز" (نظام الصواريخ التكتيكية للجيش) هو عبارة عن ذخيرة باليستية تكتيكية يتم إطلاقه من راجمة الصواريخ "ام 142 هيمارس" (نظام صاروخي مدفعي عالي الحركة) أو من راجمة الصواريخ "أم 270" (نظام الصواريخ متعدد الانطلاق ام ال ار اس).
ويبلغ مدى هذا النظام 200 ميل ويستخدم نظام تحديد المواقع العالمي للتحليق صوب الهدف بدقة. ويمتلك الجيش الأوكراني عددا غير معروف من ذخائر "أتاكمز" كان يستخدمها ضد أهداف عسكرية عالية القيمة في أوكرانيا وخلف خطوط المواجهة.
ووفق الكاتب أتلامازوغلو فإن ما حدث في القرم كان دائما في ذهن المسؤولين الأمريكيين، حيث إن "الكرملين مستعد للتعلق بأي شيء لتشويه سمعة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وجاءت حقيقة أن الضربة الصاروخية أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين كدعاية سهلة للكرملين".
واعتبر أتلامازوغلو أن "هذا الموقف كان أحد الأسباب الرئيسية التي كانت تجعل البيت الأبيض مترددا في إطلاق المساعدات العسكرية لكييف، إلا أن هذه هي الحقائق المؤسفة للحرب، الشيء المهم هو أن تكون لديك عملية استهداف مناسبة تأخذ في الاعتبار تجنب الخسائر بين المدنيين، وحتى الآن كانت عملية الاستهداف الأوكرانية جيدة حيث لم يتم تسجيل سوى الحد الأدني من الإصابات غير المقصودة".
واختتم تحليله بالقول إنه "في نهاية المطاف، من المرجح ألا يسعى الكرملين إلى مزيد من التصعيد، مثل شن ضربة نووية تكتيكية في أوكرانيا بسبب الهجوم الذي شنته بصواريخ "أتاكمز"، ومن المرجح أن يكون المسؤولون الأمريكيون قد أبلغوا نظراءهم الأوكرانيين بالفعل بأنه يجب أن تكون هناك معلومات استخباراتية أفضل قبل شن ضربة طويل المدى باستخدام أنظمة أسلحة وذخائر مقدمة من البنتاغون. ولكن بخلاف ذلك ستستمر الحياة كالمعتاد، ومع ذلك ربما يدرج المسؤولون الروس هذه الضربة في "قائمة المظالم" لدعم مزيد من التصعيد في الوقت الذي يختارونه".