برقية أمريكية تفضح أجندة تطرف إخوان الأردن ومصادر تمويلهم
"العين الإخبارية" تستعرض برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أمريكيون بالأردن حول جماعة الإخوان بالمملكة.
تسللوا إلى الأردن تحت غطاء العمل الخيري، ثم بثوا فيه سمومهم تحت جناحهم السياسي، ليتغلغلوا بمفاصل البلاد ويسكنوا قبة برلمانها، ثم عزفوا على وتر عاطفة الشعب تجاه قضاياه المركزية، لتحقيق مآربهم الخبيثة.
هم إخوان الأردن، الجماعة التي باتت منحلة بقرار قضائي من أعلى سلطة بالمملكة، تتصدر الواجهة من جديد بإدخالها قائمة الحظر بالمملكة، وبمسارها المشحون بانتهاكات تحولت بمرور الأيام إلى مشنقة وضعت الحد لوجودها.
أجندة تطرف اجتث القرار جزءا منها، فيما لا يزال الجزء الثاني ممثلا في "جبهة العمل الإسلامي" الذراع السياسية للجماعة، موجودا بالمشهد السياسي، ما يثير ذات المخاوف والمخاطر، وهو ما استعرضته برقية أمريكية اطلعت عليها "العين الإخبارية".
ولطالما راقبت الولايات المتحدة الأمريكية عن كثب إخوان الأردن وتوجهاتهم السياسية، تجاه مختلف القضايا الداخلية والإقليمية أيضا.
استغلال قضايا الشعوب
وفي برقية سرية صدرت عن السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية عمان، قال القائم بأعمال السفير الأمريكي السابق دانيال روبنستين: "بشكل عام، يشار إلى الحركة الإسلامية في الأردن على أنها جماعة الإخوان بالمملكة وحزبها السياسي جبهة العمل الإسلامي، ولكل طرف هيكلة قيادية منفصلة ولكن كلاهما يخضعان لمجلس الشورى".
وأضاف: "يتألف مجلس الشورى من 50 عضواً، 33-35 منهم يتم انتخابهم من قبل الفروع المحلية للإخوان، و12 يتم انتخابهم من إخوان الأردن خارج المملكة، و5 آخرين يتم تعيينهم كمراقبين من قبل الأعضاء الـ45، ويصوت جميع الأعضاء لتحديد قيادة الإخوان".
وتلفت البرقية التي اطلعت عليها "العين الإخبارية" إلى أن العلاقة بين الجماعة والحكومة الأردنية "ازدادت توترا في السنوات الماضية، وبلغت ذروتها بعد استيلاء حركة حماس على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007".
وأشارت البرقية إلى استغلال جماعة الإخوان القضايا الحساسة بالنسبة للأردنيين، مثل الهجمات الإسرائيلية في غزة، من أجل اكتساب تأييد الأردنيين.
وقالت إن "الحركة الإسلامية استخدمت الوضع في غزة ذريعة لتكرار دعواتها التقليدية لإلغاء معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل الموقعة عام 1994"، لافتة إلى أن "التصعيد الخطابي يتردد صداه لدى الجمهور الأردني وهو بشكل عام غاضب من العنف في القطاع".
شبكة تمويل وإرهاب
عندما وجهت الحكومة الأردنية لجماعة الإخوان بالقيام بمخالفات مالية واسعة في شبكة مؤسساتها في يوليو/تموز 2006، كشفت برقية سرية أمريكية النقاب عن شبكة بمئات ملايين الدولارات.
وكتب السفير الأمريكي حينها في العاصمة الأردنية عمان، ديفيد هيل، يقول في برقية سرية، إن " أموال مؤسسات جمعية الإخوان تقدر بنحو 700 مليون دولار أمريكي" مشيرا إلى أنها "توفر للإخوان وجبهة العمل الإسلامي مصدر رعاية وعمقا مؤسسيا".
وفي إشارة إلى احتفاء الجماعة بفوز حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية العام 2006، كتب هيل: "يشعر عاهل الأردن وكبار مساعديه بالقلق من جماعة تستمد النشاط من فوز حماس بالجوار، وهم غاضبون من التعازي التي قدمها إخوان الأردن في مقتل أبو مصعب الزرقاوي، القيادي بتنظيم القاعدة والذي سحب الأردن منه الجنسية.
وفي تلك الفترة، أشار القائم بأعمال السفير الأمريكي في الأردن دانيال روبنستين، إلى أن 4 نواب من جبهة العمل الإسلامي أشادوا بالإرهابي أبو مصعب الزرقاي،رغم أن 59 % من الأردنيين يعتبرونه إرهابيا.
واستنادا لذلك، نقلت برقية عن العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، قوله في لقاء مع دبلوماسيين، إن اعتقال النواب الأربعة "كان محاولة من قبل الحكومة لمواجهة الإسلاميين الذين يروجون للفكر التكفيري أو تبرير الإرهاب".
فيما يشير السفير الأمريكي الأسبق في العاصمة الأردنية، إدوارد غنيم، في برقية كتبها قبل سنوات، إلى أن" جماعة الإخوان الأردنية تأسست عام 1945 كامتداد لتنظيم الإخوان في مصر".
وكتب في برقيته المؤرخة في أغسطس/ آب 2003، واطلعت عليها "العين الإخبارية"، يقول إن " عاهل الأردن سمح لجماعة الإخوان بتصنيف نفسها مؤسسة إسلامية خلال فترة حظر فيها الأردن الأحزاب السياسية".
وتابع: "وعلى هذا النحو، تمكنت جماعة الإخوان من تطوير هيكلها التنظيمي والتأثير، بينما اضطرت الحركات السياسية الأخرى للعمل تحت الأرض، وأثناء السنوات الـ 40 الماضية، روجت الجماعة لمعتقداتها السياسية من خلال سيطرتها على الجمعيات المهنية وعبر أنشطتها الاجتماعية وبرامج رعاية متواضعة نسبيا وجهود إعلامية".
وأضاف أن "عناصر الحكومة الأردنية المسؤولة عن المراقبة تشعر بالقلق من الأهداف النهائية للمتطرفين الدينيين، وهي أكثر راديكالية من السياسة المعلنة للمنظمة، وأنه قد تكون هناك روابط بين أعضاء الإخوان المسلمين ومنظمات أكثر تطرفًا".
ونصح السفير الأمريكي بـ"عدم تقديم المساعدة لبرامج الإخوان وجبهة العمل الإسلامي"، مشيرا إلى أنه "غالبًا ما تتم دعوة أعضاء الإخوان الذين شاركوا في لقاءات إسلامية على المستوى الإقليمي، ضم بعضها المزيد من المتطرفين، ولا يعرف السفير مدى مشاركة الأعضاء في الحوارات بهذه الاجتماعات".