حل إخوان الأردن ضربة لأوهام أردوغان وأجندات قطر
القرار أجمع كثير من الخبراء والمتابعين العرب على أنه زلزال سياسي قطع الطريق أمام الأجندات والمخططات التي تحيكها تركيا وقطر.
تلقى التنظيم العالمي للإخوان والدول الداعمة له، ضربة قاصمة بعد قرار القضاء الأردني حل تنظيم الإخوان واعتبارها فاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية.
واليوم السبت، قرر النائب العام الأردني، وقف مجلس نقابة المعلمين الإخواني، وإغلاق مقراتها لمدة سنتين، وذلك ضمن تحقيقات متعلقة بالفساد واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض.
وقرار حل "إخوان الأردن" أجمع كثير من الخبراء والمتابعين العرب على أنه زلزال سياسي زاد من عزل وكبح أطماع جماعة الإخوان في الاستيلاء على الحكم في عدد من الدول العربية بما فيها الأردن، وقطع الطريق أمام الأجندات والمخططات التي يحيكها النظامان التركي والقطري.
كما يأتي القرار بالتوازي مع بداية سقوط أقنعة الأجندة والمخططات التركية في المنطقة العربية خصوصاً في سوريا وليبيا لإقامة ما يسمونها بـ"الولايات المتحدة التركية" كـ"نسخة جديدة من الدولة العثمانية" "تلتهم الأوطان ولا تعترف بحدودها وسيادتها".
نسخة يقول المراقبون إن "جماعة الإخوان هيأت لها من خلال الاستقواء بنظامي أنقرة والدوحة مستفيدة من دعم الدوحة المالي السخي لها، وانتهاك أنقرة سيادة دول عربية بعد احتلال أجزاء من أراضي 3 دول عربية وهي سوريا والعراق وليبيا وتطمح في المزيد".
- حل إخوان الأردن وطرد وزراء النهضة بتونس.. سقوط الأقنعة
- أين تذهب أموال وممتلكات إخوان الأردن بعد حلها؟
تمادٍ في الخيانة
واعتبر الكاتب والباحث الجزائري محمد جربوعة، في أحد منشوراته عبر موقع "فيسبوك"، أن "قرار السلطات القضائية الأردنية بحل جماعة الإخوان يعود إلى ارتباط التنظيم العالمي للإخوان بمشروع أردوغان".
أما الخبير الجزائري المختص في الشؤون الأمنية أحمد كروش فأكد أن "القرار الأردني بحل جماعة الإخوان وقبله قرار دول عربية تصنيف الإخوان تنظيماً إرهابياً جاء بعد أن تمادت في ولائها لقطر وتركيا والتنظيم العالمي، بشكل باتت تهدد معه سيادة الدول العربية".
ويرى الخبير الأمني في حديث لـ"العين الإخبارية" أنه لفهم قرار السلطات الأردنية "لا بد من العودة إلى تاريخ تأسيس هذا التنظيم حتى التطورات الإقليمية الأخيرة"، موضحا أن "هدف الإخوان الرئيسي منذ تأسيسها هو إعادة الخلافة العثمانية".
وقارن بين محاولات التيارات الإخوانية في الفترة الأخيرة البروز وتغولها في أكثر من بلد عربي بـ"الفترة التي تلت قيام ثورة الخميني في إيران وظهور بوادر ما كان يعرف بالإسلام السياسي".
وأشار إلى أن "هدف إسقاط الدولة برز بشكل أكبر عند الإخوان في التسعينيات، وقد عانت منه كثير من الدول العربية، وعندما فشلوا عادوا للعمل السري أو الجمعوي أكثر منه سياسياً حتى يتمكنوا من تثبيت أنفسهم في المجتمعات كما هو الشأن في الأردن".
وأضاف أن "فكرة إسقاط الدول عادت مع صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا وبرزت أكثر في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وخلال تلك الفترة بدأ ينتعش سوق الإخوان، وانتهزوا فرصة ما يعرف بالربيع العربي وما تمخض عنه من حالة عدم الاستقرار للاستقواء بحزب أردوغان للعودة إلى المشهد السياسي".
قطر وتركيا.. الوجه الآخر لإخوان الأردن
كما تحدث الخبير الأمني عن الوجه الآخر لتنظيم الإخوان والذي لا يقل خطورة عن ولائها لتركيا، والمتمثل في "الدعم القطري لها" والذي يراه "سبباً موضوعياً آخر دفع بالأردن لوضع حد لذلك الجسم الخبيث في جسد المملكة".
وقال إن "النظام القطري يتبنى التنظيمات الإخوانية في كل الدول العربية، خصوصاً وتعتبر قطر بالنسبة لهم عاصمتهم ونظامها جزء من التنظيم العالمي للإخوان".
وأشار إلى أن "كل المعطيات والأدلة تؤكد بأن هناك دولتين تدعمان التنظيمات الإخوانية في المنطقة العربية بما فيها الأردن وهي دولة غنية تدعمهم مالياً إلى أقصى الحدود وهي قطر، وتركيا التي تملك جيشاً ونظاما يعتبر عراباً للإخوان، بالإضافة إلى التنظيم العالمي للإخوان الذي يعد تنظيماً عنقودياً تراسبياً في هيكليته يمكنه اختراق المجتمعات وهنا يكمن خطرهم، كما أنه يعد أخطر تنظيم عالمي".
فيما قال الباحث محمد جربوعة إن "قطر ارتبطت بتركيا فتحولت إلى دولة محاصرة في الخليج والمنطقة العربية، ولا يمكن لجماعة ذكية أن ترتبط بمشروع لم يحقق غير الفشل، لذلك ستحترق أي جماعة وطنية تقترب من المشروع التركي وستجد نفسها في صراع مع ما حولها شعبياً ورسمياً" وهو ما حدث بالضبط لجماعة الإخوان الأردنية.
الوهم العثماني
ونوه إلى أن أبرز أدبيات الإخوان التي تزعم "بأن سبب ظهور التنظيم العالمي للإخوان هو إحياء الدولة العثمانية، وقد اعترف بها القرضاوي عندما بايع أردوغان خليفة للمسلمين وأبلغه بأن الملائكة معك".
ومن هنا يرى الخبير الأمني أن "قرار السلطات الأردنية بحل جماعة الإخوان لا يرتكز فقط على حقائق أمنية، بل على حقائق تاريخية خطرة تتمثل في أهداف تبلورت لهم مؤخراً من خلال التطورات المتسارعة في المنطقة العربية خصوصاً في ليبيا وسوريا".
وأشار إلى أن "التنظيم العالمي للإخوان بمبايعته أردوغان خليفة يكون قد "كشف عن خطر جماعة الإخوان ومخططات أردوغان بأن يكون له حكام إخوان في الدول العربية، بعد أن سعوا للتمهيد لمخططاتهم من خلال الترويج لأن يكون أردوغان المنقذ للأمة".
وأضاف أن "جماعة الإخوان استقوت بالدعم القطري والتركي لها وأصبح لها نفوذ داخل أوروبا واخترقت المجتمعات العربية، وكل المشاكل التي تحدث مؤخراً في دول عربية هي نتيجة للتواجد التركي في ليبيا كما يحدث في تونس، وما أنجر عنه من عواقب وخيمة عقب تحيز النهضة لتركيا بشكل يتعارض مع موقف الدولة التونسية".
واعتبر أن عودة التنظيمات الإخوانية "أمر محسوب من قبل تنظيم عالمي، مسنود إعلاميا بشكل كبير جداً سواء في تركيا أو قطر أو في بعض الدول الأوروبية وكلها تخدم تلك الأجندة المشبوهة".
وأضاف أن "تصريحات الرئيس التركي ووزيري خارجيته ودفاعه عن ليبيا كلها تتحدث عن تاريخ العثمانيين واعترفوا بأن تواجدهم دائم ما يؤكد أن هدفهم إعادة بعث الدولة العثمانية التي لا تعترف بالحدود والدول وهو النهج والفكر ذاته الموجود عند الإخوان".
بأن قرار السلطات الأردنية حل جماعة الإخوان يمثل "اعترافاً وإعلاناً بخطورة الوضع، وهي الخطوة التي استبقتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين عندما صنفت هذه الجماعة تنظيماً إرهابياً".
وتوقع في المقابل أن تلجأ دول عربية أخرى إلى اتخاذ القرار ذاته بعد أن تأكدت صلات جماعة الإخوان بالنظامين القطري والتركي وخضوعهم لأجنداتهم على حساب أوطانهم".
وشدد في ختام كلامه على أن "جماعة الإخوان هي جماعة عنصرية وولائها للمرشد وقطر وتركيا ولا تؤمن بالحدود ولا بالوطنية".
سيناريوهان
ويرى الباحث والكاتب الجزائري محمد جربوعة في إحدى منشوراته عبر موقع "فايسبوك" أن التيارات الإخوانية انكشف ولاؤها لتركيا بسبب ما يحدث في ليبيا، وأعطى سيناريوهين لمصير الإخوان مرتبط بمستقبل الأجندات والأطماع التركية في ليبيا.
وأشار جربوعة في منشوره إلى أن "جماعة الإخوان لم يعد لها رهان آخر إلا نجاح أردوغان في ليبيا ليفرض قواعد لعبة جديدة في المنطقة كلها".
أما السيناريو الثاني، ويتمثل في خسارة الرئيس التركي معركته بليبيا، حيث أشار إلى أن "هذا التيار الإسلامي (الإخواني) سيكون له نصيب كبير من الخسارة، وسيفقد الحلم الكبير الذي يبدو أن يتلاشى في ليبيا، وهو إقامة إمارة تكون سيدة اللعبة في المغرب العربي وفي مصر".
aXA6IDE4LjIxNy4xNjEuMjcg جزيرة ام اند امز