حل إخوان الأردن وطرد وزراء النهضة بتونس.. سقوط الأقنعة
بعد حل جماعة الإخوان في الأردن، وطرد وزراء النهضة الإخوانية بتونس، خبراء يصفون الإجراءات الأخيرة بالضربات الموجعة
بات من الصعب معرفة حجم خسائر تنظيم الإخوان الإرهابي لاسيما بعد الصفعات المدوية والضربات الموجعة التي تلقتها الجماعة الإرهابية في عدد من البلدان العربية خلال الساعات الماضية.
مراقبون اعتبروا التحركات الحاسمة ضد التنظيم الإرهابي تشكل "الضربة القاضية" للجماعة، إذ تسقط عنها الأقنعة وتكشف حقيقتها عربيا ودوليا.
البداية كانت مع إعلان النمسا عن خطة لمراقبة وملاحقة الإخوان والتنظيمات التركية الإرهابية، تلاه ضربة أكبر وهي إقالة رئيس الوزراء التونسي إلياس الفخفاخ لجميع وزراء حركة النهضة الإخوانية بتونس، فيما قررت الأردن حل الجماعة بشكل قطعي، وفق حكم قضائي.
ويتوقع مراقبون، أن يواجه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان مزيدا من الضربات خلال الفترة المقبلة، يتصاعد معها تضييف الخناق على تحركاتها في المنطقة، التي تسعى من خلالها لبث الفوضى وزعزعة الامن والاستقرار.
وعقب قرارت، الأردن وتونس، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخبار الإطاحة بوزراء النهضة الإخوانية وحل إخوان الأردن، مبدين تفاؤلهم باقتراب نهاية الجماعة الإرهابية.
وتوقع البعض نهاية مماثلة لجماعة الاخوان في اليمن التي يمثلها حزب الاصلاح، فيما ذهب البعض إلي ما هو أبعد وهو محاصرة جماعات الإسلام السياسي في المنطقة.
حل إخوان الأردن.. الضربة الأشد
طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية يرى أن قرار حل إخوان الأردن يمثل "ضربة سياسية قاضية للجماعة، وسيكون له تبعات لاسيما أنه يأتي قبل موعد إجراء الانتخابات الأردنية".
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، توقع فهمي أن "يكون هناك أحكام جديدة تتعلق بموقف الأردن من الإخوان"، موضحا أن "حكم حل الإخوان في الأردن ينهي تدريجيا ما قاله العاهل الأردني في 2003 أثناء الانتخابات حول أن الإخوان جزء من النسيج الاجتماعي والسياسي في الاردن".
ولطالما سعى إخوان الأردن لتصدر المشهد خاصة بعد أن شاهدوا كيف لفظهم الشعب المصري بسبب جرائمهم في الجارة الأقرب، لكن الانشقاقات الحادة التي تضرب صفوف الجماعة في الأردن منذ 2008 وبلغت أشدها خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب اكتشاف المجتمعات العربية لزيف الإخوان وخداعهم بعد تجربة حكمهم في مصر، حالت دون تحقيق مطمع إخوان الأردن.
ولفت فهمي في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن الضربة التي وجهت لإخوان الأردن أكبر مما تعرضوا له في تونس، إذ يرى أن قرار الأردن بمثابة لفظ من الدولة ورسالة مباشرة قبيل الانتخابات المنتظرة.
إطاحة وزراء النهضة.. ضربة موجعة
وفيما يتعلق بقرار إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسية، إعفاء وزراء حركة النهضة الإخوانية، وصف طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية القرار بأنه يشكل "ضربة موجعة لرموز النهضة الإخوانية وقيادتها، تؤكد رفض الإدارة السياسية سواء الكومة أو المجلس لممارسات الحركة".
وقال إن "الإطاحة بوزراء النهضة تعكس مسعى القوى المدنية دفع حركة النهضة لحافة الهاوية".
وأضاف "فهمي": لكن يجب الإشارة هنا أن مجموعة الصقور في النهضة لن تُسلم بسهولة، لكن في رأيي أن الحركة ستنحني للعاصفة التي من المؤكد سيكون لها توابعها لاحقا.
وربط المحلل السياسي المخضرم بين ما واجهته الأطراف الوكيلة لتنظيم الإخوان في الأردن وتونس (إخوان الأردن وحركة النهضة)، وما تشهده دول أوروبية من حالة تأهب لمراجعة موقف جماعة الإخوان، مشيرا إلى أنه هذا التزامن في ملاحقة الإخوان هو رسالة واضحة لتركيا وقطر في دعمها للإرهاب.
ويرى "فهمي" أن حالة الإنكسارات التي تشهدها الأطراف الوكيلة أو ما يسمى بالجماعات الفرعية للإخوان في الإقليم مرتبطة بتطورات الأحداث السياسية، حيث هناك رفض لمحاولتهم المغالبة دون المشاركة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن جماعة الإخوان تعاني من سبات عميق ودخلت السرداب الأسود، وما يحدث لا يعدو كونه محاولات بائسة من الأطراف الوكيلة للجماعة بما يؤثر على التنظيم الأم.
وبخلاف النمسا، يطالب نواب بريطانيون برصد وتقديم تقارير حول المخاوف بشأن تصاعد أنشطة تنظيم "الإخوان" الإرهابي، فيما تتزايد المطالب بحظر الجماعة الإرهابية في ألمانيا على غرار ما حدث مع حزب الله.
الإخوان.. سقوط الأقنعة إلى غير رجعة
يقول خالد محمد باطرفي، الكاتب والمحلل السياسي السعودي لـ"العين الإخبارية" إن "الضربات السياسية المتتالية التي تتلقاها جماعة الاخوان في البلدان العربية وأوروبا دليل على سقوط الأقنعة التي كانت تخفي بها سؤ نواياها".
واستدل خالد على حديثه بما واجهته الجماعة الإرهابية خلال الأسبوع الماضي، ففي الكويت كشفت التسجيلات المسربة من خيمة القذافي الوجه القبيح لأعضائها الكويتيين كحاكم المطيري ومبارك الدويلة وتآمرهم حتى على أميرهم وبلادهم، وفي الأردن ثبت للدولة تخطيطهم الخفي للاستيلاء على السلطة من خلال الأدوات الديمقراطية كالبرلمان وبالتعاون مع قوى أجنبية معادية كقطر وتركيا لإضعاف مؤسسات الدولة.
وتابع المحلل السياسي السعودي: "كما سقطت أقنعتهم في السودان التي انقلبوا فيها على الحكومة الديمقراطية وقادوا البلاد إلى نكبات متوالية أسقطتها في الحروب والأزمات الاقتصادية والعزلة السياسية.، وسبق ذلك سقوطهم المريع بثورة شعبية مماثلة في مصر، انتشلتها من مستنقع الفوضى والارهاب والدولة الفاشلة".
وتوقع باطرفي أن تلحق المغرب وغزة بتونس وتلفط الإخوان قريبا، حيث أن الشعوب التي ضللتها الشعارات استيقظت على واقع مرير، لذا لم يعد ممكنا القبول بالجماعة الإرهابية مجتمعيا، بعدما أقدمت على ارتكاب الجرائم بحق الشعوب العربية.
بدوره، ذهب أحمد بان، الخبير في الحركات الإسلامية، إلى أن "كل ما نشهده في تونس والأردن، تجاه جماعة الإخوان الإرهابية، هو تداعيات لما أسماه الزلزال الذي ضرب الإخوان في مصر، عقب 30 يونيو/حزيران 2013.
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف، قال "بان" لـ"العين الإخبارية": نحن أمام حالة تراجع واضحة جدا للإخوان على المستوى التنظيمي والسياسي والمجتمعي، هذه الحالة بدأت ولا أتصور أنها تنتهي في المدى المنظور تحديدا فيما يتعلق بحظر الجماعة وأنشطتها، وهو ما يجعلنا نتوقع أن تعود الجماعة مجددا للتنظيم السري الذي عرفته في ستينيات القرن الماضي.
والأربعاء، أصدرت أعلى محكمة أردنية، قرارا حاسما بحل جماعة الإخوان بشكل نهائي وقطعي، واعتبارها فاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية، في الوقت الذي أعفى إلياس الفخفاخ رئيس الحكومة التونسية، وزراء حركة النهضة الإخوانية وكلف آخرين بحقائبهم.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز