مسؤولة مصرية: شائعات "ذباب" الإخوان تتغذى على كورونا
مقابلة خاصة تجريها "العين الإخبارية" مع مديرة المركز الإعلامي بمجلس الوزراء المصري تكشف فيه عن تفاصيل شائعات كورونا ببلادها
5 أشهر مرت منذ ظهور أول إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مصر، ليبدأ معها مسلسل نشر الأكاذيب وترويج الشائعات التي اعتادت الجماعات الإرهابية.
"الذباب الإلكتروني" المجند من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي يأتي على رأس من ينشرون الأكاذيب بشأن الأوضاع الصحية في مصر، وخاصة ما يتعلق منها بفيروس كورونا لاستخدامها كأداة لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار الداخلي.
وفي مقابلة خاصة، كشفت الدكتورة نعايم سعد زغلول رئيس المركز الإعلامي بمجلس الوزراء المصري لـ"العين الإخبارية" أن "نسبة شائعات كورونا بلغت 75% من إجمالي عدد الشائعات التي تم الرد عليها والمتعلقة بمختلف المجالات والقطاعات الآخرى".
وشددت في الوقت نفسه على أنه "هناك تعامل سريع وفوري من قبل الحكومة المصرية لمواجهة هذا الحجم الهائل من الشائعات الخاصة بفيروس "كورونا" منذ فبراير/شباط 2020 وحتى الآن".
وترى المسؤولة الحكومية أن "ارتفاع نسبة شائعات كورونا تعطي دلالات ومؤشرات قياس واضحة عن كثرة الشائعات التي تم تداولها وحجم انتشارها السريع، واستغلال بعض الجهات لهذه الأزمة"
واعتبرت ذلك: "محاولة لإحداث نوع من البلبلة وزعزعة الثقة بين المواطن والدولة من خلال التشكيك في الجهود الكبيرة المبذولة من جميع المؤسسات المعنية لمواجهتها، واتخاذ كافة الاجراءات الوقائية والاحترازية الكفيلة بالحفاظ على سلامة وصحة المواطنين وتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة للمصابين بهذا الوباء العالمي".
شائعات كورونا.. "الصحة" الأكثر استهدافا
وردا على سؤال حول أكثر القطاعات استهدافا من قبل الجماعات الإرهابية، أوضحت "زغلول" أن "قطاع الصحة جاء في مقدمة القطاعات الأكثر استهدافاً بنسبة تتجاوز 53%"، معتبرة الأمر "كان متوقعاً نظراً للظروف الراهنة وأزمة فيروس كورونا التي يشهدها العالم أجمع.
حاول مروجوا الشائعات، بحسب "زغلول"، إثارة الرأي العام تجاه الدولة وإشاعة الخوف والهلع والقلق في المجتمع المصري من خلال محاولة التشكيك في قدرة الدولة وإمكانياتها الصحية والطبية، وإحداث نوع من الفتنة بين الأطقم الطبية والدولة وصرف الانتباه عن التضحيات الكبيرة التي يقوم بها الجيش الأبيض الذي يظل جنوده في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الوباء".
ومن بين أغرب الشائعات التي روجتها كتائب الإخوان الإرهابية، كان الحديث عن "إنهاء منظمة الصحة العالمية عملها في البلاد، وامتلاء مستشفيات العزل الصحي وعدم قدرتها على استقبال مرضى فيروس كورونا، بالإضافة إلى تغيب الأطقم الطبية بالحجر الصحي بينما تتواجد جميع الفرق الطبية بكامل قوتها بمستشفيات العزل".
ولا تنسى المسؤولة الحكومية الشائعة الأبرز التي رافقت أزمة كورونا منذ بداية الإعلان عن أول إصابة بها وهي "غياب الشفافية والمصارحة خاصة فيما يتعلق بعدد الإصابات والوفيات"، وهو ما يتنافى مع بيانات الصحة الرسمية ومنظمة الصحة العالمية.
ويأتي قطاع الاقتصاد في المرتبة الثانية بعد قطاع الصحة، وتوضح "زغلول" أن " الاقتصاد لم يسلم أيضاً من الشائعات حيث احتل نسبة أكثر من 17% من حجم الشائعات في هذه الفترة، في مسعى متكرر من جانب مروجي الشائعات لضرب الاقتصاد الوطني والترويج لعجزه عن الصمود أمام التداعيات السلبية للأزمة".
وأضافت:" هذه الشائعات تتنافى مع كل المؤشرات والشهادات الدولية تؤكد قدرة الاقتصاد على مواجهة الأزمة وتحقيق معدلات نمو مرتفعة مقارنة بالعديد من الاقتصادات الأخرى".
ومن بين الشائعات حول هذا القطاع كان "وقف حركة الملاحة بقناة السويس تأثراً بالأزمة، وتراجع الصادرات الزراعية المصرية بنسبة 25%، بالإضافة إلى تقليص المخصصات المالية التي وفرتها الدولة لمواجهة أزمة كورونا".
ولفتت المسؤولة الحكومية إلى أن "قطاع التعليم حل في المرتبة الثالثة لشائعات كورونا بنسبة 10.8%، خاصة أنه من القطاعات المهمة والحيوية كونه في دائرة اهتمام كل أسرة مصرية، وبالتالي كانت المحاولات مستمرة للتشكيك في المنظومة التعليمية بكل عناصرها".
ومن نماذج الشائعات كان "إلغاء موعد امتحانات الثانوية العامة، وعدم توافر البنية اللازمة لتطبيق منظومة التعلم عن بعد".
ثم جاء كل من قطاع التموين يليه قطاع الحماية الاجتماعية وأخيرا قطاع الأوقاف، بين القطاعات المستهدف بالشائعات، نظراً لارتباطهم بشكل مباشر بحياة المواطنين ومعيشتهم اليومية.
مواقع التواصل.. بيئة خصبة للإرهاب
وترى المسؤولة الحكومية المصرية أن "وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت للأسف مصدر رئيسي للبعض في الحصول على المعلومات وأرض خصبة لانتشار الشائعات حيث يتم من خلالها نشر الأخبار وتبادل الآراء والأفكار وكذلك الفيديوهات والصور بين المستخدمين وبعضهم بسرعة كبيرة دون التحقّق من مصادرها"
وأشارت إلى أن "الجماعات الإرهابية تستغل هذا المناخ وتتفاعل معه بشكل سلبي ومتعمد من خلال اتباعهم طرق وآليات متعددة ومختلفة للترويج للشائعات وخداع المواطنين" .
وأضافت: "هذا الكم من الشائعات التي يتم تداولها يجعلنا نقوم بمجهودات مضاعفة لسرعة الرد عليها ومواجهة تلك التنظيمات ووسائل الإعلام المعادية للدولة المصرية بالحقائق والمعلومات الدقيقة".
وتابعت: "هدفنا الرئيسي خلق حالة من الوعي داخل المجتمع بعدم الانسياق وراء الشائعات الهدامة والمخططات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار الوطن".
خلية نحل في مواجهة كتائب الإخوان
وحول جهود الدولة المصرية لمواجهة كتائب الإخوان الذين يعملون على نشر الشائعات ليل نهار، مقابل مبالغ مالية ضخمة، بهدف التحريض ضد البلاد وضرب استقرارها، أوضحت "زغلول" أن "المركز لإعلامي لمجلس الوزراء حرص منذ بداية أزمة كورونا على الرد الفوري والسريع على الشائعات التي تم رصدها وانتشرت بشكل سريع بين قطاعات مختلفة من المواطنين حول فيروس كورونا وتوضيح حقيقتها.
بالإضافة إلى ما يتم الرد عليه من شائعات يتم إدراجها وتضمينها في التقرير الدوري الذي يصدر أسبوعياً تحت مسمى تقرير (توضيح الحقائق حول ما يثار في وسائل الإعلام)".
وأضافت المسؤولة: "ننوع الأساليب والآليات لمواجهة تلك الكتائب، ولدينا حرص شديد على ضمان الوصول لكافة شرائح وفئات المجتمع المصري بكل سهولة وبساطة، لذا مع كل تقرير ننشر إنفوجراف خاص بكل شائعة وفيديو مدعم بتعليق صوتي لكافة الشائعات والرد عليها، كل ذلك ينشر على مستوى كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية".
ويولى المركز الإعلامي للمجلس الوزراء، وفق "زغلول"، أهمية قصوى لعملية التفاعل مع المواطنين وتعزيز آليات التواصل المباشر معهم، سواء من خلال تخصيص رقم هاتفي للرد على أي شائعة وتوضيح حقيقتها، على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، وكذلك البريد الإلكتروني بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء على موقع "فيسبوك" والموقع الإلكتروني لرئاسة مجلس الوزراء.
وأرجعت المسؤولة الحكومية نفي المركز الإعلامي للشائعة أكثر من مرة، إلى أنه "هناك شائعات بعد نفيها وتوضيح حقيقتها للرأي العام نجد أنها سرعان من تعود للتداول والانتشار مرة أخرى بعد أيام من نفيها وغالباً ما ترتبط تلك الشائعات ارتباطاً مباشراً بحياة المواطنين وتؤثر فيهم، بسبب رغبة الكتائب الإرهابية في إحداث نوع من عدم الاستقرار الداخلي وتفكيك وحدة المجتمع وتماسكه وإثارة بلبلة الرأي العام".
وشددت على أن "طبيعة المرحلة التي نعيشها وحجم الأحداث المتسارعة التي نشهدها تتطلب من الجميع أن يكون على درجة عالية من اليقظة والحيطة حتى لا نقع في فخ الشائعات".
وربطت "زغلول" بين ما أسمته "وعي المواطن المصري خصوصاً مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي وقدرتهم على إحباط المخططات الخبيثة التي تحاك بالدولة وبين نجاح الدولة في مواجهة الشائعات والتصدي لها"، فهي كما وصفتها "مسئولية مجتمعية لابد أن نتشارك فيها جميعنا".