بعد مؤشرات "مرعبة".. الاقتصاد الأمريكي يتمنى "هبوطا ناعما"
"انكماش وتضخم يصل لحد الركود التضخمي" إنه لسان حال أكبر اقتصاد في العالم، وهو يئن بعدما عمقت الحرب الأوكرانية جراحه وعرقلت إنتاجه.
وأظهرت مؤشرات رسمية اليوم الأربعاء، أن أكبر اقتصاد في العالم انكمش بما يفوق التوقعات ليسجل تراجعا بنحو 1.6% خلال الربع الأول من العام الجاري، يأتي ذلك بعد أن شهدت أمريكا خلال مايو/أيار الماضي أعلى مستويات التضخم في نحو 4 عقود.
وهو ما دفع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للإفصاح عن مخاوفه اليوم بالقول: إن الطريق إلى ما يطلق عليه "هبوط ناعم" يصبح "أكثر صعوبة بشكل كبير" كلما استمر التضخم لفترة أطول وزادت فرصة أن تصبح توقعات الناس للتضخم غير مؤكدة.
نار الركود وخطر التضخم.. تحذير "باول"
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول اليوم الأربعاء إن هناك خطرا محتملا بأن زيادات أسعار الفائدة الأمريكية ستبطئ الاقتصاد كثيرا، لكن الخطر الأكبر هو تضخم متواصل يرفع توقعات الناس بشأن الأسعار.
ومتحدثا في المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي، قال باول إنه في حين "يوجد خطر محتمل" لأن يبطئ البنك المركزي الأمريكي الاقتصاد بأكثر مما هو ضروري للسيطرة على التضخم "فإنني لا أوافق على أن ذلك هو الخطر الأكبر. الخطأ الأكبر سيكون الفشل في استعادة استقرار الأسعار."
وقال باول إن الاقتصاد الأمريكي ما زال "في حالة قوية" وقادر على تجاوز أوضاع الائتمان المشددة مع تفادي الركود أو حتى زيادة كبيرة في معدل البطالة.
لكنه أضاف أن الطريق إلى ما يطلق عليه "هبوط ناعم" يصبح "أكثر صعوبة بشكل كبير" كلما استمر التضخم لفترة أطول وزادت فرصة أن تصبح توقعات الناس للتضخم غير مؤكدة.
الاقتصاد الأمريكي ينكمش
أظهرت بيانات حكومية اليوم الأربعاء، أن الاقتصاد الأمريكي انكمش بأكثر قليلا من المتوقع في الربع الأول من هذا العام وسط عجز تجاري قياسي واختناقات في سلاسل التوريد.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية إن الناتج المحلي الإجمالي انخفض 1.6% على أساس سنوي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، معدًلة بالخفض وتيرة التراجع البالغة 1.5% التي أوردتها الشهر الماضي. وكان خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أن تبقى وتيرة الانكماش بدون تغيير عند 1.5%.
وسجل أكبر اقتصاد في العالم نموا قويا بلغ 6.9% في الربع الرابع من 2021.
ونما إنفاق المستهلكين، الذي يشكل أكثر من ثلثي الاقتصاد، بمعدل بلغ 1.8% خلال الربع الأول بدلا من الوتيرة البالغة 3.1% المعلنة الشهر الماضي. ويعكس هذا الخفض تعديلات نزولية للخدمات المالية والتأمين وأيضا الرعاية الصحية.
خطر الركود التضخمي يهدد "النسر الأمريكي"
ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى مستوى 8.6% خلال مايو/أيار الماضي، وهو أعلى مستوى شهدته أمريكا منذ 41 عامًا، ويحاول مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة من أجل محاولة السيطرة على التضخم، والوصول إلى المعدل المستهدف وهو 2%.
وتوقع البيت الأبيض في تصريحات صحفية يوم 8 يونيو/حزيران الماضي، أن "يكون رقم المؤشر العام للتضخم مرتفعا. ونتوقع أن الحرب في أوكرانيا سيكون لها بعض التأثير على التضخم الأساسي، خصوصا عندما تنظرون إلى أشياء مثل أسعار تذاكر الطيران وتأثير ارتفاع تكاليف وقود الطائرات".
وعلقت الولايات المتحدة خلال الفترة الحالية وربما العام المقبل في دوامة التحول من الركود الناتج عن التضخم إلى الركود التضخمي.
ويعرف الركود التضخمي بأنه تباطؤ في معدلات النمو مصحوبًا بارتفاع التضخم، بينما الركود الاقتصادي، هو نمو سلبي في الناتج المحلي الإجمالي لأي بلد خلال ربعين متتاليين أي مدة 6 شهور.
مخزونات النفط الأمريكي تتراجع
قالت الحكومة الأمريكية اليوم الأربعاء، إن مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي بينما زادت شركات التكرير النشاط، في حين سجل إنتاج الخام أعلى مستوى في أكثر من عامين في استجابة لشح في الإمدادات العالمية وارتفاع الأسعار.
وتحاول صناعة النفط الأمريكية تعزيز الإنتاج، لكن المخزونات تواصل التراجع وهبطت الإمدادات في مركز التسليم في كاشينج إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، بحسب بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وقالت الوكالة الحكومية إن مخزونات الخام تراجعت 2.8 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 24 يونيو/حزيران إلى 415.6 مليون برميل، بينما كان محللون شملهم استطلاع أجرته رويترز قد توقعوا انخفاضا قدره 569 ألف برميل.
وارتفع إنتاج النفط الأمريكي إلى 12.1 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ أبريل/نيسان 2020.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفضت 782 ألف برميل الأسبوع الماضي. ودفع ذلك المخزونات في كاشينج إلى 21.3 مليون برميل، وهو أقل مستوى في ثمانية أعوام.
وأشارت البيانات إلى أن مخزون البنزين زاد بمقدار 2.7 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 221.6 مليون برميل بينما كانت توقعات المحللين في استطلاع رويترز تشير إلى انخفاض قدره 452 ألف برميل.
وأظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، ارتفعت 2.6 مليون برميل إلى 112.4 مليون برميل، مقابل توقعات بزيادة قدرها 328 ألف برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفض الأسبوع الماضي 36 ألف برميل يوميا إلى 2.62 مليون برميل يوميا.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز