خلاف إسرائيلي أمريكي حول تفسير "خطة ترامب"
ترامب أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط.
لم تكد تمضي ساعات على إعلان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، حتى برز خلاف بين الطرفين إسرائيل وأمريكا حول تفسير بند رئيسي في الخطة.
ويعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الخطة تتيح له الإعلان الفوري عن ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية، وهو ما رفضته الإدارة الأمريكية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، رافق رئيس نتنياهو في رحلته من موسكو إلى تل أبيب، إن حكومة بلاده تستفسر من الإدارة الأمريكية حول تصريحات لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر حول الضم.
وكان نتنياهو قال للصحفيين في واشنطن إنه سيشرع في عملية الضم فور عودته إلى إسرائيل.
وعلى إثر ذلك تم الإعلان عن جلسة للحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، من أجل إقرار عملية الضم، ثم جرى تأجيل هذه الخطوة إلى أجل غير مسمى.
تأجيل قرار ضم الأراضي الفلسطينية، جاء بعد أن قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير لموقع إعلامي أمريكي إنه يأمل أن تنتظر إسرائيل إلى بعد الانتخابات التي ستجرى فيها في 2 مارس/آذار.
وأكد أن الإدارة الأمريكية لن تؤيد ضما إسرائيليا فوريا لأراض في الضفة الغربية، وقال: "لا، إن ما تقوم به الإدارة هو أننا اتفقنا معهم (الإسرائيليين) على تشكيل فريق فني لبدء الدراسة".
وأضاف كوشنر: "إن غور الأردن قد يعني الكثير من الأمور المختلفة، وأريد التأكد من أن جميع المعلمات قد تم تحديدها ولدينا أيضا موقف بشأن المواقع التي يجب أن يجري فيها التجميد".
وربط البدء بضم الأراضي الفلسطينية وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، قائلا: "سنبدأ العمل على الأمور التقنية الآن، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى حكومة إسرائيلية من أجل المضي قدمًا".
من ناحية أخرى، تراجع أيضا السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان عن تصريحاته التي زعم فيها إمكانية ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية فورا.
وأبلغ فريدمان صحفيين إسرائيليين مرافقين لرئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن، أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن تتمكن تل أبيب من المضي قدما في ضم غور الأردن وأي مستوطنات في الضفة الغربية بالفعل.
ولفت فريدمان إلى وجوب تشكيل لجنة إسرائيلية-أمريكية لمناقشة المعايير الدقيقة للضم الإسرائيلي لغور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال فريدمان: "اللجنة ستجري كل المداولات المطلوبة للوصول إلى المكان الصحيح، ولكن هذه عملية تتطلب بعض الجهد وبعض الفهم، يتعين علينا رؤية الأبعاد ومعرفة ما إذا كانت لا تتعارض مع الخرائط" في إشارة إلى الخريطة التي عرضتها الإدارة الأمريكية في خطتها".
وأضاف: "سنقوم قريبا بتعيين أعضاء اللجنة من جانبنا. نأمل أن تفعل الحكومة الإسرائيلية الشيء نفسه. سيتم طرح الخطة والاقتراح علينا وسننظر فيه كجزء من الاتفاقية، وسوف يتخذون قرارا".
وتابع فريدمان: "ستقوم الحكومة الإسرائيلية بما يتعين عليها أن تقوم به ومن ثم ستتشكل اللجنة، وسيتم تقديم الأمر كاقتراح وسننظر فيه ونتخذ القرار، ولن أتكهن حول الوقت الذي ستستغرقه هذه العملية".
وتفاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي من هذه المواقف بعد أن وعد بالشروع بالضم فور عودته إلى إسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحفيين المرافقين لنتنياهو: "آمل ألا يتغير شيء، لم يتم ذلك بسوء نية ونحن نستفسر عن الأمر".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط.
وأكد أن رؤيته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، على أن تكون مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل، مضيفا أن "الولايات المتحدة ستعترف بالمستوطنات كجزء من إسرائيل".