حسناء أمريكية تروي كيف تحول طفلها لـ"جامع قنابل" داعش

من حياة يسيطر عليها الترف في ولاية إنديانا الأمريكية إلى مناطق داعش بسوريا والعراق، تحولت قصة سام سالي إلى مادة خصبة لوسائل الإعلام.

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عاقبت محكمة أمريكية سام سالي، الشهيرة بـ(الحسناء الداعشية)، بالسجن 6 سنوات ونصف بتهمة تمويل الإرهاب. 

• سجن داعشية في بريطانيا خططت لهجوم إرهابي بكاتدرائية

وبهذا الحكم، باتت سام أول امرأة أمريكية تُعاد من سوريا أو العراق وتدان بتهم تتعلق بالإرهاب لصلتها بتنظيم داعش الإرهابي.. فما قصتها؟

قبل سنوات، انتقلت الأم الأمريكية برفقة زوجها الذي كان قناصًا للتنظيم الإرهابي إلى إحدى المناطق السورية التي يفرض داعش سيطرته عليها، ليصبح ابنها البالغ من العمر 10 سنوات مجبرًا على تهديد الرئيس دونالد ترامب في فيديو دعائي للتنظيم يظهر في جميع أنحاء العالم؟

"عودة من داعش".. فيلم وثائقي روى القصة الكاملة للأمريكية "سام" في تعاون بين بي بي سي وفرونت لاين؛ حيث استغرق إعداده ما يقرب من 4 سنوات. 

مخرج الفيلم الوثائقي جوش بيكر، تحدث عن الداعشية الحسناء بقوله: "قصة حقيقية تكاد تكون خيالية.. لقد غطيت عدة قصص عن داعش والأجانب الذين انضموا له، لكنني لم أواجه مثل رواية سام". 

ففي أوائل 2017، تلقى مخرج الفيلم معلومات عن أمريكية عالقة في أراض يسيطر عليها داعش مع أطفالها؛ حيث كان بيكر يتعافى حينها من إصابات ألمت به في تفجير انتحاري لداعش بالعراق، إذ كان يصور فيلمًا وثائقيًا عن القتال ضد التنظيم الإرهابي.

بدأ بيكر مشواره من داخل منزل سام سالي في ساوث بيند بولاية إنديانا؛ إذ استمع إلى شقيقتها لوري التي أزاحت الستار عن رسالة بريد إلكتروني يائسة تلقتها منها بعد فقدان الاتصال بها لعدة سنوات.

في رسالتها التي بعثت بها من الرقة السورية، قالت سام: "لقد أحضرني موسى (زوجها) أنا والأطفال بشكل غير قانوني إلى سوريا.. لم يعد لدينا وقت.. كل يوم تقريبا تلقى علينا من 5 إلى 10 قنابل يومية.. نتعرض لموجات صادمة وجنونية تمطر شظايا في كل اتجاه بين قطع صخرية وزجاجية وصفائح معدنية.. قد تكون المرة الأخيرة لحديثي معك".

لكن برفقة الرسالة، بعثت سام مقطع فيديو منزلي لابنها (ماثيو)؛ حيث يظهر فيها مجبرا على تجميع قنبلة انتحارية بينما كان زوج والدته (موسى) يوجهه على كيفية تنفيذ هجوم به، قبل أن تتساءل الأم: "كيف يمكن أن يفعلوا هذا لطفل؟"

وما بين هذا وذاك يظل الأصعب هو كيفية إعادة سام وأطفالها إلى وطنها الولايات المتحدة، ثم رحلة الملاحقة القضائية الفيدرالية التي ألقت بها خلف القضبان في نهاية المطاف.