من أفغانستان إلى النيجر.. «ديجافو» الانسحاب الأمريكي

أثار الانسحاب الأمريكي من النيجر ذكريات سيئة للميجور جاكي لي التي استعادت مرة أخرى تجربتها الصعبة في أفغانستان.
عندما أغلق الجيش الأمريكي العام الماضي قاعدته الضخمة في النيجر، والتي كانت تعمل لسنوات بالقرب من موقع مفترق طرق قديم للقوافل، كان ذلك بمثابة نكسة استراتيجية للولايات المتحدة في هذه المنطقة المتقلبة من أفريقيا.
كانت الميجور جاكي لي من الجيش الأمريكي من بين آخر الأمريكيين الذين خدموا في تلك المنطقة وأثار الانسحاب ذكريات مؤلمة عن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان قبل استيلاء طالبان على السلطة.
وفي تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كشفت لي كيف "ضربتها موجة من المشاعر" عندما علمت بإجلاء القوات بعد حوالي عام من انقلاب عسكري حيث تتذكر الجندية الأمريكية ذلك اليوم عندما كانت تتجول حول قاعدة أمريكية صغيرة في عاصمة النيجير نيامي حين وصلها الخبر.
وتذكرت لي أنه قبل يوم واحد فقط من الانقلاب، جلست في اجتماع في السفارة الأمريكية حيث أكد دبلوماسي أمريكي لصحفي أن النيجر واحة استقرار في المنطقة لكن بعدها أصبحت البلاد أحدث أحجار الدومينو التي سقطت، بعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو.
كانت لي قد أُرسلت لأول مرة إلى النيجر في أوائل عام 2023، وبينما كانت طائرتها العسكرية تهبط باتجاه القاعدة الجوية الضخمة كانت أفغانستان في ذهنها حيث كانت تفكر في رحلتها إلى هناك قبل أكثر من عقد مما جعلها تشعر بإحساس مماثل بعدم اليقين.
وبعد فترة وجيزة من وصولها إلى قاعدة أغاديز الجوية في النيجر، والتي كانت في ذلك الوقت تضم نحو 500 من القوات الجوية والقوات الخاصة وغيرها من القوات الأمريكية، بدأت العلاقة بين النيجر والولايات المتحدة في التفكك وكانت لي تكافح مشاعر الديجافو لتجربتها في أفغانستان.
و«الديجافو» هو «شعور زائف بالألفة، حيث يخلق الدماغ إحساسًا بعيش موقف معين من قبل، دون القدرة على استرجاعه من الذاكرة، أو تحديد الموقف الفعلي».
تم نشر لي في أفغانستان في عامي 2012 و2013 كجزء من "زيادة" الرئيس الأسبق باراك أوباما للقوات الأمريكية لتحويل المد ضد قوات طالبان وبناء القدرة القتالية للقوات المسلحة الأفغانية.
وبعد 9 سنوات، شاهدت لي بيأس انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان واستيلاء طالبان فجأة على كابول، وتساءلت حينها عما حققته عقود من الجهد وآلاف الأرواح الضائعة سواء في القوات الأمريكية وشركائها الأفغان.
وقالت لي إنها كانت لا تزال تكافح تلك الشكوك عندما حصلت على مهمتها التالية حين تم تكليفها بأن تصبح قائدة سرية في النيجر، حيث كانت القوات الأمريكية تدير قاعدة المسيرات الكبيرة وتدرب الجنود المحليين بهدف رسمي يتمثل في مقاومة الإرهاب وهدف غير رسمي متمثل في إبقاء النفوذ الروسي في أفريقيا تحت السيطرة.
وفي مارس/آذار 2024، عادت لي إلى منزلها في ولاية ساوث كارولاينا الأمريكية عندما أعلن المجلس العسكري النيجيري أن الوجود العسكري الأمريكي غير قانوني وطالبت قوات واشنطن بالمغادرة.
aXA6IDE4LjExOC4xOTQuMTUg جزيرة ام اند امز