تفاؤل أمريكي يمهد لـ"ترتيبات نهائية" لترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية
قال آموس هوكشتاين المسؤول الأمريكي الذي يتوسط في نزاع حدودي بحري بين لبنان وإسرائيل، اليوم الإثنين، إنه لا يزال متفائلا بإحراز تقدم نحو اتفاق ويتطلع للعودة إلى المنطقة للتوصل إلى "ترتيب نهائي".
وأدلى هوكشتاين بهذه التصريحات بعد لقاء مع الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء المكلف ورئيس مجلس النواب في القصر الجمهوري في بعبدا.
ووصل هوكشتاين إلى بيروت أمس حيث التقى مسؤولين لبنانيين للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي لم يتم التوصل فيه حتى الآن إلى أي نتيجة.
وتسارعت منذ بداية الشهر الماضي التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد توقف، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه.
وأعلنت الخارجية الأمريكية في بيان الأحد أن زيارة هوكشتاين تأتي في إطار التزام واشنطن "بتسهيل المفاوضات"، معتبرة أن "التوصل إلى حلّ أمر ضروري وممكن على حد سواء، ولكن لا يمكن تحقيقه إلا من خلال المفاوضات والدبلوماسية".
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/ أيار من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة.
لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.
وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان الوسيط الأمريكي لاستئناف المفاوضات، وقدم عرضاً جديداً لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش، بل يشمل ما يُعرف بحقل قانا.
ويقع حقل قانا في منطقة يتقاطع فيها الخط 23 مع الخط واحد، وهو الخط الذي أودعته إسرائيل الأمم المتحدة، ويمتد أبعد من الخط 23.
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية إن زيارة هوكشتاين هي "لحظة الحقيقة"، مشيراً إلى أن الوسيط الأمريكي يحمل عرضاً إسرائيلياً يعتبر "تنازلاً بالنسبة للطرفين".
وأوضح أن العرض "يتيح للبنان تطوير الحقل في المنطقة المتنازع عليها (...) مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الاقتصادية"، مشيراً إلى أن الحقل هو "حقل صيدا"، والذي يُعرف في لبنان بـ"حقل قانا".