حراك لبناني يرافق زيارة الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود مع إسرائيل
تشهد عملية التفاوض على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل تتطورات متسارعة مع عودة الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت.
وعلى وقع محاولات "حزب الله" عرقلة المفاوضات عبر تصعيد عسكري، حيث استبق وصول الوسيط الأمريكي بنشر مقطع مصور لسفن ومنصات التنقيب التي تعمل في حقل كاريش النفطي، مهدداً بطريقة مبطنة بقصفها، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعاه خلاله إلى عقد اجتماع ثلاثي يضمهما ورئيس مجلس النواب نبيه بري يوم غد الإثنين بالقصر الجمهوري للبحث في الموقف من ملف ترسيم الحدود البحرية.
ووصل الوسيط الأمريكي بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين إلى بيروت بعد ظهر اليوم الأحد، آتيا من أثينا، للقاء المسؤولين ومتابعة المفاوضات معهم بشأن هذا الملف حيث ستكون له سلسلة لقاءات يجريها في لبنان.
واستقبلت سفيرة واشنطن لدى لبنان دوروثي شيا وعدد من أركان السفارة. المبعوث الأمريكي وبدأ هوكشتاين زيارته بلقاء مسؤولين.
ومن المطار، توجه هوكشتاين إلى المديرية العامة للأمن العام، حيث التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه، وتناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية.
وبعدها عقد لقاء في وزارة الطاقة اللبنانية مع وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض.، حيث استمر اللقاء قرابة الساعة، وخرج بعد اللقاء معرباً عن سروره لوجوده في لبنان.
لكن وزير الطاقة أعلن في تصريحات لإعلاميين أنّ هوكشتاين حمل طرحاً جديداً إلى المسؤولين اللبنانيين وقال له إنّه إيجابي كما نفى أي شائعات عن التنقيب المشترك بين لبنان وإسرائيل".
ولفت إلى أن هوكشتاين أعلمه بأنّه سيفاوض مع البنك الدولي بشأن شروط السير بخطة الكهرباء التي نفذها لبنان".
وأشار فياض إلى أنّه تطرّق مع هوكشتاين إلى ملف الفيول (النفط الخام) الإيراني، موضحاً أنّه قال له "بصراحة أنا مع أن نأتي بالكهرباء للبنانيين ولا يُمكن أن أرفض أي هبة في هذا الموضوع إذا ما تبيّن أن الطرح رسمي وجدي وبات أمامنا على الورق".
وتابع: "هوكشتاين أجابني أن هذا الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء".
إلى ذلك كشفت مصادر لـ"العين الاخبارية" أن هوكشتاين ابلغ فياض أن الشريط المصور الذي نشره "حزب الله" اليوم عن المسيّرات لا يُفيد ولا يُساعد في المفاوضات لأنّ هناك انتخابات في إسرائيل وهذا سيجعلها أكثر تشدّداً".
في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، أن أبرز لقاءات الوسيط الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية ستكون مع الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهناك موقف واحد للمسؤولين اللبنانيين وهو العودة إلى المفاوضات في الناقورة.
ومفاوضات الناقورة هي مفاوضات تجري في مركز للأمم المتحدة بين وفدين عسكريين من إسرائيل ولبنان، يجري خلالها عرض الخرائط بين الطرفين.
وشدد بو حبيب على أنه "لم يسبق أن كان هناك تفاؤل بالقدر الموجود اليوم".
واعتبر بو حبيب ان مقطع "حزب الله" لا يمثل موقف الدولة اللبنانية في المفاوضات.
وفي سياق متصل قال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن زيارة هوكستين هي "لحظة الحقيقة"، مشيراً إلى أن الوسيط الأميركي يحمل عرضاً إسرائيلياً يعتبر "تنازلاً بالنسبة للطرفين".
وأوضح أن العرض "يتيح للبنان تطوير الحقل في المنطقة المتنازع عليها مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الاقتصادية"، مشيراً إلى أن الحقل هو "حقل صيدا"، والذي يُعرف في لبنان بـ"حقل قانا".
وفي وقت متأخر الأحد أطلق أمين عام مليشيات "حزب الله" حسن نصرالله تصريحاً جديداً يضرب بعرض الحائط المفاوضات ويؤكد أنه الحاكم الفعلي في لبنان، وأشار إلى أنه ليس طرفاً في التفاوض، والمفاوضات مسؤولية الدولة ولن نتدخل في قرارها، لكن سنحدّد كيف سنتصرّف على ضوء النتائج.
وتترقب الأوساط الدبلوماسية بكثير من الشكوك أداء المسؤولين اللبنانيين بعد التدخلات الأخيرة لأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله في الملف، وتأثيره على التعامل مع ما سينقله الوسيط الأمريكي.
وسبقت زيارة هوكشتاين لقاءات مكوكية للسفيرة الأمريكية لدى لبنان دوروثي شيا، والتي نقل عنها القول إنه "حتى إذا لم يتوصل لبنان خلال وساطة هوكشتاين إلى الحل النهائي فلا شك في أننا أصبحنا أقرب إلى تقريب وجهات النظر".
واعتبرت الدبلوماسية الأمريكية، أن الوسيط في ملف الترسيم "آت بشيء زائد أقرب إلى الحل، لكن يبقى أن الشيطان يكمن في التفاصيل"، مؤكدة أن "لبنان سيستمع إلى هوكشتاين قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية".
وكان الوسيط الأمريكي باشر وساطاته بعد توقف دام أشهراً وزار لبنان في الشهر الماضي وعقد سلسلة مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، حيث حمل مطالب لبنان إلى إسرائيل.
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أمريكية في مايو/أيار العام الماضي، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعا تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة.
لكن لبنان اعتبر لاحقاً أن الخريطة استندت لتقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA= جزيرة ام اند امز