خبراء يرسمون لـ«العين الإخبارية» حدود الرد الأمريكي على هجوم «برج 22»
يفتح حادث الهجوم بمسيرة في أقصى الشمال الشرقي للأردن على موقع أمريكي كثيراً من التساؤلات حول مستقبل الصراع وحدود رد واشنطن، التي حمّلت إيران المسؤولية.
وما يفاقم المخاوف هذه المرة هو التوقعات بشأن ما يمكن أن تقدم عليه الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مقتل 3 من جنودها وإصابة أكثر من 30 آخرين بهجوم نفذته طائرة مسيرة.
إذ إن هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها قتلى أمريكيون ومصابون بهذا العدد بهجوم، من الواضح أنه يأتي في إطار الضربات التي تطول مواقع أمريكية في المنطقة منذ تفجر الأوضاع في غزة، فضلاً عن وقوعه قرب أقرب نقطة لحدود الأردن مع سوريا.
وطال الهجوم البرج 22 الواقع قرب قاعدة التنف، وهو مكان استراتيجي عند نقطة التقاء حدود الأردن مع سوريا والعراق.
وفي أول تعقيب له، اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن "جماعات متشددة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق"، بالوقوف وراء هذا الهجوم الذي وصفه بـ"الدنيء"، وتوعد بالرد ومحاسبة المسؤولين عنه، دون أية تفاصيل.
إيران من جهتها، نفت ضلوعها في الهجوم الذي تبنته مجموعة تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق".
منطقة اشتباك
في هذا السياق، يقول رجا طلب الكاتب الصحفي الأردني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قاعدة التنف الواقعة أقصى الحدود الأردنية، ولكنها المرة الأولى التي تسقط فيها خسائر بهذا الشكل، بمقتل 3 جنود أمريكيين وعشرات الجرحى".
واعتبر أن نتائج هذا الهجوم "خطيرة"، لافتا إلى أن المادة التي استخدمت عبر الطائرة المسيرة قد تكون من نوع جديد له فاعلية وقوة أكثر على التدمير.
وأعرب طلب عن مخاوفه من أن تتحول هذه المنطقة إلى منطقة "اشتباك بين الولايات المتحدة بحكم وجودها كقواعد وجنود، مع المليشيات الموالية لإيران سواء على الأراضي السورية أو العراقية".
وفيما نفت إيران ضلوعها في الهجوم، لم يستبعد الكاتب الصحفي الأردني بصماتها، بقوله "طهران لم تعلن مسؤوليتها عن هذا العمل وهي لا تفعل ذلك، لكن دورها لا يحتاج إلى تحليل أو عمل استخباراتي، فهي تدعم المليشيات في العراق وهذا معلن وواضح، وتدعم المليشيات في سوريا".
وجدد تأكيده على أن "الجانب الإيراني مسؤول سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، على نحو دفع الإدارة الأمريكية إلى اعتبار طهران مسؤولة مباشرة عن الهجوم".
طبيعة الرد.. وأين؟
وعن سيناريوهات الرد الأمريكي، أعرب الكاتب الصحفي الأردني عن قناعته الكاملة في رد أمريكي، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن "لا يمكن لها أن تتجاهل ما جرى، فهناك 3 قتلى وعشرات المصابين".
إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن الضربة لن تكون داخل إيران، وإنما قد يكون هناك عمل استخباراتي بتفجير ما أو اغتيال شخصية ما دون الإعلان، أو ضربات في الأراضي السورية أو العراقية تطول القوات الموالية لطهران في تلك المناطق".
وأدان الأردن الهجوم الذي وصفه بـ"الإرهابي"، مؤكدا أنه "سيستمر في مواجهة خطر الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية" إلى أراضيه.
كما أكد الأردن، على لسان وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين، أنه "سيتصدى بكل حزم واقتدار لكل من يحاول الاعتداء على أمن المملكة".
اتساع رقعة الصراع
بدوره، يقول خالد شنيكات المحلل السياسي الأردني، لـ"العين الإخبارية"، إن" المملكة منذ بداية الحرب في غزة دعت إلى إنهائها واعتبرت تلك الحرب مشكلة رئيسية وأدركت خطورتها، لأن استمرار الصراع يهدد بحرب إقليمية، لا سيما في ظل استحالة حسم الأمور عسكرياً في قطاع غزة".
واتفق شنيكات مع رجا طلب، بأن الإدارة الأمريكية لن تتأخر في الرد الذي سيكون "قويا"، إما في سوريا وإما في العراق، حسب توقعاته.
مستدركا "لكن كل هذه الأمور يمكن أن تتوقف إذا اختصرت أمريكا الأمر، وضغطت على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، لأن استمرارها يعرض استقرار المنطقة ككل للخطر".
حدود المواجهة المباشرة بين واشنطن وطهران
وحول إمكانية أن تنفذ أمريكا ضربات في العمق الإيراني كردة فعل على هجوم شمال شرق الأردن العنيف، استبعد الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تكون هناك مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، لأن نتائجها الخطيرة معلومة للطرفين مقدماً، بحسب وصفه.
وأضاف أنه "في ضوء ذلك يمكن أن يكون الرد باستهداف الأذرع الإيرانية في المنطقة"، معبراً عن توقعاته بأن تشهد الفترة المقبلة استهداف بعض الشخصيات القريبة من إيران أو البنى التحتية التابعة لأذرع طهران في المنطقة سواء سوريا أو العراق أو داخل فلسطين إلى جانب الحوثيين.
هل سترد واشنطن داخل إيران؟
يستبعد مدير المركز العربي للدراسات السياسية قيام واشنطن بضرب منشآت داخل الأراضي الإيرانية.
وهو بذلك يتوافق مع رؤية الكاتب الصحفي الأردني رجا طلب، وكذلك المحلل السياسي خالد شنيكات، وسط توقعات بهجوم عنيف يطال المليشيات الموالية لإيران في المنطقة.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استهدفت فصائل موالية لإيران منشآت عسكرية أمريكية في العراق وسوريا، بطائرات مسيرة وصواريخ وقذائف هاون.
ومن بين تلك المجموعات ظهرت "المقاومة الإسلامية في العراق"، حيث هاجمت القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز