هجوم برج 22.. بايدن حائر بين الرد التسويقي الانتخابي ومخاوف الحرب الشاملة
يهدد مقتل 3 جنود في الهجوم على القاعدة الأمريكية في الأردن بدفع الولايات المتحدة إلى تعميق الصراع في الشرق الأوسط.
وترى شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن تشابك الأحداث الراهنة -محادثات الرهائن الإسرائيليين في فرنسا، والتي جرت في الوقت الذي كان المسؤولون الأمريكيون يواجهون فيه مقتل وإصابة العشرات من قواتهم في الأردن- تضاف إلى واحدة من أكثر اللحظات المشحونة منذ اندلاع أعمال العنف في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وتشير إلى أن الإدارة الأمريكية تدرس في الوقت الراهن الخيارات التي يمكن أن تشكل تحولا كبيرا في الوضع، في ظل وجود الآلاف من الجنود ومستقبل المنطقة في الميزان.
ويواجه الرئيس جو بايدن، الذي تعهد بالرد على هجمات الطائرات بدون طيار "في الوقت وبالطريقة التي نختارها"، قراراً بشأن حجم الرد الأمريكي، والذي ستكون له عواقب في المنطقة وفي الداخل الأمريكي، حيث يواجه معركة انتخابية صعبة.
وفي إسرائيل يتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط شديدة لإجباره على التوصل إلى اتفاق من شأنه ضمان عودة أكثر من مائة رهينة لا يزالون داخل غزة، وهي الخطوة التي سوف تتطلب توقفاً طويلاً في الحملة التي تشنها إسرائيل ضد حماس.
وفي طهران، يجب على القادة تحديد ما إذا كانت استراتيجية زرع عدم الاستقرار في المنطقة عبر عدد من التنظيمات ستجعلهم أقرب إلى المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، وهي خطوة يقول المسؤولون الأمريكيون إن إيران لا تريدها.
ووفقا للشبكة، فإن وسائل الرد التي سينتهجها كل طرف خلال الأيام المقبلة يمكن أن تغير بشكل كبير مسار الحرب بين إسرائيل وحماس والتوترات الأوسع التي أثارتها في الشرق الأوسط.
لكن الشكل الذي سيكون عليه الرد الأمريكي لا يزال قيد الدارسة، فهناك توجه قوي داخل البيت الأبيض لمنع انتشار الصراع، ورغبة في عدم التورط بشكل مباشر في حرب إقليمية ضد إيران.
لكن بايدن يتعرض لضغوط لتصعيد حجم الهجوم الأمريكي المضاد، إذ سارع الجمهوريون يوم الأحد إلى توجيه دعوات إلى بايدن لضرب أهداف داخل إيران، التي اتهمتها الولايات المتحدة بالوقوف وراء الجماعات التي تهاجم القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
وحث السيناتور ليندسي غراهام الإدارة على "ضرب أهداف ذات أهمية داخل إيران، ليس فقط انتقاما لمقتل قواتنا، ولكن كرادع ضد أي عدوان في المستقبل"، قائلا إن "الشيء الوحيد الذي يفهمه النظام الإيراني هو القوة".
وبحسب "سي إن إن" فإن رد بايدن، الذي أثار تعامله مع الصراع في غزة غضبا بين اليسار السياسي، سيكون محفوفا بالمخاطر سياسيا.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم استخدموا قنوات خلفية لإبلاغ إيران ووكلائها بأن الهجمات على القوات الأمريكية يجب أن تتوقف، لكن تلك الجهود يبدو أنها لم تفلح في منع هجمات الطائرات بدون طيار، ولطالما خشيت الإدارة من أن يؤدي ذلك في النهاية إلى سقوط قتلى.
ومع تحقق هذه المخاوف يبدو الرئيس الأمريكي مصمما على الرد بقوة، وهو ما بدا واضحا في سلسلة من الإحاطات يوم الأحد لكبار أعضاء فريق الأمن القومي، بمن في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وفي الوقت نفسه، ما زال المسؤولون الأمريكيون متفائلون حول الاقتراب من التوصل إلى اتفاق رهائن يتضمن وقفاً طويلاً للقتال في غزة، ويأملون أن يؤدي ذلك إلى تخفيف التوترات في المنطقة.
ورغم تأجيج مقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة المخاوف من اتساع نطاق الحرب الإقليمية، يعتقد مسؤولون أمريكيون أن التوصل إلى اتفاق يمكن أن يخفض التوترات.
وقالت النائبة إليسا سلوتكين، ديمقراطية من ميشيغان ومحللة سابقة في وكالة المخابرات المركزية: "هذه الخسارة وتصاعد وتيرة الاضطرابات في جميع أنحاء الشرق الأوسط تؤكد بوضوح أهمية التفاوض لوقف جديد للقتال في غزة وعودة الرهائن".
aXA6IDMuMTQ0LjEwOC4yMDAg جزيرة ام اند امز