استراتيجية أمريكية في حروبها التجارية.. والمنتجات الطبية تدخل المعركة
الممثل التجاري الأمريكي قال إنه المنتجات الطبية اللازمة لمكافحة الجائحة الحالية لفيروس كورونا وأي تفشيات في المستقبل يجب أن تصنع محليا
فيما يشبه كونه استراتيجية للحروب التجارية التي تخوضها الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، شهد مجلس الشيوخ جلسة للإعلان عن الخطوط العريضة لهذا الصراع.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن ضرورة فرض حزمة من الرسوم الجمركية على المنتجات التي تحتاجها البلاد في وقت الأزمات مثل جائحة كورونا، وأنه من الضروري تصنيع مثل هذه المنتجات محليا.
وأكدت واشنطن أن اتفاق المرحلة 1 بين أمريكا والصين يسير بشكل جيد، لكنها قللت من احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري سريع مع الاتحاد الأوروبي أو بريطانيا.
وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر الأربعاء إنه يعتقد أن المنتجات الطبية اللازمة لمكافحة الجائحة الحالية لفيروس كورونا وأي تفشيات في المستقبل يجب أن تصنع محليا وإنه يؤيد زيادة الرسوم الجمركية على تلك المنتجات.
وأبلغ لايتهايزر جلسة استماع في مجلس النواب الأمريكي أنه لا يؤيد خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الطبية الضرورية مثلما اقترح الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، مجادلا بأن ذلك سيزيد من انتقال الإنتاج إلى الخارج.
وأكد لايتهايزر أنه "يؤيد إلى حد بعيد زيادة الرسوم الجمركية على الأشياء التي نحتاجها في إطار خطة شاملة لضمان أننا في المرة المقبلة سيكون لدينا قدرات التصنيع المحلية في هذه المجالات".
اتفاق المرحلة 1
وأضاف الممثل التجاري الأمريكي، إن مسؤولين صينيين أكدوار مرارا تعهدهم بشراء المزيد من البضائع والخدمات الأمريكية بحسب ما جرى الاتفاق عليه بموجب اتفاق التجارة المرحلة 1، مضيفا أنه جرى تسجيل مشتريات بنحو 10 مليارات دولار حتى الآن.
وأشار إلى أن الصين اشترت قطنا أمريكيا بحوالي مليار دولار منذ دخول اتفاق التجارة حيز التنفيذ في فبراير/ شباط، وهو ما فاق كثيرا المستويات السابقة، لكنه قال إن ذلك لا يزال أقل من مستويات مستهدفة أعلى كثيرا للعام.
ولم يذكر المستوى المستهدف في نهاية العام لمشتريات القطن.
وقال إن الولايات المتحدة "ستنفذ بقوة" القوانين الأمريكية التي تحظر استيراد أي منتجات يجري تصنيعها باستخدام عمالة السخرة.
اتفاق مع أوروبا
وقلل لايتهايزر، من احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري سريع مع الاتحاد الأوروبي أو بريطانيا لتنظيم العلاقات بين الجانبين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الرسوم ستظل سلاحا فعالا لن يتردد الرئيس دونالد ترامب في إشهاره ضد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا للحصول على تنازلات تجارية منهما.
وقال في شهادته أمام لجنة الموارد المالية في مجلس النواب الأمريكي إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حققا تقدما طفيفا للغاية خلال العام الجاري من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري بين جانبي المحيط الأطلسي. وأن أي اتفاق "لا يبدو جيدا على المدى القريب".
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن لايتهايزر قوله إن الملف الزراعي مازال نقطة خلاف أساسية في المحادثات، متهما الاتحاد الأوروبي بحماية أسواقه خلف "ستارة حمائية رقيقة" بدعوى المخاوف من عدم الالتزام بقواعد سلامة الغذاء.
مفاوضات بريطانيا
وعن مفاوضات التجارة مع بريطانيا، قال لايتهايزر إنه واثق من قدرة الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق تجاري مع بريطانيا لكن توقيت الوصول إلى الاتفاق مازال غير واضح، مضيفا "أعتقد أنه من غير المحتمل حدوث هذا" في إشارة إلى التوصل لاتفاق تجاري سريع مع بريطانيا.
وأضاف أنه سيكون من "شبه المستحيل" التوصل إلى اتفاق يمكن عرضه على الكونجرس بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، أي قبل انتخابات الكونجرس والرئاسة الأمريكية المقررة في الثلاثاء الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
يأتي ذلك فيما يأمل رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في التوصل إلى اتفاق تجاري سريع مع الولايات المتحدة كجزء من استراتيجيته للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تحدث في وقت سابق عن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري سريع مع بريطانيا.