الانتخابات الأوروبية في 8 أسئلة.. والإجابة من القاموس الأمريكي
أيام قليلة قبل انتخابات الاتحاد الأوروبي التي تبدو معقدة بعض الشيء، خاصة بالنسبة للأمريكيين المنشغلين بانتخاباتهم المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي ظل التحالف الرئيسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قدمت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية دليلا لأهم ما يجب معرفته بشأن الانتخابات المرتقبة.
هل الانتخابات تدور حول اختيار رئيس أوروبا؟
ينتخب الأوروبيون برلمانا جديدا يشبه الكونغرس نوعًا ما، باستثناء أنه يتكون من مجلس واحد.
وبينما تتكون الولايات المتحدة من 50 ولاية في نظام فيدرالي، يتشكل الاتحاد الأوروبي من 26 دولة، لكن مع احتفاظ كل دولة بسيادتها الكاملة ووجود رئيس أو رئيس وزراء يقودها.
ومن المقرر أن يصوت ما يقرب من 400 مليون أوروبي ما بين 6 و9 يونيو/حزيران الجاري لانتخاب ممثلين عن بلادهم يعملون كمشرعين في البرلمان الأوروبي، الذي له قاعدتان واحدة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، والأخرى في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وبينما يصوت الأوروبيون لانتخاب 720 مشرعًا فإن التصويت له تأثير غير مباشر على اختيار رؤساء المؤسسات الرئيسية الثلاث وهي: المفوضية الأوروبية، والمجلس الأوروبي، والبرلمان الأوروبي.
كيف ذلك؟
تقليديا، يختار زعماء الاتحاد الأوروبي رئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي خلال اجتماع مغلق بعد الانتخابات، وبعدها تُقدم هذه الأسماء إلى البرلمان الأوروبي لتأكيد هذه الاختيارات بالأغلبية المطلقة.
هذه الطريقة للاختيار كانت منطقية، طالما أن رئيس المفوضية الأوروبية الذي يمكن اعتباره الأقوى بين الرؤساء الثلاثة كان يؤدي دورا بيروقراطيا إلى حد كبير.
لكن على مدى السنوات الـ15 الماضية، اكتسب رئيس المفوضية قدراً كبيراً من السلطة. وفي عهد الرئيسة الحالية أورسولا فون دير لاين، تولت المفوضية مسؤولية استجابة أوروبا لجائحة كورونا وتنسيق الدعم لأوكرانيا.
وفي ضوء هذه القوة المتنامية، يضغط رؤساء المجموعات السياسية الرئيسية في البرلمان الأوروبي لمنح الناخبين الحق في تحديد من يتولى المنصب الأعلى في بروكسل.
وفي 2014، كان هناك اقتراح يُسمى نظام المرشح الرئيسي، بموجبه تتمكن المجموعة السياسية التي تفوز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات البرلمانية من تقديم مرشحها لرئاسة المفوضية.
ووفقا لاستطلاعات الرأي، فإنه من المتوقع أن يفوز حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) بأكبر عدد من الأصوات ومرشحته هي فون دير لاين.
لماذا يتخوف الأوروبيون من نظام المرشح الرئيسي؟
لكن نظام المرشح الرئيسي غير مدرج في معاهدات الاتحاد الأوروبي، ويكرهه الزعماء الأوروبيون لأن منح الناخبين رأيا مباشرا في اختيار رئيس المفوضية قد يعطي الانطباع بأن هناك رئيسا فعليا لأوروبا أقوى من قادة الدول.
وفي الانتخابات الأخيرة عام 2019، تجاهل الزعماء الأوروبيون مرشح حزب الشعب الأوروبي، مانفريد فيبر، واختاروا فون دير لاين بدلاً منه.
وتقدم كل المجموعات السياسية مرشحاً رئيسياً يخوض، نظريا، حملته الانتخابية ليصبح رئيساً للمفوضية. وأجرى المرشحون الرئيسيون مناظرات؛ لكن الناخبين لا يصوتون مباشرة لهم وإنما للأحزاب التي تدعمهم، وبالتالي لا يظهر اسم فون دير لاين على بطاقات الاقتراع لكنها تدير حملة انتخابية.
ولا يوجد ضمان بأن القادة الأوروبيين سيتبعون فعليًا نظام المرشح الرئيسي وسيختارون مرشح الحزب الفائز بأكبر عدد من الأصوات.
وتحاول فون دير لاين حشد الدعم لولايتها الثانية، مما يعني التأكد من حصولها على الدعم الكافي بين القادة والجماعات السياسية، فإذا اختارها الزعماء ستحتاج إلى موافقة الأغلبية في البرلمان، وهو ما يعني بناء ائتلاف يدعم إعادة انتخابها.
ولتحقيق ذلك لا تتواصل فون دير لاين مع الاشتراكيين وحزب الخضر والليبراليين فحسب، بل -أيضًا- مع الحزب اليميني المتطرف الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني التي باتت بفضل قوة الأحزاب اليمينية في أوروبا صانعة الملوك، مما دفع زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان لدعوتها للانضمام إلى مجموعتها.
ما هو موضوع الانتخابات؟
لا توجد قضية واحدة محورية للانتخابات لأنها في الواقع ليست انتخابات واحدة بل 27 تصويتا مختلفا في كل من دول الاتحاد، لكن هناك موضوعات عامة تهم أوروبا بالكامل مثل الاقتصاد، وتغير المناخ، والحرب في أوكرانيا، والهجرة وحتى الاتحاد الأوروبي ذاته.
ويضم الاتحاد عدداً كبيراً من الساسة يقولون إنهم "متشككون في أوروبا"، أو أشخاصا يحبون الشكوى من لوائح التكتل ويريدون إصلاحها، دون الرغبة في مغادرته.
هل توجد ولايات حمراء وأخرى زرقاء؟
لا يقوم نظام الاتحاد الأوروبي على حزبين؛ فهناك العشرات من الأحزاب التي تمثل كل شيء من التيار المحافظ إلى الشيوعية إلى القضايا البيئية وتتجمع الأحزاب ذات التوجهات المتشابهة معًا فيما يسمى بـ«المجموعات السياسية»، التي تشكل بعد ذلك ائتلافات.
ويسيطر على السلطة الائتلاف الأكبر وهو حاليا حزب الشعب الأوروبي (يليه الاشتراكيون الديمقراطيون؛ ثم الخضر والليبراليون، كما يوجد في البرلمان أحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف).
هل هناك ترامب؟ بايدن؟ مارجوري تايلور جرين؟
لدى أوروبا نسختها الخاصة من هؤلاء السياسيين فيمكن مقارنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مثلا مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، وعلى نطاق واسع يمكن مقارنة الرئيس الأمريكي جو بايدن بفون دير لاين.
ولا يوجد معادل مباشر لتايلور-جرين، لكنّ البرلمان الأوروبي مليء بالشخصيات الغريبة مثل السياسيين الأيرلنديين اليساريين كلير دالي وميك والاس، اللذين يظهران بانتظام على التلفزيون الحكومي الصيني والروسي ويميلان إلى معارضة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
لماذا يجب أن نهتم بالأمر الأوروبي؟
يجب الاهتمام بانتخابات أوروبا لأن التكتل يظل شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة؛ ولأن هذه الانتخابات ستوفر إشارة رئيسية حول شكل السياسة مع توقعات استطلاعات الرأي بأن يحقق اليمين المتطرف مكاسب واسعة.
وبناء على مدى نجاحها، من المرجح أن تمارس الأحزاب اليمينية المتطرفة، نفوذاً كبيراً على الاتحاد الأوروبي بالكامل فيما يتعلق بقضايا مثل الهجرة وأوكرانيا حيث تعارض هذه الأحزاب مساعدة كييف.
ما هو دور المشرعين الأوروبيين؟
لا يُسمح للمشرعين الأوروبيين من الناحية الفنية باقتراح التشريعات، لأنها مهمة المفوضية لذا فإنهم يقضون الكثير من الوقت في الجدال حول التفاصيل الدقيقة للقوانين.
كيف يتفاهم المشرعون؟
بما أنهم يتحدثون لغات مختلفة يتفاهم المشرعون عن طريق الترجمة التي تخصص لها أوروبا ميزانية ضخمة أو عن طريق الإنجليزية التي يتحدثها كل شخص في البرلمان الأوروبي، كما تعمل البيروقراطية بأكملها باللغة الإنجليزية من خلال لهجة محددة أطلق عليها الإنجليزية - الأوروبية.
ومن حين لآخر، يحاول الفرنسيون تغيير ذلك، مشيرين إلى أنه قبل 300 عام، كانت اللغة الدبلوماسية المشتركة هي الفرنسية، وأن بريطانيا لم تعد جزءا من التكتل.
aXA6IDMuMTQ2LjEwNy4xNDQg جزيرة ام اند امز