«ساعة الصفر» النووية.. أين يختبئ الرئيس الأمريكي؟

تخيل لو أن حربا نووية اندلعت بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، كيف سيدير الرئيس ترامب المعركة، من الأرض أم الجو؟
بحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ففي اللحظات الأولى من رصد الأقمار الاصطناعية الأمريكية انطلاق صاروخ نووي روسي من طراز "Satan II" متجهاً نحو نيويورك، ستنطلق طائرة خاصة على وجه السرعة من قاعدة "أوفوت" الجوية في نبراسكا. وفي الوقت ذاته، ستقلع طائرة أخرى مجهزة بأحدث تقنيات الحرب النووية من قاعدة "تينكر" الجوية في أوكلاهوما.
هذه الطائرات ليست طائرات عادية، بل هي جزء من أسطول "يوم القيامة" السري، الذي يُعد خط الدفاع الأخير للولايات المتحدة في حال اندلاع حرب نووية شاملة. وبمجرد تحليق هذه الطائرات وعلى متنها الرئيس دونالد ترامب، ستبدأ الحرب العالمية الثالثة.
تم تصميم هذه الطائرات لمواصلة العمليات العسكرية حتى في ظل انهيار شبكات الاتصالات والبنية التحتية بسبب الهجمات النووية. كما تُستخدم كمنصة قيادة جوية متكاملة، تتيح للرئيس الأمريكي وكبار القادة العسكريين إدارة الحرب من الجو.
وفي حال اندلاع الحرب العالمية الثالثة، فستكون هذه الطائرات الملاذ الأخير للرئيس دونالد ترامب -في حال وقوع الأزمة خلال ولايته- حيث تضمن له الحماية من الانفجارات النووية والنبضات الكهرومغناطيسية التي قد تعطل جميع الأنظمة الإلكترونية على الأرض.
"البنتاغون الطائر".. مقر قيادة الحرب النووية
تعمل طائرات "يوم القيامة" كمركز عمليات متكامل، مما يتيح للرئيس الأمريكي ومستشاريه العسكريين مواصلة إدارة شؤون الدولة حتى في حالة تدمير البنتاغون أو المنشآت العسكرية الرئيسية، حيث تم تجهيزها بأحدث أنظمة الاتصالات التي تمكنها من التواصل مع الغواصات النووية، وقواعد الصواريخ الأرضية، والقوات الجوية في أي مكان بالعالم.
وفي حال تعرض أنظمة الطائرة لهجمات سيبرانية معقدة، فإنها مزودة بأنظمة تناظرية قديمة يمكن استخدامها كخطة بديلة لإطلاق هجوم نووي مضاد. هذه الميزة تمنح الرئيس القدرة على الرد حتى لو تم تعطيل الشبكات الحديثة.
تأهب على مدار الساعة
في ظل تصاعد التوترات النووية في العالم، تبقى طائرات "يوم القيامة" في حالة تأهب دائم. ويوجد في كل من نبراسكا وأوكلاهوما طائرة واحدة على الأقل تعمل محركاتها باستمرار، وجاهزة للإقلاع خلال لحظات في حال وقوع تهديد نووي.
وقد أثارت بعض الرحلات الأخيرة لهذه الطائرات، والتي شملت مسارات غير معتادة فوق ولايات مثل تكساس ولويزيانا وماريلاند، تكهنات حول استعدادات محتملة لمواجهة سيناريوهات حرب كارثية.
ويعتقد بعض المحللين أن هذه الرحلات جزء من تدريبات تحاكي سيناريوهات ضربات نووية محتملة، أو تحديثات لمسارات الهروب البديلة في حال تعرض الولايات المتحدة لهجوم مباغت.
أنواع طائرات "يوم القيامة"
تنقسم طائرات "يوم القيامة" إلى نوعين رئيسيين، لكل منهما دور استراتيجي في الحرب النووية:
E-6B Mercury – وهي تُستخدم كمركز اتصالات متطور في أثناء الحرب النووية، حيث تقوم بتنسيق العمليات مع الغواصات النووية والصوامع الصاروخية والقاذفات الجوية، مما يضمن استمرار تنفيذ أوامر الهجوم والدفاع. هذه الطائرة مجهزة بأنظمة تتيح لها التحكم في إطلاق صواريخ "مينيوتمان" الباليستية العابرة للقارات في حالة الطوارئ.
E-4B Nightwatch – تُعرف باسم "البنتاغون الطائر"، وهي مخصصة لنقل الرئيس وإدارته في أثناء الأزمات النووية، حيث تضم مراكز قيادة متكاملة وغرف عمليات متطورة تمكنها من اتخاذ قرارات حاسمة خلال الأزمات الكبرى.
مواصفات طائرة E-4B Nightwatch
تعمل كمركز عمليات عسكري متقدم للقيادة العسكرية العليا.
تبلغ مساحتها الداخلية 5000 قدم مربع، تشمل غرف اجتماعات، ومراكز إعلامية، وغرف تحكم مزودة بأحدث التقنيات.
تستطيع البقاء في الجو لمدة تصل إلى 35 ساعة متواصلة دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، ومع إمكانية التزود الجوي، يمكنها التحليق لمدة تصل إلى أسبوع كامل.
زُوّدت بتجهيزات متطورة لحماية الطاقم من الإشعاعات النووية والنبضات الكهرومغناطيسية التي قد تعطل الأجهزة الإلكترونية.
تضم معدات اتصالات تمكن الرئيس من الاتصال بأي رقم هاتف في العالم، ومتابعة البث التلفزيوني المباشر، واستقبال الرسائل الفورية.
تستطيع استيعاب 112 فرداً، بمن فيهم الرئيس ومستشاروه العسكريون، إضافة إلى طاقم الطائرة المتخصص.
يُطلق على طائرات "نايت ووتش" اسم "طائرة الرئاسة خلال الأزمات"، في إشارة إلى أهميتها خلال الأزمات الكبرى.
تحديات مستقبلية
بدأ تشغيل طائرات "يوم القيامة" منذ السبعينيات، لكنها اليوم تواجه مشكلات تقنية متزايدة بسبب تقادمها وصعوبة صيانتها. وكان من المخطط استبدالها بطائرات أحدث بحلول عام 2009، إلا أن التأخير في الميزانيات والمشكلات اللوجستية أدى إلى استمرار استخدامها حتى اليوم.
وفي عام 2023، منحت وزارة الدفاع الأمريكية عقداً بقيمة 13 مليار دولار لشركة "سييرا نيفادا" لتطوير جيل جديد من طائرات القيادة النووية، والذي سيحمل اسم "مركز العمليات الجوية القابل للصمود"، وكان المتوقع أن يكون هذا الأسطول جاهزاً بحلول عام 2036، ليحل محل الطائرات الحالية التي ستكون قد تجاوزت نصف قرن من الخدمة.
ستكون الطائرات الجديدة عبارة عن طائرات بوينغ 747-8، تم شراؤها من شركة الخطوط الجوية الكورية مقابل 674 مليون دولار. ومن المتوقع أن تصل إلى الولايات المتحدة هذا العام، حيث سيتم تعديلها لتناسب المهام العسكرية.
لكن في ظل التوترات السياسية داخل الولايات المتحدة، يواجه مشروع استبدال طائرات "يوم القيامة" خطر التأخير بسبب نقص التمويل. وإذا قرر الكونغرس تجميد الإنفاق الدفاعي عند مستويات 2024، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على البرنامج.
طائرة القيادة الجوية المتقدمة Boeing E-4
المواصفات العامة:
عدد الطاقم: يصل إلى 112 شخصًا
الطول: 231 قدمًا و4 بوصات (70.5 متر)
عرض الأجنحة: 195 قدمًا و 8 بوصات (59.7 متر)
الارتفاع: 63 قدمًا و 5 بوصات (19.3 متر)
الوزن الفارغ: 410 آلاف رطل (190,000 كغم)
الوزن الأقصى للإقلاع: 360,000 كغم
المحركات: 4 محركات من طراز General Electric CF6-50E2 بقوة 52,500 رطل لكل محرك
القدرات التشغيلية:
السرعة القصوى: 523 عقدة (969 كم/س)
سرعة الطيران: ماخ 0.84 (895 كم/س)
المدى: 11,100 كم
مدة الطيران: أكثر من 150 ساعة
ارتفاع التحليق: 45,000 قدم (14,000 متر)
الميزات الخاصة:
تمتلك ثلاثة طوابق، تحتوي على 18 سريرًا و6 حمامات.
تحتوي على "Ray Dome"، وهي قبة تضم نحو 67 طبقًا وهوائيًا للأقمار الاصطناعية والاتصالات.
إعادة التزود بالوقود جوًا تمكنها من البقاء في الهواء لعدة أيام، مع تسجيل رقم قياسي بلغ 35.4 ساعة من الطيران المستمر.
لا تحتوي على شاشات لمس رقمية في قمرة القيادة أو في أي مكان آخر، حيث تعتمد على أجهزة تماثلية قديمة لتجنب التعطل بسبب النبضات الكهرومغناطيسية.
aXA6IDE4LjIyMi4xMDkuODUg
جزيرة ام اند امز