"حكم نابليون" ينتج أغرب دوري في العالم
حكم قضائي متعلق بالدوري الفرنسي يتسبب في تغيير شكل المسابقة في الموسم المقبل بعد إلغاء الموسم مؤخرا بسبب فيروس كورونا
أصدر مجلس الدولة الفرنسي (الثلاثاء) قرارا يقضي بإلغاء الهبوط من الدوري الفرنسي لموسم 2019-2020، مع تثبيت الترتيب النهائي الذي اعتمدته الرابطة الفرنسية سابقا بعد إلغاء الموسم الحالي بسبب أزمة كورونا.
وجاء هذا الحكم القضائي استجابة للتظلم الذي تقدم به ناديا أميان وتولوز، احتجاجا على قرار رابطة الدوري الفرنسي بإنزالهما لدوري الدرجة الثانية بعد إلغاء الموسم.
ويمثل مجلس الدولة في فرنسا قمة القضاء الإداري، فهو يعلو على المحاكم الإدارية سواء أكانت نوعية أم متخصصة، وقام بإنشائه القائد العسكري الأسبق نابليون بونابارت سنة 1799.
قرار هجين
قرار مجلس الدولة الفرنسي شكل حلقة جديدة في مسلسل الفوضى الذي عاشته كرة القدم الفرنسية خلال الموسم الحالي.
وكان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم قام بإلغاء مسابقة الدوري المحلي هذا الموسم، بسبب تفشي فيروس "كورونا" المستجد، مصدقا على قرار الحكومة الفرنسية في هذا الصدد.
وتبعا لذلك، قررت رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم تتويج باريس سان جيرمان رسميا بلقب الدوري الفرنسي، بعد إلغاء ما تبقى من مباريات في الموسم الحالي، مع إقرار هبوط ناديي أميان وتولوز لدوري الدرجة الثانية.
ولم ينل هذا القرار رضا كلا الناديين، بجانب نادي أولمبيك ليون الذي كان يسعى للتأهل لإحدى بطولتي أوروبا، حيث تقدمت الأندية الثلاثة بطعن من أجل إلغاء الترتيب النهائي للموسم الحالي والمصادق عليه من قبل رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم.
وقام مجلس الدولة الفرنسي في مرحلة أولى بتثبيت هذا الترتيب النهائي، قبل أن يلغي قرار هبوط ناديي أميان وتولوز للدرجة الثانية.
وجاء هذا القرار ليجعل الدوري الفرنسي يعتمد شكلا هجينا لإنهاء الموسم بين ما حدث في الدوريات الأوروبية التي تم إلغاؤها مؤخرا، وأبرزها الدوريان الهولندي والبلجيكي.
وتم إلغاء كل نتائج الموسم في هولندا وعدم اعتماد بطل وإلغاء الصعود والهبوط، بينما في بلجيكا تمت تسمية كلوب بروج بطلا للدوري واعتماد نظام الصعود والهبوط وفقا للترتيب الحالي.
شكل نادر
أوصى مجلس الدولة الفرنسي بتغيير شكل الدوري في الموسم المقبل من خلال رفع عدد الأندية إلى 22 ناديا، وذلك مع إحالة الأمر إلى رابطة الدوري الفرنسي لإقرار الشكل النهائي للمسابقة.
ولم يسبق للدوري الفرنسي أن شهد مشاركة هذا العدد من الأندية في درجته الأولى، حيث إن صيغة الـ20 ناديا تعتبر حديثة، وتم إقرارها لأول مرة في موسم 2002-2003، عوضا عن الصيغة السابقة التي كانت تقوم على 18 ناديا فقط.
وقد يصبح الشكل الجديد للدوري الفرنسي في نسخته الجديدة استثناء في أوروبا، باعتبار أن معظم الدوريات الكبرى في أوروبا تدور وفقا لنظام 20 ناديا، باستثناء ألمانيا أين يتواجد 18 ناديا في "البوندسليجا 1"، بينما لا يوجد بها أي دوري يشارك فيه 22 ناديا في الدرجة الأولى.
ومن المنتظر أن تجعل خطوة مجلس الدولة الفرنسي الموسم الكروي المقبل مرهقا للغاية، باعتبار أن الأندية ستخوض 42 مباراة عوضا عن 38 كما جرت عليه العادة طوال السنوات الأخيرة.