قمة عمان الخماسية.. مسار عربي جديد لعودة سوريا وإنهاء أزمتها
خطوة عربية جديدة نحو دمشق قادها وزراء خارجية السعودية والأردن والعراق ومصر خلال القمة التي جمعتهم على طاولة واحدة في العاصمة الأردنية عمان، إلى جانب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.
القمة الخماسية التي جاءت استكمالاً لقمة جدة والتي فتحت الباب أمام المناقشات الخاصة بعودة سوريا للحضن العربي، خلصت إلى بيان شكّل خارطة طريق وفتح الباب على مسار عربي جديد للتعامل مع الأزمة السورية.
دمشق التي لم تصدر أي تعليق رسمي حول قمة عمان الخماسية، شكل حضورها لهذه القمة عنواناً بحد ذاته، ما يعني موافقتها على كل ما صدر عن هذه القمة، وأعطى انطباعاً إيجابياً حول سيرورة المسار العربي المرتقب لحل الأزمة السورية التي طال أمدها.رغبة عربية بالوصول إلى حلول
العناوين الرئيسية التي حملها البيان الختامي لقمة عمان، بدت -بحسب أوساط متابعة تحدثت إليها "العين الإخبارية"- كحلول وسط بين المسار الأممي الذي ينادي به المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون وبين مطالب دمشق لا سيما لجهة انسحاب القوات الأجنبية من أراضيها ومكافحة الإرهاب وكذلك المطالب العربية الخاصة بمكافحة التهريب وإعادة اللاجئين.وتشير مصادر "العين الإخبارية" إلى أن البيان الختامي حمل ما يمكن تسميته بصيغة "الخطوة مقابل خطوة" التي سبق أن طرحها بيدرسون وسعى للترويج لها قبل توقف مسار جنيف لأسباب فرضتها تداعيات الحرب الأوكرانية، حيث يسعى العرب للوصول لصيغ مقبولة عربياً وسورياً ودولياً تكمل المسارات القائمة في "آستانة" و"جنيف" وتعيد سوريا إلى مكانتها العربية ومقعدها في الجامعة العربية، وهو خيار بدأته دولة الإمارات وتستكمله اليوم الرياض.
وعقب الاجتماع، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن الدول العربية الحاضرة أرادت أن تبادر للبناء على جهودها المشتركة، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، مشيرا إلى أن "هناك تنسيقا مع أشقائنا وسنطلعهم على مخرجات هذا الاجتماع، بهدف التشبيك والتنسيق في خطوتنا المستقبلية القادمة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية".
الصفدي شدد على أن الوضع الراهن في سوريا "لا يمكن أن يستمر والمنهجية التي اعتمدت على مدى سنوات ماضية في إدارة الأزمة لم تنتج ولن تنتج إلا المزيد من الخراب والدمار".
الأجواء إيجابية بامتياز
ويبدو أن الأجواء الإيجابية التي سادت اجتماع عمان سمع صداها سريعاً في دمشق حيث يعتبر الكاتب والباحث السياسي السوري حسام طالب أن الاجتماع لم يترك ثغرة إلا وكان له إشارة إليها بشكل واضح.ولفت إلى المباحثات حول الإرهاب والوضع الإنساني وخروج القوات الأجنبية من سوريا، ووحدة وسيادة الأراضي السورية، وأيضا دعم مؤسسات الدولة السورية ودعم الجهود لمكافحة التهريب من خلال العمل المشترك على الحدود، وهذه نقطة مهمة جدا تعاني منها سوريا كما يعاني منها الأردن، فالتهريب تسبب بإدخال السلاح لسوريا خلال العقد الماضي.
واعتبر طالب أن بيان عمّان بكل جوانبه هو بيان إيجابي، ويضيف -في تصريحه لـ"العين الإخبارية"-: "نأمل أن توافق عليه باقي الدول العربية لتشكل قاعدة ضغط على الجانب الأمريكي المتواجد على الحدود والذي يسيطر على مناطق تشكل نقطة انطلاق للمجموعات التي تقوم بعمليات التهريب".
وأشار إلى التصريحات اللافتة لوزير الخارجية الأردني الذي أكد على عمق العلاقة وضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية وأن النظرة السابقة لما يجري في سوريا ساهمت بالخراب وهذه نقطة لافتة جدا حسب تعبيره، وتكشف عن طريقة جديدة في التعاطي مع الملف السوري، والتي تقابلها سوريا بانفتاح طالما نادت إليه لكن كان هناك من يدعم ويمول الإرهاب فكيف يمكن السير في الحل السياسي والمجموعات الإرهابية تتدفق إلى الأراضي السورية.
وتابع: "نحن نسير في الخطى الصحيحة والعرب يسيرون خطوات صحيحة تجاه سوريا ودمشق منفتحة عليها وهي ترحب بهذا البيان وهي شريكة في هذا البيان وللمرة الأولى يخرج بيان يخص سوريا وبحضور سوري رسمي".
مسار عربي جديد لحل الأزمة
لكن الإشارة إلى انطلاق مسار عربي للحل تثير العديد من التساؤلات حول مسار إقليمي للحل في سوريا انطلق قبل سنوات وهو "مسار آستانة" ومدى توافق المسارين أو تنافسهما فيما يخص آليات حل الأزمة السورية، وهو أمر يرفضه الباحث السوري حسام طالب الذي اعتبر أن مسار "آستانة" هو مسار أشمل، والأردن هو عضو مراقب في هذا المسار.
ولا يمكن الحديث عن حل الأزمة السورية دون الحديث عن الدول الإقليمية التي ساهمت في هذه الحرب، ولا يمكن الحديث عن حل دون الضغط على تركيا وأمريكا، فبيان عمان كان واضحاً لجهة الإشارة لخروج القوات غير الشرعية من سوريا ووحدة وسيادة الأراضي السورية وبالتالي هو متمم لكل ما جاء في الفترات الماضية حتى فيما يخص الإشارة للقرار 2254 وبالتالي يمكن القول إن بيان قمة عمان متمم لـ"آستانة" ومتمم لمسار "جنيف"، علماً بأن مسار "آستانة" مستمر، وربما نشاهد دولا عربية تنضم قريبا لهذا المسار بحسب تصريح طالب.
البيان شامل وإيجابي
من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأردني السابق، نضال الطعاني، في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن لقاء عمان الخماسي كان توافقيا وتكميليا للقاء جدة، ويهدف لعودة سوريا للجامعة العربية وحضورها القمة العربية المرتقبة في الرياض في التاسع عشر من الشهر الجاري، لا سيما أن هناك توافقات دولية تسير باتجاه إيجاد أقطاب دولية متعددة.
وأضاف أن هذا ينعكس على وضع غير مستقر بالمنطقة لذلك عودة سوريا تؤكد على استقرار المنطقة.
وبحسب الطعاني، فإن هذا اللقاء سيحدد بشكل مباشر أو غير مباشر إيجاد صيغة سياسية لأجل عودة سوريا، ويضيف: "الأردن أوجد خارطة طريق للتعافي والإصلاح السوري السوري، والسوري العربي وعودة سوريا ليس فقط للجامعة العربية وإنما للمحيط العالمي ككل".
وأوجز الطعاني ما جرى في عمان بالقول: "اللقاء مهم وسياسي مميز ووضع خارطة طريق للدول التي تعارض عودة سوريا للجامعة العربية لنكون أمام لقاء عربي تكاملي تقوده السعودية، على أمل أن تكلل سوريا بحضورها للقمة العربية نجاحاً عربياً يعيد المنطقة لما كانت عليه".
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA==
جزيرة ام اند امز