دراسة ترسم استراتيجية إسرائيل.. استعداد عسكري لإيران وتعزيز التعاون مع العرب
قال مسؤولان سابقان بالجيش الإسرائيلي إن على بلدهما أن تضع إحباط البرنامج النووي الإيراني في قلب أجندتها الاستراتيجية، داعين إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية السنية ومن بينها مصر والأردن ودول الخليج.
جاء ذلك في دراسة موسعة تحت عنوان "استراتيجية كبرى لإسرائيل ضد التهديد الإيراني" كتبها عاموس جلعاد وإيتاي خمينيس ونشرها الجيش الإسرائيلي على موقعه الإلكتروني.
وجاء في الدراسة، التي ترجمتها "العين الإخبارية" أن "الجيش الإسرائيلي هو الأداة الرئيسية المتاحة لإسرائيل لهذا الغرض ويجب أن يوجه بناء قوته وفقًا لذلك".
ودعت في هذا الصدد الجيش الإسرائيلي إلى بناء قدرة عسكرية حاسمة.
وقالت: "يعتمد مجال العمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران أولاً وقبل كل شيء على بناء قوة مخصصة، فضلاً عن نجاح التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة من أجل تمكين إسرائيل من العمل بشكل مستقل ضد إيران إذا لزم الأمر".
وأوصت الدراسة "بالتركيز، أولاً وقبل كل شيء، على بناء قوة متسارعة نحو احتمال الحرب مع حزب الله".
وتابعت: "ستوفر مثل هذه القوة العسكرية الحاسمة في نهاية المطاف أيضًا منطقة عمل استراتيجية لصناع القرار الإسرائيليين الذين كانوا يعرفون أنه حتى لو أُجبروا على الأمر بعمل عسكري مباشر ضد المنشآت النووية الإيرانية، فسيكون الجيش الإسرائيلي قادرًا على التعامل معها إما بشكل مباشر أو ضد حزب الله".
وجلعاد هو الرئيس السابق للدائرة الأمنية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، فيما أن العقيد احتياط بالجيش الإسرائيلي إيتاي خمينيس هو زميل في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.
ودعت الدراسة إلى "تطوير قدرة عسكرية تسمح لنا بعمل مستقل وحاسم لإزالة أي تهديد، سواء في الدائرة الأولى أو في الدوائر البعيدة".
تهديد حزب الله
الدراسة قالت أيضا إنه "يجب أن يركز بناء القوة العسكرية على ذلك، على حساب الجهود الأخرى أيضًا، ستعمل هذه القدرة العسكرية أيضًا على تعزيز الردع الإسرائيلي وقدرتها على التأثير على طبيعة التحركات السياسية الدولية مع إيران، ومن المرجح أيضًا أن تساهم في تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة التي تعارض إيران".
كما أوصت بـ"جهد أمني ودبلوماسي واستخباراتي للحفاظ على الميزة العسكرية النوعية للجيش الإسرائيلي باعتباره أقوى جيش في الشرق الأوسط".
وأشارت إلى أن "الميزة العسكرية النوعية للجيش الإسرائيلي ضرورية لردع العدوان من جانب جيران إسرائيل، والأهم من ذلك ضمان أنه، إذا لزم الأمر، يمكن للجيش الإسرائيلي التعامل مع أي سيناريو تصعيد إقليمي بعد مواجهة بين إسرائيل وإيران".
وفي هذا الصدد، فقد دعت إلى "استعدادات سياسية وعسكرية لحرب محتملة مع حزب الله في سيناريو هجوم على إيران".
وتنبع أهمية التحضير لسيناريو حرب في لبنان أيضًا من التقدم في عمليات بناء القوة لدى التنظيم، لا سيما في مجال مشروع الصواريخ الدقيقة، مما يزيد من احتمالية المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، حتى لو لم يكن أي من الطرفين مهتم بذلك، بحسب ما ذكرت الدراسة.
وطالبت الدراسة الجيش "ببناء قوته بشكل مختلف في مواجهة تهديد حزب الله، وقبل كل شيء، إعادة تأهيل قوة الجيش البري من أجل تشكيل قوة ساحقة وحاسمة وسريعة".
واعتبرت الدراسة أنه "في الوقت نفسه، يجب أن تركز الاستعدادات السياسية للحرب على إقامة علاقات سرية مع جميع القوى اللبنانية تشكل الأساس للنظام الجديد الذي سيسمح بانسحاب سريع وحوار أولي مع الولايات المتحدة ودول مختارة في أوروبا ودول أخرى بالمنطقة".
ودعت الدراسة إلى "تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة كدعامة للأمن القومي الإسرائيلي".
وقالت: "يجب أن نسعى جاهدين من أجل تفاهمات استراتيجية مع الإدارة تسمح لإسرائيل بالعمل ضد إيران بنفسها ومبعوثيها بشكل مستقل ووفقًا لمصالحنا الوطنية، عند القيام بذلك، يجب علينا الامتناع عن تقييد أنفسنا بالالتزامات، مثل التحالف الدفاعي، الذي سيحد من نطاق عملنا، ولكن أيضًا نتجنب تحدي علاقاتنا مع الولايات المتحدة، على سبيل المثال بسبب العلاقات النامية مع الصين".
وأضافت أن "استقلال الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية ضروري أيضًا في ضوء الفهم بأن الولايات المتحدة قررت تقليص مشاركتها العسكرية في الشرق الأوسط وأن انسحابها في أغسطس/آب 2021 من أفغانستان ليس سوى تعبير حديث عن ذلك".
وتابعت: "يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى توسيع انخراطه في "دوائر أبعد" مثل العراق واليمن، بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول الخليج، حيث إن المساحات التي يكون لإيران فيها مصالح مهمة وإلحاق الأذى بها يمكن أن تزيد من إحساس النظام الإيراني بالتهديد، وتعطيل الهيمنة الإقليمية".
تجنب مواجهات عسكرية
ودعت الدراسة إلى تجنب المواجهات العسكرية غير الضرورية والتي قد تحجب الاستعداد أو القدرة على التصرف بحسم ضد إيران.
وقالت: "هذا صحيح أيضًا فيما يتعلق بالدول أو الحركات غير الحكومية التي تتحدى إسرائيل (من تركيا إلى حماس) والتي يجب أن نسعى معها للتوصل إلى تسوية في نفس الوقت".
وأضافت: "كما يجب تعزيز التعاون مع الدول العربية السنية خاصة مصر والأردن ودول الخليج".
الدراسة تابعت: "على إسرائيل أن تعلم أن بإمكانها القيام بعمل عسكري ضد إيران دون خوف من رد فعل هذه الدول أو تأثير أعمالها على العلاقات معها".
أيضا أوصت الدراسة بـ"جهد مستمر لزعزعة استقرار حكم النظام الإيراني لدرجة الإطاحة به، رغم أن فرص النجاح ليست عالية".
وشددت الدراسة على أن "الضغوط الاقتصادية، بما في ذلك العقوبات، لن تكون قادرة على تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، فإن العقوبات تضعف النظام، وهو اتجاه يجب تكثيفه قدر الإمكان".
وأضافت: "يجب أن يضاف إلى ذلك جهود دبلوماسية واستخباراتية واسعة ومستمرة تجاه دول العالم والمنظمات متعددة الجنسيات بغرض توسيع الشرعية السياسية لإسرائيل لاتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران عند الضرورة".
كما أوصت بـ"تعميق التنسيق التكتيكي مع روسيا" وقالت: "روسيا، مثل إسرائيل، ليست مهتمة بتواجد إيراني واسع ومؤثر في سوريا. يجب أن نستغل ذلك لغرض العمل العسكري ضد أهداف إيرانية في سوريا ولغرض إحباط التهديدات الناشئة من أراضي البلاد".
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز