اليمن وولد الشيخ.. جولة وساطة جديدة يحاصرها الفشل
محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن لإحياء مشاورات السلام تعددت بين أطراف الأزمة اليمنية، لكنها عادة ما تبوء بالفشل
ما بين الرياض ومسقط، تعددت محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لإحياء مشاورات السلام بين أطراف الأزمة اليمنية، لحلحلة الأزمة المتعثرة منذ سنوات.
وبدأ ولد الشيخ أحمد، أمس، جولة جديدة لإنعاش مشاورات السلام بين الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي من ناحية، والانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح من ناحية أخرى، استهلها من العاصمة العمانية مسقط.
وفي إطار جولته، من المقرر أن تشمل زيارة ولد الشيخ للعاصمة السعودية الرياض، لقاء مع الحكومة الشرعية ومسؤولين سعوديين، على أن ينتقل إلى العاصمة صنعاء للقاء الوفد المشترك للحوثيين وحزب المخلوع علي عبد الله صالح، من أجل فرض خارطة الطريق الخاصة بالحديدة.
وتتضمن تلك الخارطة رؤية سلام جديدة لليمن مفتاحها ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ أواخر 2014، وأكبر المرافئ اليمنية في الساحل الغربي على البحر الأحمر.
وارتكزت خارطة ولد الشيخ حول الميناء على شقين؛ هما: شق عسكري ينص على تشكيل لجنة من قيادات عسكرية محايدة مقبولة من طرفي النزاع ولم يكونوا طرفا في الحرب يتولون ضبط الأمور الأمنية والعسكرية، والآخر اقتصادي ينص على تشكيل لجنة اقتصادية مالية توكل إليها التعامل مع كل ما يصل إلى الميناء من مداخيل، وذلك مقابل وقف العمليات العسكرية للتحالف العربي والقوات الحكومية بالسواحل الغربية لليمن.
وقد تكون هذه الجولة هي الأخيرة لولد الشيخ؛ حيث من المتوقع أن تنتهي فترة عمله في سبتمبر/أيلول المقبل.
وعن مصير تلك الجولة، والمرجح أن تكون الأخيرة، قال محمود غريب الباحث في الشأن اليمني، إن الجولات التي قام بها ولد الشيخ كانت مجرد استهلاك للوقت، وذلك في ظل تعنّت مليشيات الحوثيين أمام خطوات الحل السلمي.
وأضاف غريب أن الحوثيين يرون أنفسهم في موضع القوي، ومن ثم لن يتجهوا للتخلي عن الحديدة، خاصة أن فكرة انسحابهم عنها طرحها ولد الشيخ من قبل، لكنها لم تنجح.
وكشف الباحث في الشأن اليمني عن أن اتجاه ولد الشيخ لإحياء فكرة الانسحاب من الحديدة قد يكون منبعها قرب انتهاء فترة عمله، كما هو متوقع، ومن ثم محاولة أخرى من جانبه لعلها تنجح.
وتوقع غريب فشل الجولة الحالية لولد الشيخ، معززا رأيه بالقول إن المحاولات السابقة له باءت بالفشل عندما كانت علاقاته جيدة بطرفي النزاع، أما الآن فهناك عاملان هما قرب انتهاء فترته، علاوة على توتر علاقاته مع بعض أطراف الصراع.
ويعيش مسار الحل السياسي في اليمن تعثرا غير مسبوق منذ فشل مشاورات السلام في الكويت، مطلع أغسطس/آب العام الماضي، وما تلاه من تصعيد عسكري على أكثر من جبهة في اليمن.
واستضافت الكويت محادثات السلام اليمنية، برعاية الأمم المتحدة في إبريل/نيسان من العام الماضي، استمرت قرابة 3 أشهر، لم يتوصل الفرقاء اليمينيون خلالها إلى اتفاق لحل الأزمة، خاصة بعد رفض الحوثيين تنفيذ إجراءات لبناء الثقة، ومواصلة الإفراج عن المعتقلين والامتناع عن اتخاذ إجراءات أحادية.
وبعد مشاورات الكويت، طرح ولد الشيخ خارطة الطريق التي اقترحتها الأمم المتحدة، ونصت على سحب صلاحيات هادي مستقبلا لصالح نائب توافقي لرئيس الجمهورية؛ ما خلق توترا بين المبعوث والسلطة الشرعية.
aXA6IDE4LjExNi4yNy4yNSA= جزيرة ام اند امز