لقاء السيسي بقبائل ليبيا.. رسالة السلام والردع
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التقى مشايخ وأعيان القبائل الليبية في القاهرة، تحت شعار "مصر وليبيا شعب واحد.. مصير واحد"
قال محللون وسياسيون إن لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومشايخ وأعيان القبائل الليبية، اليوم الخميس، "رسالة ردع وسلام وتفويض جديد".
وأكدوا في تصريحاتهم لـ"العين الإخبارية" أنه اللقاء جاء طمأنة للشعب الليبي "الذي يكتوي بنيران مليشيات ومرتزقة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
والتقى السيسي مشايخ وأعيان القبائل الليبية في القاهرة اليوم الخميس، تحت شعار "مصر وليبيا شعب واحد.. مصير واحد".
وقال السيسي خلال اللقاء، إن المرحلة الحالية تقتضي توقف القتال في ليبيا عند خط سرت – الجفرة، مؤكدا أن القاهرة لن تتدخل في ليبيا سوى بطلب وأمر من شعبها.
وأضاف: "نرفض أن تتحول ليبيا لملاذ آمن للخارجين عن القانون"، داعيا أبناء القبائل الليبية إلى الانخراط في جيش وطني موحد، وحصر السلاح في يد دولة المؤسسات دون غيرها.
تفويض جديد لمواجهة خطر داهم
السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال لـ"العين الإخبارية": إنه "بعد تفويض البرلمان الليبي، يأتي اليوم تفويض قبائل وعوائل وشيوخ القبائل الليبية الذين يشكلون عصب المجتمع، لتفويض الرئيس ومصر في الدفاع عن المصالح والسيادة الليبية من الاحتلال التركي، ومن التدفق الغير المسبوق للميليشات المسلحة والإرهابيين".
ويمثل الوفد الليبي الذي التقى الرئيس المصري أكثر من 95% من القبائل الليبية، وكافة التركيبات الاجتماعية الليبية (عرب وتبو وطوارق وأمازيغ)، إضافة إلى كافة المناطق والأقاليم الليبية الثلاث (برقة وفزان وطرابلس الكبرى).
وأوضح حجازي أن: "وجود الإرهاب والمرتزقة في ليبيا يمثل خطرا داهما ليس فقط على ليبيا ومصر بل دول الجوار الجغرافي العربي والإفريقي".
ونبه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن الجيش المصري باتت له شرعية للتدخل في ليبيا؛ سواء من خلال البرلمان الليبي أو القبائل، علاوة على شرعية الدفاع عن المصالح والأمن القومي المصري، والدفاع أيضا عن المصالح العربية المهددة من التدخلات التركية التي تستهدف ثروات ليبيا.
أردوغان سيدفع ثمنا باهظا
ونبه إلى أن تحديد الرئيس المصري سرت والجفرة خط أحمر جاء للحفاظ على أمن واستقرار ليبيا، مضيفا: "ما أن تتوافق الأطراف الليبية على العملية السياسية وفقا لمقررات برلين وإعلان القاهرة، ستكون جميع المناطق ملكا لشعبها ولن توجد خطوط حمراء".
ونوه إلى أن الخط الأحمر في سرت جاء لوأد مخاطر الحرب، وفرض ميثاق لوقف اطلاق النار يليه البدء في العملية السياسية.
وأكد حجازي أن: "الجيش المصري قادر على مواجهة جميع المخاطر، بتفويض شعبي كامل، وأن نظام أردوغان سيدفع ثمنا باهظا في حال أقدم على مغامرة عسكرية باقتحام سرت".
رسالة سلام وردع
السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أكد لـ"العين الإخبارية" أن لقاء الرئيس السيسي بشيوخ القبائل الليبية: "رسالة سلام وردع ودعوة لوقف الاقتتال الليبي، واسئتناف مفاوضات السلام حسب مقررات مؤتمر برلين الذي عقد يناير الماضي".
وأردف: "لقاء اليوم يعكس بوضوح المصير المشترك بين الجانبين المصري والليبي، وأن الأمن القومي بين البلدين لا ينفصلان".
ونوه هريدي إلى أن القبائل الليبية أعلنت بشكل واضح أنها تطلع إلى السلام، لكن إذا فرض عليها القتال ستقاتل، ووجهوا في هذا الشأن دعوة للجيش المصري للوقوف بجانب الشعب الليبي.
وأكد أن: "السيسي أوضح خلال اللقاء أن مصر عانت من الإرهاب سنوات طويلة، ولن تقف مكتوفة الأيدي، حال تقدم الميليشات والمرتزقة والإرهابيين نحو سرت والجفرة".
وقال إن "حديث الرئيس المصري بأن سرت والجفرة خط أحمر، كانت رسالة سلام، ودعوة لعدم تقسيم ليبيا ووقف لوقف الاقتتال الليبي".
وأضاف: "السيسي أكد أن الجيش المصري لن يدخل ليبيا إلا بناء على طلب القبائل الليبيبة وسيخرج بأمرها بعد انجاز المهمة"، متابعا :"السيسي أكد أن مصير ومستقبل ليبيا لا يحدده إلا الشعب الليبي".
الرد على أكاذيب إعلام الإخوان
ومن جهته، قال المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق، إن لقاء القبائل الليبية اليوم رسالة طمـأنة للشعب الليبي، والرأى العام العربي بأن الليبيين ليسوا وحدهم، بعد أن دفع أردوغان بالمرتزقة والمليشيات للبلاد".
ونبه "معتوق" في تصريح لـ"العين الإخبارية" إلى أن اللقاء يحمل "رسالة قوية للرد على الأكاذيب التي تتردد بأن مصر تتدخل فى ليبيا من أجل تحقيق مطامع، وهى المزاعم التي يروج لها إعلام الإخوان".
وتابع: "رسالة اليوم تحمل شرعية تدخل للجيش المصري في ليبيا، خاصة وأن المتواجدين على الأراضي الليبية مجموعة مليشيات مسلحة، ولن تسمح القاهرة ودول كبرى بسيطرة هؤلاء الإرهابيين على البلاد".
وأعرب مشايخ وأعيان القبائل الليبية في لقائهم مع الرئيس المصري اليوم عن تفويضهم للجيش المصري للتدخل في ليبيا إذا دعت الضرورة.
وناشدت القبائل الليبية مصر بدعم ليبيا وتنظيفها من الغزاة الأتراك، ومنع تسليمها للإخوان والمتطرفين.
وقال المشايخ وأعيان القبائل إن الجانب الغربي الليبي بالكامل مُحتل من قبل الأتراك بمساعدة الخونة.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز