عودة أنشيلوتي ورسائل زيدان.. ماذا ينتظر جماهير ريال مدريد؟
بدأ نادي ريال مدريد مشروعا رياضيا جديدا، بتعيين الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي مدربا للفريق، خلفا للفرنسي زين الدين زيدان.
وكان زيدان استقال من تدريب ريال مدريد عقب نهاية الموسم المنصرم، ليبدأ أنشيلوتي ولايته الثانية مع "الملكي"، بعد أن تولى تدريب الفريق لموسمين بين عامي 2013 و2015.
وبين التصريحات التي أدلى بها أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي لتقديمه يوم الأربعاء، والرسائل التي وجهها زيدان لجمهور النادي بعد استقالته، تتضح بعض الأمور بخصوص وضع ريال مدريد وتحركاته في الفترة المقبلة.
قليل من التغييرات
بالتمعن فيما قاله أنشيلوتي خلال المؤتمر الصحفي، فإنه من غير المرجح أن يبرم ريال مدريد صفقات كبيرة في الميركاتو الصيفي كما يأمل جمهوره، وأن التغييرات ستكون في نطاق محدود.
وفي الوقت الذي يترقب فيه جمهور ريال مدريد ضم نجم جديد في خط الهجوم، ويمنون أنفسهم بالتعاقد مع الفرنسي كيليان مبابي أو النرويجي إيرلينج هالاند، ألمح أنشيلوتي لوجود اتجاه آخر، بالاعتماد على اللاعبين المتاحين ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم.
وقال المدرب الإيطالي في هذا الصدد: "كريم (بنزيما) يجب أن يسجل 50 هدفا وليس 30. فينيسيوس (جونيور)يجب أن يسجل أكثر. هؤلاء هم اللاعبون الذين أملكهم حاليا".
وأضاف: "ليس المهم هو التعاقد مع لاعب يسجل 30 هدفا، بل المهم هو أن يكون الجميع قادرا على التسجيل، حيث يجب وضع عقلية هجومية".
وتابع: "الفريق لديه جودة عالية. مزيج من الخبرة والشباب. لدينا العديد من اللاعبين، ويجب أن أقوم بتقييمهم قبل التفكير في أي شيء آخر".
أنشيلوتي أشار أيضا إلى أن ريال مدريد بتشكيلته الحالية وصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2021، ما يعني أنه لا يحتاج لكثير من التدعيمات من أجل المنافسة على الألقاب.
كذلك يتضح من رسالة زيدان الوداعية لجماهير ريال مدريد، أن الدعم المقدم من إدارة النادي سيكون محدودا، وأنها تريد مدير فني يعمل في حدود المتاح، وهو ما أظهره أنشيلوتي بحديثه.
ونشرت صحيفة "آس" المدريدية التشكيل الأساسي الذي يتوقع أن يلعب به ريال مدريد مع أنشيلوتي، وظهر خاليا من أي تعاقدات جديدة، باستثناء المدافع النمساوي ديفيد ألابا الذي انضم إلى النادي مجانا قبل أيام.
قرارات غير مستحبة
من المرجح أن يجد أنشيلوتي نفسه مجبرا على عدة قرارات لن تعجب الجماهير، أبرزها استمرار البلجيكي إيدين هازارد بعد المستوى المخيب الذي ظهر به مع الفريق، وعودة جاريث بيل إلى صفوف "الميرينجي".
ويقول أنشيلوتي عن هازارد: "هو لاعب ذو مستوى رفيع. واجه مشاكل وصعوبات لكنه لم يبرز إمكانياته، سيفعل ذلك لأنه متحمس، الموسم المقبل هو الوقت المناسب".
وعن بيل قال: "جاريث لم يلعب كثيرا الموسم الماضي، لكنه سجل العديد من الأهداف، أنا أعرفه جدا، إذا كان لديه الحافز سيقدم موسما رائعا".
ومنذ انضمامه إلى ريال مدريد في صيف 2019 قادما من تشيلسي، ظهر هازارد بشكل مخيب وعانى من تكرار الإصابات، لتحوم الشكوك حول استمراره مع الفريق الأبيض، وأشارت عدة تقارير إلى أنه قد يرحل هذا الصيف.
في المقابل فإن بيل، الذي كان أحد نجوم الفريق في فترة أنشيلوتي الأولى (2013-2015) عانى من انخفاض المستوى بجانب مشاكل أخرى تتعلق بشخصيته وسلوكياته.
وعاد بيل إلى توتنهام، ناديه السابق، في الصيف الماضي على سبيل الإعارة لمدة موسم، وذكرت تقارير إعلامية أن قرار إعارته يعد تمهيدا لخروجه بشكل نهائي من قلعة "سانتياجو برنابيو"، لكن يبدو أن هذا الخروج قد يتأجل، مع تبقي موسم أخير في عقده.
مصير راموس
يثير مستقبل القائد سيرجيو راموس حالة من الجدل منذ فترة ليست بالقصيرة، في ظل عدم الوصول لاتفاق بخصوص تمديد عقده الذي ينتهي في يونيو/ حزيران الحالي.
وبعدما أكدت عدة تقارير صحفية أن عملية تجديد عقد راموس (35 عاما) معقدة للغاية، ألمح أنشيلوتي إلى أن القائد قد يرحل قبل بداية الموسم الجديد.
وقال أنشيلوتي في هذا الصدد: "بخصوص وضع راموس، لم أكن أستطيع تخيل ريال مدريد بدون أنشيلوتي، ولكن حدث ذلك، سيتعين علينا جميعا قبول أي شيء، يجب أن أتحدث مع النادي الآن".
وأتم: "لقد وصلت للتو وتحدثت مع النادي في الأيام القليلة الماضية، العودة كانت سريعة حيث أتيحت لي الفرصة للتحدث مع خوسيه أنخيل سانشيز (المدير الرياضي)، وبدأنا ذلك يوم السبت".
أهداف محددة
قدّم ريال مدريد كرة قدم ممتعة في ولاية أنشيلوتي الأولى مع الفريق (2013-2015)، كما حقق سلسلة قياسية من 22 انتصارا متتاليا، لكن يبدو أن المدرب الإيطالي أصبح يملك أولويات أخرى في الولاية الثانية.
وبعد إقالته في 2015 عقب الفشل في الحصول على ألقاب كبيرة خلال موسمه الثاني، أدرك أنشيلوتي أن المنافسة على الألقاب وحصدها أكثر أهمية لريال مدريد وجمهوره من تقديم كرة قدم ممتعة، وإذا لم يكن بمقدوره الجمع بين الأمرين، فعليه أن يختار منصات التتويج.
وقال أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي: "كل نادٍ لديه أهداف محددة، هدف ريال مدريد هو الفوز بجميع البطولات، في إيفرتون (ناديه السابق) كان الهدف هو التأهل لدوري الأبطال، والتحدي بالنسبة للمدرب هو تحقيق الأهداف المطلوبة".
وأضاف: "كلنا نعلم أن هدف هذا النادي هو الفوز بكل شيء. الانتقادات طبيعية، فهذا الفريق هو الأكثر شعبية في العالم".
وأتم: "أنشيلوتي ليس نفس الشخص الذي كان قبل 6 سنوات، فقد امتلكت سنوات إضافية من الخبرة، بعضها جيد والبعض الآخر سيء، لكن هذا الجانب السيء سيساعدني في النمو".
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز