قبل 12 ألف عام.. هل انقرضت الحضارة القديمة بعد اصطدام مذنب بالأرض؟
طرح الكاتب غراهام هانكوك في سلسلة وثائقية جديدة على منصة نتفليكس نظرية تدعي أن حضارة قديمة كانت موجودة في القارة القطبية الجنوبية.
وأوضح هانكوم أن هذه الحضارة قد دُمرت نتيجة اصطدام مذنب بالأرض قبل حوالي 12,000 عام.
تأتي هذه النظرية في وقت يزداد فيه النقاش حول أصول الحضارات البشرية، لتفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول تاريخ الإنسانية.
يدعي هانكوك أن هذه الحضارة المتقدمة، التي وصفها بـ"السوبر-حضارة"، كانت موجودة لآلاف السنين قبل أن تؤدي سلسلة من الكوارث المناخية إلى انقراضها. ويشير إلى أن الأرض تعرضت لقصف من حطام مذنب أدى إلى تغييرات مناخية كارثية، مما أسفر عن نهاية العصر الجليدي. يُعرف هذا الحدث في العلم بفترة "يونيجر درايس"، ويصف هانكوك هذه المرحلة كفترة من التغير المناخي المفاجئ.
تتحدى ادعاءات هانكوك، التي بدأت منذ كتابه "بصمات الآلهة" عام 1995، الفهم التقليدي للأركيولوجيا. فبينما يُعتقد عمومًا أن البشر بدأوا الانتقال من الصيد والجمع إلى الزراعة قبل 10,000 إلى 12,000 عام، يؤكد هانكوك أن حضارته القديمة كانت موجودة في القارة القطبية الجنوبية خلال تلك الفترة. إذا كانت نظريته صحيحة، فإنها قد تعيد كتابة تاريخ البشرية بشكل جذري.
مع ذلك، فإن نظرية هانكوك تواجه انتقادات شديدة من قبل العديد من العلماء، الذين يرون أن ما يقدمه من أدلة هو في أفضل الأحوال غير كافٍ، وفي أسوأ الأحوال مضلل. فقد أشار الدكتور فلينت ديبل، عالم الآثار في جامعة كارديف، إلى أن الكثير من المواقع التي تم تناولها في السلسلة تم تمثيلها بشكل غير دقيق. على سبيل المثال، ادعى هانكوك أن آثار الأقدام المتحجرة في حديقة وايت ساندز الوطنية في نيو مكسيكو لم يتم تأريخها بشكل مباشر، وهو ادعاء غير صحيح.
تأتي الانتقادات من المجتمع العلمي على خلفية مخاوف من أن الرسائل التي ينقلها هانكوك قد تعزز مشاعر عدم الثقة في الخبراء. إذ يسعى إلى تقديم سرد يتحدى الأسس العلمية السائدة، مما يزيد من الاستقطاب في القضايا العلمية. وقد أصدرت الجمعية الأمريكية للآثار بيانًا تطالب فيه منصة نتفليكس بإعادة النظر في تصنيف السلسلة كـ"وثائقي"، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأدلة التي تدعم تطور الزراعة بشكل مستقل في مختلف أنحاء العالم بعد نهاية العصر الجليدي.
تتجلى في نظرية هانكوك أيضًا إشارات قد تثير جدلاً عرقياً، حيث توحي بأن الحضارات القديمة لم تتمكن من التطور دون مساعدة خارجية، مما يقلل من أهمية الإنجازات الثقافية للشعوب الأصلية. كما يرى بعض النقاد أن هذه النظرية قد تُستخدم لتبرير الأفكار المرتبطة بتفوق العرق الأبيض.
في خضم هذه الجدل، يستمر هانكوك في رحلته للبحث عن الأدلة التي تدعم نظريته، مستعرضًا مختلف المعالم الثقافية في الأمريكتين، متحدثًا مع العلماء والباحثين، بل حتى مع بعض الشخصيات العامة مثل الممثل كيانو ريفز. وعلى الرغم من الاحتجاجات، لا يزال للجدل الذي أثاره هذا الموضوع تأثير كبير في الأوساط الأكاديمية والجماهيرية على حد سواء.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA=
جزيرة ام اند امز